كُنّ صديقه.. حدّث ابنك عن المخدرات

  • نصائح
  • في السلامة المجتمعية

#اليوم_العالمي_لمكافحة_المخدرات

التدخين والكحول والمخدرات وغيرها من العادات الخاطئة أصبحت تثير المخاوف والقلق لدى العديد من الأهل بشكل كبير، خاصةً بعدما انتشر إدمان المخدرات بين المراهقين والشباب من الفئات العمرية الصغيرة، فأصبحت التوعية عن المخدرات للأطفال أمرًا لا بد منه، وهو ليس بالأمر السهل، خصوصًا مع اطلاع الأطفال والمراهقين على ثقافات مختلفة والعديد من المؤثرات الخارجية، التي تحتم عليك التعامل مع هذا الأمر مبكرًا وتحضير الإجابات الوافية له. فقد يسألك ابنك عن المخدرات أو يفاجئك بأسئلة، مثل: "ماذا يعني الحشيش؟"، وغيرها من التساؤلات التي قد يغمرك بها عند مشاهدته برنامجًا يتحدث عن التوعية عن المخدرات، وهنا يجب أن تكون ردودك حاضرة ومقنعة لابنك.

فإذا كنت تشعر بالحيرة حول طريقة التوعية عن المخدرات بصورة بسيطة يستطيع ابنك استيعابها، والإجابة عن كل تساؤلاته، فقد جمعنا لك في هذا المقال أهم النصائح لتجاوز هذا الأمر والتعامل معه.

التوعية عن المخدرات

التحدث مع الطفل أو ابنك المراهق عن المخدرات أمر حساس للغاية، فعقلية الطفل تتسم بالفضول وحب الاستكشاف، الأمر الذي قد يدفعه لطرح مئات الأسئلة التي يجب عليك الإجابة عنها حتى لا يحاول البحث عنها من مصادر غير موثوقة مثل أصدقائه أو صفحات الإنترنت، وفي خطوات بسيطة نقدم لك كيف تتحدث مع أبنائك عن المخدرات:

اقرأ عن المخدرات: الخطوة الأولى لتوعية طفلك عن المخدرات هو أن تستعد جيدًا للإجابة عن كل تساؤلاته بإجابات وافية، ولتتمكن من ذلك يجب أن تقرأ جيدًا عن المخدرات وأنواعها، وتأثيرها على الجسم والقدرات العقلية والذهنية ومخاطرها. ابحث عن مصادر جيدة، واكتب أهم النقاط التي يجب مناقشتها مع طفلك بطريقة بسيطة يستطيع استيعابها بشكل جيد. ويمكنك الاستعانة ببعض الأفلام الكرتونية أو القصص الملونة إذا كان عمر طفلك صغيرًا حتى يستطيع تصور الأمر، كما يمكنك إحضار بعض القصص المخصصة للأطفال التي تناقش فكرة الإدمان والتوعية ضد المخدرات وشجعه على قراءتها.

راقب ابنك وتابعه: مراقبة ابنك ستتيح لك فرصة ملاحظة أي تغييرات تطرأ عليه، وبالتالي يمكنك معالجتها مبكرًا، ولكن احرص على عدم حصاره أو أن يشعر طفلك بأنك تراقب تصرفاته فلا يتعامل بطبيعته أو يحاول أن يخفي عنك بعض الأمور.

صادقه واخلق لغة حوار: الحوار يخلق روابط عميقة بينك وبين طفلك، وخاصةً إذا نجحت في تحويل علاقتكما إلى صداقة، يستطيع طفلك معها اللجوء لك والتحدث عن مشاكله دون خوف من التوبيخ أو العقاب.

شاهد مع طفلك بعض برامج التوعية ضد المخدرات أو الأفلام التي تتناول هذا الأمر وسلبياته بشكل بسيط يستطيع فهمه.

