يعد التلفاز بمثابة حليف دائم للعديد من العائلات، حيث يعتمد كوسيلة للمساعدة في إلهاء وتهدئة الأطفال الذين تعودوا على مشاهدته منذ الصغر. وقد تفطنت العديد من الشركات الإعلامية لهذا الأمر فأصدرت قنوات تلفزيونية خاصة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر وثلاث سنوات، ولكن هل يمكن أن يضر التلفاز فعلا أطفالنا؟
صدرت خلال السنوات الأخيرة العديد من الدراسات بشأن هذا الموضوع، ولكن آراء المختصين كانت متباينة، وأكد بعض الباحثين أنهم ليسوا قادرين حالياً على تحديد الأثر الحقيقي الذي يمكن أن تخلفه مشاهدة التلفاز على الطفل على المدى الطويل. وقد أظهرت الدراسات أن الطفل يتفاعل مع الصور والأصوات التي تعرض على التلفاز دون معرفة مدى سوء ردود أفعاله، كما أظهرت الأبحاث أن مشاهدة التلفاز لمدة ساعة يومياً لا يمكن أن يكون لها تأثير ملموس على نمو الطفل بشكل عام.
يعتقد علماء آخرون أن التلفاز يشكل خطورة على الطفل، لأن البرامج التي تعرض تشوبها العديد من التناقضات على مستوى الصور والأصوات، وقد يكون لهذه التغيرات السريعة في الصور والوضعيات تأثير سلبي على دماغ الطفل. وبالنسبة لهؤلاء الباحثين يعتبر التلفاز من بين مسببات التأخر في النمو لدى الأطفال وبعض الاضطرابات في التركيز والانتباه، ويمكن أن تتسبب عادة الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة في إصابة الطفل بمشاكل في الوزن بسبب عدم ممارسته أي نشاط بدني. وفي كل الأحوال تضر مشاهدة التلفاز لوقت طويل صحة الطفل لذلك ينصح الخبراء بعدم اعتماده كوسيلة للإلهاء. ويقول مؤيدو التلفاز إنه يساهم في تسلية الطفل، ولا سيما من خلال البرامج المخصصة للأطفال التي تتماشى مع سنهم، ويشغل الطفل الذي لم يجد له أبواه حلا لمجاراة مزاجه السيئ، ويساعده على اكتشاف الأشياء المحيطة به، مثل الألوان والموسيقى والأصوات.
أما معارضو التلفاز للأطفال فيقولون إنه:
ولا يجب التعويل على التلفاز باعتباره أداة لإلهاء الطفل وتهدئته، وإنما يمكن استغلاله أيضا في تحفيزه على اكتشاف نشاط تعليمي في حال احترام القواعد التالية:
توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن الأطفال ينظرون إلى الشاشات لمدة طويلة يومياً، ولا يمارسون الرياضة ولا ينامون بشكل كاف، مما يؤثر سلبياً على قدراتهم المعرفية. توصي دراسة لباحثون أن المبادئ التوجيهية الصحية بـ9 إلى 11 ساعة من النوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و13 سنة، و60 دقيقة من النشاط البدني القوي كل يوم، وساعتين فقط من وقت المشاهدة الترفيهي. وأظهرت الدراسة أن معظم الأطفال لا يلتزمون بالتوصيات الطبية، وقد يؤثر ذلك على قدراتهم المعرفية. ووجد الباحثون أن أداء الأطفال الذين تجاوزوا التوصيات اليومية لمشاهدة الشاشات أكثر سوءًا في الاختبارات التي تحلل ذاكرتهم وتفكيرهم وقدراتهم اللغوية.
ذكرت دراسة أخرى لباحثون أن مشاهدة الأطفال للتلفاز أثناء الأكل ربما تسبب زيادة في أوزانهم. وأوضحوا في الدراسة أن 228 سعراً حرارياً زاد في أجسام الأطفال الذين تناولوا الغداء أثناء مشاهدتهم التلفاز، مقارنة بأطفال آخرين تناولوا وجباتهم دون مشاهدة. وعزت الدراسة زيادة وزن الأطفال إلى أن الاستمرار في مشاهدة التلفاز دون انتباه، تؤدي إلى تناول الطعام دون توقف.
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال