قد تعتقد أن ابنك بعيد عن ذلك العالم فصغر سنه وبراءة تفكيره تتعارض مع دخول تلك الدائرة المظلمة، ولكن على عكس الواقع فإن هناك علاقة ليست بالضعيفة بين الأطفال والمخدرات نتج عنها إقبال واسع من الأطفال على تعاطى المواد المخدرة والوصول للإدمان عليها، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل قد يكون تعاملك الخاطئ سبب في دفعه لذلك، لذا وحتى تنقذه من ذلك الطريق اعرف أسباب تعاطي الأطفال، وكيفية علاج الإدمان من المخدرات.
“لا أصدق أن ابني مدمن” تلك أول جملة يقولها عائلة المدمنين من الأطفال عند اكتشاف تعاطيهم المخدرات، فيدخلون في حالة من الإنكار والصدمة وعدم التصديق للواقع، ثم التسليم بالحقيقة، ولكن ما ينكرونه أكثر وربما لا يعرفونه أبدا هو أنهم قد يكونوا سبب تقوية العلاقة بين الأطفال والمخدرات ودفع أبنائهم للإدمان بتصرفاتهم وسلوكياتهم المغلوطة عن التربية، ولكي تتجنب أن تكون مثلهم يوما اعرف الأسباب التي قد تدفع ابنك للتعاطي، وكيفية التعامل مع مدمن المخدرات:
1. العنف الأسري:
العنف الأسري سواء مع الأبناء أو بين الزوجين وغياب التفاهم ولغة الحوار واستخدام أساليب تربوية غير صحيحة كالضرب تؤدي إلى رغبة الأبناء في الهروب من تلك البيئة المسمومة لتعاطي المخدرات.
2. عدم توفير الدعم والثقة:
غياب الثقة في الأبناء وعدم توفير الدعم والحب يؤدي إلى شعورهم الدائم بالنقص وفقدان الثقة في النفس والرغبة في إثبات الذات مما يؤدي إلى تعاطى المخدرات لتعويض ذلك الشعور.
3. الإفراط في منح الأموال:
نعلم أنك تريد أن توفر لابنك أعلى مستوى مادي ممكن وترغب في تلبية كافة احتياجاته، ولكن الإسراف في منح الأموال بدون رقابة يحول ابنك إلى فريسة في يد مروجي المخدرات فيسعون بشتى الطرق لاجتذابه إليهم.
4. تعاطى الآباء للمخدرات:
إذا كنت تتعاطى المخدرات أو الكحول في المنزل فإن ضررها لا يتوقف عندك بل ينتقل الي أبناءك اللذين يتعاملون معها علي أنها شئ طبيعي جزء من حياتهم ويسعون الي تقليدك واتباع نقس سلوك التعاطي.
5. غياب الرقابة الأسرية:
منح أبناءك شئ من الحرية هو أمر مطلوب، ولكن غباب دورك الأبوي بشكل تام وعدم وجود رقابة وتقويم لسلوكياتهم الخاطئة ومتابعة محيطهم الاجتماعي من أصدقاء وأماكن يترددون عليها يؤدي إلى سهولة انزلاقهم في دائرة التعاطي والوقوع في الإدمان.
في حالة إذا كان ابنك أصبح متعاطيًا لأنواع المخدرات، فإنه بالتأكيد في تلك الحالة سوف تظهر عليه أعراض مختلفة، يمكنك من خلالها أن تكتشف هل هو متعاطي أم لا، وتبدأ في علاجه مبكرا قبل أن يتدهور الوضع، ولن تستطيع إنقاذه.
1. اضطرابات النوم:
في بداية طريق التعاطي ستجد أن الطفل، يعاني من قلة النوم والأرق المستمر في فترات في حين، أنك قد تجده في بعض الأيام نائما لفترات طويلة جدا.
2. الحالة النفسية الغير مستقرة:
عندما يتعاطي الطفل المخدرات فإنك سوف تلاحظ أن حالته النفسية غير مستقرة، وأنه يعاني من الاكتئاب الحاد، كما سيعاني طفلك ايضا من تغيير المزاج الشديد، حيث ستجده أوقاتا يضحك وأوقات أخري حزين ويبكي.
3. الانعزال والانطواء:
عندما يبدأ الطفل في التعاطي، فإنك سوف تلاحظ بأنه أصبح منعزلًا تمامً عن كل من حوله، وأصبح يفضل أن يكون انطوائي ومنفصل عن كل ما في البيئة من حوله، كما ستجد أنه دائما يهرب من المشاكل ومن المواجهات.
4. مشاكل صحية:
عندما يبدأ الطفل في التعاطي سوف تلاحظ أنه قد ظهرت عليه بعد فترة أعراض جانبية من الإدمان، تتمثل في فقدان الوزن بطريقة ملحوظة واحمرار العين دائماً، ويصاب في أوقات كثيرة بحالة من الإغماء، كما يشعر طوال الوقت بالدوار والدوخة.
5. كثرة طلب الأموال:
سوف يطلب ابنك الأموال بكثرة تحت مسميات كثيرة سواء للطعام أو للدراسة، وقد يصل به الأمر أيضا إلى السرقة وبيع مقتنيات المنزل للحصول على المخدر.
6. عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي:
سوف تلاحظ علي ابنك تدهور حاد في المظهر الخارجي ما بين شحوب الوجه واحمرار العينين ووجود هالات سوداء، إلى جانب رائحة النفس الكريهة، وجود كدمات زرقاء في الذراع، وعدم الاهتمام بالنظافة العامة مثل السابق.
7. تغير دائرة الأصدقاء:
نوع الأصدقاء في حياة ابنك هو الإشارة على مدى صلاحه، فعند التعاطي ستلاحظ تغير دائرة الأصدقاء المعتادة ووجود أصدقاء جدد يشاركونه تعاطى المخدرات.
8. تراجع المستوى الدراسي:
يبدأ الطفل عند التعاطي في تراجع المستوى الدراسي وغيابه المستمر عن المدرسة وعدم التركيز في الدروس لانشغاله بالحصول على المخدر.
تتوقف عوامل الوقاية من المخدرات والعلاج منها على الكثير من الأمور، وتحتاج أيضًا الى تكاتف الأسرة والمدارس والمجتمع لكي نستطيع السيطرة على تلك الأزمة حيث يجب الآتي:
1. توعية الطلاب في المدارس:
يجب على المدارس أن تقوم بتوعية الطلاب عن الخطورة الشديدة التي يسببها إدمان المخدرات، كما يجب أن تكون المدرسة على علم بالدرجة التي قد وصل إليها الطفل في إدمانه للمخدرات، والسعي لعلاجه.
2. وعي الآباء والأمهات:
يجب على الآباء والأمهات أن يكون على دراية ووعي كبير بالمخاطر التي بشكلها الإدمان، و إخبار الأبناء بها حتى يتولد حاجز نفسي بينهم وبين المخدر.
3. الإجراءات الوقائية:
يجب أن يتم وضع إجراءات حاسمة من قبل الدولة للحد من انتشار المخدرات، وأن يتم إدراج مشكلة المخدرات ضمن الوسائل الإعلامية لكي يتم توعية المواطنين بخطورتها الشديدة.
4. الوسائل الدراسية:
يجب أن تحتوي في المقررات الدراسية على جزء يتم فيه التحدث عن أخطار تناول المخدرات المختلفة على الإنسان ويجب أن تشمل المقررات الدراسية لجميع السنوات الدراسية الحديث عن المخدرات وخطورتها، كما يجب أن يتم من خلال المدرسة أن يتم استغلال انتشار المخدرات في تشجيع الطلاب في الابتعاد عنها، ومقاومة التعاطي كما يجب علي المدرسة أيضا أن تبدأ في إقناع الطلبة المتعاطين في الابتعاد عن المخدرات تماما، وأن يقوموا بالإبلاغ عن الموزعين داخل المدرسة، حتى يتم القضاء على المخدرات داخل المدارس.
يتم ذلك من خلال الالتحاق بأحد مصحات علاج الإدمان و المرور بخطة علاجية تتضمن عدة خطوات تشمل:
1. علاج أعراض الانسحاب دون ألم:
تعد أولى مراحل العلاج والتي قد يخشى العديدين منها، وفيها يتوقف المريض تماما عن تعاطي المخدر ويتم علاج الأعراض الانسحابية للمخدرات الناتجة من خلال برنامج دوائي فتمر بسهولة وبدون ألم.
2. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
في ثاني خطوات العلاج يتم تأهيل المريض نفسيا وعلاج الأسباب التي دفعت للإدمان، إلى جانب تغيير طريقة تفكيره وسلوكياته العامة وتحريره من سيطرة المخدر عليه وإعادة الثقة إلى نفسه مرة أخرى.
3. الإحاطة بمجتمع علاجي داعم:
سوف يتم إحاطة المريض بمجتمع علاجي يمنحه الدعم والمساندة ويحيطه بمشاعر من الحب مما يشجعه على الاستمرار في العلاج ويمنعه من التعرض لأي عوامل محفزة تشجعه على التعاطي سواء كانت أماكن أو أصدقاء، إلى جانب منع تسريب أي مواد مخدرة إليه.
4. تدريبه على مقاومة أفكار التعاطي:
يتم تدريب المريض على مقاومة الأفكار القهرية التي تدفعه لتعاطي المخدر وتعلم كيفية السيطرة عليها وإلهاء العقل عن التفكير فيها.
5. منع الانتكاسة:
في آخر مرحلة من العلاج يتم تدريب المريض على التعايش بدون تعاطى المخدر والتعامل مع الضغوط والمواقف التي تواجهة بهدوء وعدم الهروب منها ومنح دورات تدريبية للعودة للحياة الدراسية مرة أخرى.
ملف المخدرات والأطفال في #اليوم_العالمي_لمكافحة_المخدرات - 26 حزيران
يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 400 ألف روبل
ركز المؤتمر على أهمية حماية الأطفال في العصر الرقمي من خلال تنفيذ تشريعات قوية لحمايتهم من الأضرار عبر الإنترنت
أطفال لبنان النازحون، أي واقع يواجهون؟ وكيف يمكن للأهل التخفيف عنهم وطأة هذه النزوح نفسيًا؟
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال