عندما أذهب لأي مكان مع طفلي، وتكون به منطقة مخصصة لألعاب الأطفال، لا أجد أطفالًا يلعبون بالفعل، بل كل طفل يجلس بجانب أهله يحمل هاتفًا ذكيًّا وينظر بتركيز شديد إلى اللعبة أو الفيديو الذي يشاهده. الأمر نفسه يتكرر عند ذهابي للتسوق أو الانتظار في إشارة مرور والنظر للعربات المحيطة بي وبها أطفال، وأيضًا في نطاق العائلة، والحديث هنا عن أطفال في سن العامين أو أقل إلى سن المراهقة. لذا لا بد من نشر الوعي حول تأثير الهواتف الذكية على الأطفال، وكيفية تقديم وسائل مفيدة لتسلية الأطفال بدلًا منها.
تأثير الهواتف الذكية على الأطفال
إذا كنت ترى صعوبة في منع طفلك من استخدام الهاتف الذكي، تعرَّف على 10 أضرار يسببها استخدام الهاتف الذكي لطفلك:
- الإدمان: يسبب استخدام الهاتف لساعات طويلة إدمان الأطفال للهاتف الذكي والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب، ويظهر ذلك واضحًا في سلوك الطفل العصبي والعنيف عندما تنتهي بطارية هاتفه أو لا يوجد إنترنت يسمح بتصفح المواقع الإلكترونية.
- الأرق: أظهرت الدراسات أن استخدام الأطفال الهواتف الذكية يسبب الأرق وقلة ساعات النوم، والقلق والتوتر العصبي في أثناء النوم، بالإضافة إلى ضعف النظر على المدى القريب.
- أمراض العظام: كالتشنج في عضلات العنق، بالإضافة إلى أوجاع أخرى في العضلات التي تظهر من الجلوس المطول وغير الصحيح لاستخدام تلك الأجهزة، التي غالبًا ما يصاحبها انحناء في الرأس والعنق.
- السمنة: بسبب الكسل والخمول الجسماني والفكري الذي يحدث نتيجة الجلوس ساعات مطولة أمام الهاتف، وتناول الأطفال طعامهم في أثناء اللعب أو مشاهدة الفيديوهات، وعدم قيامهم بأي نشاط جسماني أو حركي.
- العدوانية والعنف: استخدام الهاتف الذكي لساعات طويلة يجعل الطفل يعيش في عالم من العزلة والوحدة، ولا يبحث عن تكوين صداقات وتنمية المهارات الاجتماعية والتواصل المطلوبة. إذ يصبح الأطفال أكثر أنانية وشحًّا في تعاملهم مع جيرانهم، ويميلون إلى العدوانية المفرطة في المدرسة والمنزل، ويفتقدون أبسط المهارات الاجتماعية المتعارف عليها.
- الخيال المحدود واختفاء الإبداع: يجعل استخدام الهاتف الذكي الطفل محدود الخيال والإبداع والذكاء، وينعكس ذلك على شخصية الطفل ودراسته وطريقة حله لمشاكله وتعامله مع الآخرين، يمكننا أن نقول إنه يصيب الطفل بالغباء على المدى البعيد.
- توتر العلاقة بين الطفل ووالديه: تنشأ العلاقة القوية بين الطفل ووالديه من الحديث والتفاعل والأنشطة المشتركة، وليس من جلوس كل منهم أمام شاشة هاتفه الذكي، فينشأ الطفل مصابًا بالوحدة والانطواء، وعلاقته بوالديه فاترة ومليئة بالتوتر وعدم الفهم أو الحديث المشترك.
- التوحد: يسبب استخدام الهاتف الذكي لدى الصغار في سن الحضانة حدوث التوحد بنسبة كبيرة، وتأخر الكلام.
- مشكلات السلوك لدى الطفل: يسبب أيضًا ظهور السلوكيات السلبية، مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار، وعدم سماع التعليمات والتوجيهات والتمرد.
- التأخر الدراسي: الاستخدام الزائد للهواتف الذكية يضعف كذلك التحصيل الدراسي والعلمي، وقِلّة الإستيعاب.
متى أسمح لطفلي باستخدام الهاتف الذكي؟
من المعروف أن الهواتف الذكية لها دور كبير في راحة الأم والأب، والانفتاح على مصادر المعلومات والترفيه والألعاب، ولكن دون أن تؤثر في حياة الأطفال والأسرة بأكملها، وتحولها لحياة إلكترونية بلا أنشطة ومهارات حقيقية. لذلك يوصى الأطباء وخبراء التربية بعدم إعطاء الطفل هاتفًا ذكيًّا حتى سن المراهقة، ويكون ذلك تحت إشراف أولياء الأمور.
بدائل الهواتف الذكية لتسلية الأطفال
هناك ملايين الأفكار لأنشطة مسلية ومفيدة للأطفال بعيدًا عن الشاشات بأنواعها المختلفة، سواء الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو حتى التلفاز والكمبيوتر، تعرف على هذه الأنشطة الممتعة لتسلية طفلكِ وتنمية مهاراته وقدراته التفاعلية. ونصيحة أخيرة للأهل: ابدؤوا بأنفسكم وضعوا هاتفكم الذكي جانبًا، وامنحوا أطفالكم وقتًا ثمينًا مليئًا بالأنشطة التفاعلية الحقيقية التي تطور مداركه وتحسن تفاعله مع البيئة المحيطة.
المصدر: موقع "سوبر ماما"