أعراض الإدمان الجسدية
كما ذكرنا سابقًا أن مراقبة الطفل من الأمور الضرورية التي تخبرك بأي تغييرات قد تنذر بتعاطيه لأي مخدر، وتوجد بعض الأعراض الجسدية لتعاطي وإدمان المخدرات التي يسهل اكتشافها أهمها:

  • فقدان الشهية أو زيادة الشهية أو حدوث تغيير في عادات الطفل الغذائية.
  • خسارة الوزن غير المبررة.
  • تباطؤ المشي وعدم الاتزان في أثناء الحركة.
  • الأرق.
  • الكسل.
  • احمرار العين مع ثقل في الجفون.
  • توسع حدقة العين.
  • برودة اليدين مع رعشة.
  • شحوب الجلد.
  • نشاط زائد أو على العكس خمول بدرجة كبيرة.
  • علامات لوخز إبر في الذراعين أو الساقين أو أسفل القدمين.
  • غثيان وقيء.
  • عدم انتظام ضربات القلب.

وبرغم تشابه هذه الأعراض مع أمراض أخرى، مثل التوتر والقلق أو مشاكل الجهاز الهضمي، فإن هذه الأعراض عادةً ما يصاحبها تغييرات سلوكية ونفسية يمكنك أيضًا ملاحظتها بسهولة.

كيف أعرف أن ابني مدمن؟

بعد متابعة التغييرات الجسدية التي قد تطرأ على طفلك، فقد تلاحظ بعض الأعراض السلوكية التي تنذر بأن ابنك وقع ضحية للإدمان، ومن أبرز هذه العلامات:

  • تغيير كبير في الأسلوب والشخصية.
  • تغيير في النشاطات والعادات اليومية والهوايات.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة العائلية أو المدرسية.
  • تشتت الانتباه وصعوبة التركيز مع بطء الاستجابة.
  • حساسية مفرطة مع ردود فعل عصبية.
  • تقلبات مزاجية حادة ومتكررة.
  • إفراط في الخصوصية ورفض دخول أي شخص حجرته.
  • الميل للكذب والإنكار.
  • طلب أموال كثيرة، وقد يصل الأمر حد السرقة.
  • حيازة أدوات تستخدم في تناول المخدرات.
  • استخدام معطرات الجو في الغرفة والبخور وما إلى ذلك.
  • استخدام عبارات مشفرة ومصطلحات للتمويه عندما يتحدث مع أصدقائه أمامك.

طريقة توعية الأطفال عن المخدرات

الحديث عن المخدرات: ابدأ الكلام عن المخدرات مبكرًا، وتحدث كثيرًا بصيغة مبسطة في سن صغيرة، وباستفاضة عندما يكون الابن قادرًا على استيعاب المعلومات، فالتحدث مبكرًا يفيد في ثبات المعلومة، وكرر الحديث عن المخدرات على فترات متباعدة، ولا تكتفي بمرة واحدة، فالتكرار يؤكد الفكرة ويدعمها.

قدم المعلومة المناسبة لعمر ابنك: فإذا كان ابنك في السابعة من العمر، قل له مثلًا: "إننا نأكل لنحافظ على صحتنا، وكذلك هناك أشياء نمتنع عنها لأنها تضر بأجسادنا، مثل التدخين وتناول الأدوية ونحن غير مرضى"، وإذا كان يشاهد التلفزيون مثلًا وجاء ذكر "الحشيش" في أحداث المسلسل أو الفيلم، قل له: "هل تعرف ما هو الحشيش؟ إنه نبات ضار بالجسم"، وإذا سألك المزيد من الأسئلة، أجيبه ولكن ببساطة وباختصار. أما في مرحلة المراهقة، ستحتاج أن تشرح له أكثر عن أنواع المخدرات، وكيف أن الإدمان يؤذي الإنسان ويفقده القدرة على التحكم في نفسه والقيام بنشاطاته بشكل طبيعي، بل وقد يصل به إلى الموت.

استمع لابنك: فالحوار يعني طرفين يتبادلان الرأي، أحدهما يتكلم والآخر يستمع، فإذا تكلمت أنت واستفضت في الكلام عن المخدرات، لا بد أن تمنحه الفرصة بعدها للتعليق وطرح أسئلته ويجب أن تستمع له باهتمام. فالتحدث مع الطفل بطريقة إبداء النصح أو إلقاء محاضرة لا يحبها الأطفال أو المراهقون، ولا يستجيبون لها في معظم الأوقات.

كن صريح وأمين: لا تشعر بالحرج من بعض المعلومات، ولا تمتنع عن إجابة سؤال تعرف إجابته، فالصراحة هي أفضل طريقة لمخاطبة الطفل وإرضاء فضوله.

كن صبور ولا تنفعل: لا تجعل أسئلة طفلك الكثيرة تستفزك، فالأبناء يفسرون انفعالك عند إجابتهم بالضعف أو عدم قدرتك على مواجهتهم، وهذا يقلل من تأثير نصائحك ويفقدك المصداقية لديهم.

كيف أحمي ابني من المخدرات؟

تعتمد حماية أبنائنا من المخدرات على التربية في المقام الأول وما نزرعه داخلهم من أفكار تجعلهم قادرين بالفطرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويمكنك في خطوات بسيطة تهيئة طفلك لمواجهة مخاطر المخدرات وغيرها:

عزز ثقة ابنك بنفسه: عادةً ما يلجأ الشباب والمراهقين للمخدرات كمحاولة لمعالجة فقدانه الثقة بنفسه، وفي مرحلة المراهقة تصبح الثقة بالنفس هاجسًا كبيرًا. عزز ثقة طفلك بنفسه، وعلمه كيف يقول "لا" بشكل واثق لأي شخص يعرض عليه المخدرات أو يقترح عليه أن يتناولها، فضعف الشخصية قد يدفع الطفل لتناول المخدر لعدم قدرته على الرفض أو الشعور بالإحراج.

ضع نظام مواعيد للمنزل: لا بد أن تضع مواعيد لدخول وخروج الأبناء عليهم احترامها والالتزام بها، على أن تسري هذه القواعد على جميع الأبناء دون تفرقة.

أنشئ علاقة جيدة مع ابنك: إنشاء علاقة جيدة مع ابنك تقوم على الصداقة والثقة، تجعله يستمع إليك ويطلب مشورتك عند مواجهته لأمر يحتاج فيه إلى النصيحة، فالصداقة بين الأهل وابنهم مفتاح النجاح.

تابع جدول نشاطاته ومواعيده: كن دائمًا على معرفة بمواعيد تمارين ابنك والأنشطة التي يمارسها، واطلب من مدرسيه أو مدربيه أن يخبروك إذا لاحظوا غيابًا متكررًا أو تصرفات غير طبيعية عليه.

علم ابنك كيف يختار أصدقائه: اشرح لطفلك من هو "الصديق الجيد" و"صديق السوء"، إذا نجحت في توصيل هذه المفاهيم له، يمكنك بعد ذلك أن تخبريه بأن الصديق الذي يشجعه على تناول المخدرات ليس بصديق. وهنا تأتي أهمية التعرف على أصدقاء ابنك وذويهم، وكن على علاقة جيدة بهم وتواصل معهم، فالصداقة من أهم العلاقات في حياة الأبناء والتي من شأنها تعزيز الأفكار الإيجابية والقيم الجيدة لديهم.


الإدمان كابوس قد يطارد أبناؤنا -خاصة في فترة المراهقة- إذا لم ننتبه جيدًا لهم ونحرص على التوعية عن المخدرات وأضرارها، عبر توطيد علاقتنا بأبنائنا لنزرع داخلهم الأفكار الإيجابية، فعلاقتنا بهم هي الحصن الأول لحمايتهم من مخاطر المخدرات.

 

ملف المخدرات والأطفال في #اليوم_العالمي_لمكافحة_المخدرات - 26 حزيران

 

 

المصدر: موقع "سوبر ماما"

مواضيع مرتبطة

النواب الروس أقرّوا قانونًا يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 400 ألف روبل

مؤتمر الأسرة الدولية بالدوحة يدعو لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت

ركز المؤتمر على أهمية حماية الأطفال في العصر الرقمي من خلال تنفيذ تشريعات قوية لحمايتهم من الأضرار عبر الإنترنت

كيف نخفّف عن أطفالنا عبء النزوح النفسي؟

أطفال لبنان النازحون، أي واقع يواجهون؟ وكيف يمكن للأهل التخفيف عنهم وطأة هذه النزوح نفسيًا؟