مع الارتفاع المفرط لاستخدام الأطفال الهواتف الذكية، تتضاعف المشكلات المرتبطة بالتعرض للشاشات الإلكترونية. ومع ملاحظة العلماء والمختصين لتلك الزيادة، تغيرت توصيات بالسماح للأطفال باستخدام الشاشات لمدة ساعتين فقط في اليوم لمن هم أكبر من ثلاث أعوام، إلى توصيات جديدة تتناول ضوابط الاستخدام ومحاذير الاستخدام السلبي الذي قد يصل حد الإدمان الإلكتروني. وتضمنت الضوابط التعامل مع الأجهزة الذكية على أنها إحدى البيئات التي ينخرط فيها الأطفال، بما لها من فائدة وما عليها من مخاطر، بالإضافة إلى شرط عدم ترك الأطفال في الفضاء الإلكتروني دون إشراف أو مراقبة على مدار فترة استخدامهم للأجهزة الإلكترونية بالكامل دون إغفال لأي لحظة.
يبدو مصطلح "فرط استخدام الشاشات الإلكترونية" ضبابيا دون علامات واضحة تجيب عن التساؤلات بشأن متى نشعر بالخطر، لكن بعض الدراسات الاجتماعية والطبية تناولت توصيات لأطباء الأطفال، بتحديد علامات الخطر التي لا بد من اتخاذ موقف عندها، ومن أهم تلك العلامات الشعور بتعلق الطفل الشديد بالأجهزة الإلكترونية، وبكائه عند إبعاده عن الجهاز. ويعد اعتماد الطفل بشكل أساسي في الترفيه وقضاء وقت ممتع على الأجهزة الإلكترونية، والعزوف عن التفاعل والمشاركة مع الأطفال، مؤشرا على ميله إلي العزلة، وربما يبدو استخدام الأطفال الأجهزة على طاولة الطعام أمرا بسيطا إلا أنه مؤشر خطير على التعلق المرضي بالشاشات الإلكترونية. وتتجه بعض الأسر إلى مراسلة أفرادها داخل المنزل من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي، وهو تطور كبير للعادات الاجتماعية الداعية للعزلة، ومن ثم فإنها تؤدي إلى مشكلات اجتماعية وتجنب التواصل وجها لوجه.
يمثل الفضاء الإلكتروني والافتراضي بيئة مجتمعية مثلها مثل الملاعب والأصدقاء، يجب الحذر منها بنفس الطريقة. ومثلما يمكن للطفل أن يجرح نفسه بالسكين في المطبخ، فإن مشاهدة العنف قد تصيب الطفل بالأذى النفسي، لذلك يجب مراقبته على مدار الساعة ومشاهدة المواد التي يشاهدها ومناقشته فيما يشاهد، كما يجب الحذر من الارتباط الزائد بالإلكترونيات والذي يؤثر سلبا على النشاط والحركة.
قد لا يتعرض الطفل لمشاكل في التركيز بسبب فرط مشاهدة الشاشات، لكنه قد يتعرض للسمنة المفرطة. وكشفت الدراسة التي أجريت في كندا أن أكثر من 64% من الأهالي يسمحون لأطفالهم باستخدام الهواتف الذكية والشاشات بشكل غير مشروط، وأكدت إن فرط الاستخدام يؤثر على عدد ساعات النوم أيضا بالإضافة إلى السمنة المفرطة.
يصعب إقناع الطفل بالتوقف عن استخدام شيء يستخدمه الوالدان باستمرار، فلا يمكن أن يصغى طفل لأحد يأمره بالكف عن استخدام الهواتف الذكية بينما يمسك بهاتفه ويرفض الانفصال عنه، لذا فإن الحل الأمثل هو وضع قواعد يطبقها الجميع، كما يجب أن يتضمن اليوم أوقاتا محددة للنشاط البدني، وإعطاء حلول بديلة من أجل الترفيه والتسلية مثل التلوين والألعاب التي تحتاج إلى تفاعل ومشاركة.
يعد الانقطاع التام عن التعرض للشاشات في إجازات كاملة دون هواتف ذكية أو أجهزة إلكترونية، وسيلة لضمان عدم التعلق المرضي حد الإدمان بتلك الأجهزة، ومن جانب آخر يسمح بممارسة أنشطة متنوعة في قوالب جديدة غير القالب الإلكتروني الواحد. ومن الممكن الحفاظ على عطلة نهاية أسبوع دون أجهزة، أو مخيم في الجبال أو الصحراء دون إلكترونيات، وهناك العديد من الأنشطة التي يمكن أن تخصص وقتا للحركة وبيئات مختلفة عن الواقع الافتراضي، كما توفر تفاعلا اجتماعيا جيدا مع الآخرين.
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال