يعرف ضرب الطفل على أنه سوء معاملة صريحة ومباشرة يكون عن طريق أساليب عداء جسدية مختلفة كالصفع واللكم وغيره! يُكَوِّن أول موقف ضرب للأطفال لديهم ذكريات غضب وحيرة، فهم في العادة لن يفهموا لماذا هم يضربون في المقام الأول! لذا، أما تعتقدون أن الضرب ليس له علاقة بالتهذيب في الأصل؟ وأيضا أما تعتقدون أنه بضرب الآباء أبنائهم يكونوا بذلك يعبرون عن سوء في شخصياتهم هم وخلل في قدراتهم التحليلية والتقريرية، إذ يقدمون العلاج بالأذى ويربطون وسيلة تهديم بهدف تصحيحي! دعونا نتعرف في هذا المقال عن مدى إيذاء الضرب للأطفال جسديا ونفسيا وتفكيرا، وما هي الوسائل الصحيحة لتقويم أبنائنا بدلا من إسهامنا في إعوجاجهم!
الأطفال في بداية عمرهم مادة خام تتشكل كيفما نشكلها. وهذه بعض التأثيرات التي يمر بها الأطفال نتيجة تعرضهم للضرب:
تأثير ضرب الطفل النفسي والعقلي
1- الضرب المستمر نتيجة الأخطاء البريئة يعلمهم أنهم ليسوا جديرين بمحبتنا وأنهم بالفعل غير أسوياء. الغريب في الأمر، أنه بعد انقضاء فترات الإيذاء الجسدي، أي بعد دخول أبنائنا مراحل عمرية أكبر، تلازمهم تلك المشاعر مهما حاولوا التخلص منها ومهما كانوا جيدين بالفعل لن يتمكنوا من تغيير صورتهم السيئة عن أنفسهم بسهولة!
2- وفقا لنظرية فرويد عن النفس، فالضرب من المحبين لنا يجعلنا لا نفهم إن كان هذا تعبيرا عن حبهم لنا لأنهم بالطبع يريدون لنا الأفضل أم ماذا. وبالتالي، نَكون قد زرعنا بذرة المازوخية (الاستمتاع بتعذيب النفس) وساعدنا أبنائنا على أن يكونوا بالفعل غير أسوياء!
3- ضرب الطفل لا يؤذيه جسديا فقط، ونخطئ إن اعتقدنا هذا. ضرب الأطفال ينقر مباشرة على أبواب صحتهم العقلية وبالتالي النفسية وتنهدم لديهم صورتهم الذاتية فتقل ثقتهم في أنفسهم وفي غيرهم وبهذا تكون حياتهم أصعب على كافة الأصعدة حتى في علاقاتهم بأقرانهم فما بالكم بشركائهم!
4- تحميل الأطفال فوق طاقتهم إذ يظنون في نهاية المطاف أنهم سبب تعاسة آبائهم وأنهم غير جديرين بحياتهم في الأصل. وفي الحقيقة، هذه قسوة ما بعدها قسوة، إذ يضطر الطفل إلى الشعور بكره الذات بل والذنب على ما لم يقترفه في الأساس، فيكون كرهه لنفسه مضاعفا!
5- يطور ضرب الأطفال لديهم عادات خاطئة كثيرة تنفيسية منها ضرب الغير. وهذا يظهر على أقرانهم وإخوتهم وأنفسهم حتى أو محيطهم بشكل عام. وهذا لا يؤثر فقط على صورتهم أمام أنفسهم ومحيطهم بل ويؤثر على من يضربون أيضا وبالتالي تتسع سلسلة التأثير وتتضاعف التأثيرات السلبية حتى خارج أسرتك أنت!
6- ضرب الأطفال في الصغر يصعب عليهم رحلة اكتشاف أنفسهم في الكبر وتفهمهم لآبائهم في الكبر أيضا. قد يتوقعون أنه رغم كم الظلم الواقع عليهم أن هذه الطريقة هي المثلى في التعامل مع الأطفال، وتظل بذلك مشاعر الغضب وقلة الثقة والقلق مصاحبة لهم طوال عمرهم دون أن يعرفوا حتى سببها!
7- الحساسية المفرطة وربط كل المواقف غير المقصودة بالذكريات الأليمة فيميل الأطفال للتدقيق في كل فعل وكلمة ولا يعيشون ببساطة.
8- مشكلة التعميم التي يقع فيها الأطفال، إذ يعممون من تجربتهم أن جميع الآباء أو جميع الأمهات غاضبون. أو أن يعمموا على جميع الذكران أو الإناث الصفات السيئة أو أي فئة ما. وفي الكبر، يأخذ الأمر وقتا طويلا للتخلص من هذه الأفكار المقيدة.
1- ضرب الطفل يحد من تطوير قدراته الاستكشافية والتعلمية. في دراسة أجريت على 16 طفل عمرهم سنتين وشهرين كان منهم من يتلقى ضربة على كفه كلما أخطأ في أمر ما بينما البعض الآخر فلا! جاءت النتيجة أنه بعد مرور عام لوحظ بالفعل تأخر في مهارات من يضربون!
2- بعض الآباء واجهوا تهما حقيقية لقوة إيذائهم أطفالهم، فهناك من تسببوا لأطفالهم في عاهات منذ الصغر. بالطبع، هذا مثال نادر أيضا ولكنه حقيقي! ولكن إن ألتنا من العقاب حيناه، فهل سنقدر على مواجهة أطفالنا في الكبر؟
3- ينتج عن قلة الثقة في النفس والمشاعر السلبية الأخرى صورة سلبية عن النفس يترجمها الطفل حتى في تعبيرات جسده، فتجده يمشي على مهل، متجنبا النظر للناس، ناظرا للأرض أكثر، منغلق المنكبين وهكذا. وهذا ما جاء في دراسة ألمانية ل أندريا إي. أبيلي، وفنسنت يزيربيت نشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي.
4- التأخر المهاري والدراسي.
1- دائما خذ وقتا مستقطعا! لا تتصرف وأنت غاضب أبدا. خذ مهلة لتفكر جيدا في مدى عمق الموقف وعمق الضرب! واحذروا، فضرب الأطفال قد يعتبرونه عملة لقاء قيامهم بالأفعال المكروهة، كأن يقول الطفل: “حسنا سأفعل كذا وأتلقى ضربة وانتهى الأمر!”
2- المقايضة! امنع عنهم شيئا يحبونه لوقت ما، لا للأبد، واعلمهم بطول المدة والتزم بها.
3- التغاضي وعدم التركيز على التفاهات لكي لا تكبر فعلا. التدقيق الزائد يجعل من طفلك معقدا.
4- مزاحمة الأفعال المكروهة بغيرها من المستحسنة دون الحديث عنها في الأصل.
5- افهم أطفالك التسلسل السلبي والعواقب وأن لكل فعل رد فعل، واشرح لهم سوء عواقب أفعالهم بشكل منطقي. ولا تخف فهم سيفهمون جيدا!
6- دعهم يجربون أخطاءهم وعواقبهم بنفسهم حتى يقرروا ألا يعاودوها عن اقتناع ذاتي. أي اعطهم الفرصة يقرروا لأنفسهم وينموا.
7- المكافآت عن كل عمل جيد ولكن ليس باستمرار ودون بذخ!
8- المديح أمام الناس عن الأفعال الجيدة حقا دون مبالغة.
الضرب لا يولد إلا العداء والعند، فتجد نفسك تواجه العادة الخاطئة هي هي مرات عدة كلما لجأت للضرب. إذا فالضرب حقيقة غير فعال في تقويم الأطفال أبدا! وبالتالي ندعوكم أيها الآباء أن تلجأوا لأساليب التربية القويمة السوية وأن تتعلموا وتقرأوا المزيد في فنون التربية لأنها بالفعل فن واسع وآخذ في الاتساع. إن لم تكونوا على قدرة للتعلم في هذا الوقت، فعلى الأقل لا تقدموا على أفعال عدوانية تجاه أولادكم وبدلا عن ذلك اسألوا متخصصين عن أفضل ما يمكنكم فعله لتصحيح موقف ما!
المصدر: موقع "فَنُور"
أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"
وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم
يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال