انطلاقا من كون البسمة المعنوية صدقة وهي المفهوم المادي، لا يمكننا إغفال كون الحب خاصة من الأبوين أمرا لازما لتربية أبناء أسويا. إن الحب والاعتناء والاهتمام والاستماع والاحتواء والتسامح كلها مشاعر تتولد بشكل طبيعي في قلب كل أب وأم لضرورتها الأكيدة في التعامل مع الأبناء وأهميتها على صحتهم الشاملة. ولكن مع ضغوطات الحياة قد لا يظهروها الآباء! وقد يكتفوا في بعض الأحيان بتوفيرهم أساسيات الحياة لأبنائهم وإغفال توفير المشاعر لهم وتلقيها منهم. ولكن في الحقيقة لا يهتم الأطفال بجودة الحياة قدر ما يهتمون بالمشاعر في مراحل نموهم النفسي العقلي وحتى وهم في سن دون العام. لذلك، لا بد أن تعرف مدى تأثير التربية القاسية في تربيتك على أبنائك إن اخترتها في تقويمهم!
في مقال نُشِر في جريدة “الاضطرابات العقلية وعلاجها”، جاء فيها نتائج 551 دراسة تمت ما بين العامين 1975 و2016 في 31 دولة منهم مصر عن تأثير قلة أو انعدام محبة ورعاية الآباء على أبنائهم. وكانت من النتائج التالي:
مما لا شك فيه أن التربية ليست مرحلة وردية ولا بأننا إن طبقنا الدروس والنصائح سننجح بأعلى الدرجات. علينا أن نعي أن الكد والجهد مبادئ الحياة الأساسية وأن إنجاب الأطفال من أكبر النعم التي يحلم بها كثيرون، ولكنها تمثل تحديا كبيرا نستطيع أن نكون قدره بكل تأكيد من خلال تطبيق الآتي:
تقول إحدى الأمهات على مواقع السوشيال ميديا إن ابنها دائم النسيان، وفي مرة نسي كافة متعلقاته الشخصية للتدريب الرياضي. ونظرا لتكرار الأمر، كادت الأم أن تقع في فخ استخدام القسوة لتعليمه عدم النسيان مرة أخرى. ولكنها وقبل أن تقدم على ذلك، تذكرت أنه حقا لا يستطيع التركيز بشدة ولذلك فالضرب حقا ليس الحل. فأخذته وأجلسته وصارحته بما تفكر فيه بوضوح وعمق وطلبت منه حلا. وبالفعل قال لها لنرسم علامات تذكرني بحاجياتي. وبالفعل طبقت الأم الأمر وعلقت وريقات مطبوعة عن الأدوات وربطتها في سحاب حقيبته وكلما رآها لم يعد ينسى أدواته! لذا، فقبل الانجذاب لسهولة استخدام القسوة وتنفيسنا عن غضبنا فيها، لنأخذ دقيقة واحدة، واحدة فقط، لنفكر ونرى الأمر بوضوح.
لا يمكن لأحد أن يجزم مدى الأذى الذي يحدثه أحدنا في تربيته أبنائه، ولكن ما يمكننا تأكيده هو أنك إن سألت نفسك هذا السؤال، فأنت الآن في بداية مرحلة التغيير للإيجابية. فبمعرفة المشكلة، نعرف حلها! إن كنت لاحظت في تربيتك أبنائك نوع من الغلظة أو البرود أن كتمان الحب أو القسوة، فأنت تعترف بوجود مشكلة وستعمل على حلها. فمهما حصل من أذى نفسي لدى الأبناء، هم لا ينسون أبدا من هم آباؤهم ودائما ما يتمنون التواصل معهم.
إن كنت وصلت لهذه النقطة، فاعلم أنه مهما أثرت من أذى في نفس أبنائك، لا زالت أمامك الفرصة إن لم تصلح فعلى الأقل أن تكف الأذى! ولكن الاختيار بألا تحرك ساكنا تجاه ما اتضح لك خطأ في تربيتك بالفعل، يحملك حتما اللوم والظلم! ابدأ من جديد وذلك بالتدريب الجيد والتسلح بإمكانيات التربية الحديثة الإيجابية من أدوات ومهارات التحكم في المواقف وإدارتها. وتذكر أنه في أي وقت وجدت فيه متسعا لفعل خيرا، فلا تتردد مهما كان امتلأ الماضي بالأخطاء.
المصدر: موقع "فَنُور"
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال