كيف نتعامل مع إدمان الهواتف

كيف نتعامل مع إدمان الهواتف

نعيش اليوم في زمن أصبح فيه ادمان الهاتف منتشر للغاية وأصبح الهاتف النقّال ضرورة واحتياج شخصي لكل فردٍ دون استثناء، خاصة أنّ مهام الهاتف الذكي لم تعد مقتصرة على تلقّي المكالمات أو إرسالها فقط، بل أصبح يُشكّل عالمًا قائمًا بذاته، وجهازًا متطورًا يضمّ الكثير من التطبيقات، كما يضمّ كاميرا ومسجلا صوتيا وغيره مما لا يخطر على بال. وهذا ما زاد تعلّق الناس بالهاتف حتى أصبح هذا التعلّق نوعًا من الإدمان، وأصبح من الطبيعي جدًا رؤية الناس منكبّين على هواتفهم ولا يُزيحون أعينهم عنها أبدًا. وكأنّ الهاتف الشخصي جزءٌ من شخصية صاحبه، ومخزن أسراره، وطريقة تواصله الأكثر استخدامًا، فالحديث عبر تطبيقات الهاتف أصبح هو الأصل مقابل تراجع التواصل الشخصي مع الآخرين، لكن ما مدى تأثير إدمان الهاتف علينا، وكيف نتعامل مع هذا الإدمان؟

مؤشرات الإدمان على الهاتف

تُشير الإحصائيات إلى أرقام مرعبة عن إدمان الهاتف الذكي. يلمس المستخدم مثلا الهاتف النقال هاتفه بمعدّل 2617 مرة في الّيوم! ويقضي الغالبية العظمى من الأشخاص أربع ساعات وربع كمتوسط على هواتفهم، وتزداد هذه المدّة مع ازدياد عدد التطبيقات المثبتة على الهاتف. من أهم المؤشرات التي تدلّ على أنّ الشخص مصاب بإدمان الهاتف ما يأتي:

  • الشعور بالضيق والفراغ في حال نسي الشخص هاتفه في البيت، وشعوره بالتوتر الكبير.
  • تأثر أنماط النوم بشكلٍ سلبي نتيجة تفقد الهاتف دائماً، مما يُؤثر على القدرة في الدخول في نوم عميق.
  • قضاء وقت طويل في تصفح تطبيقات الهاتف، وضياع الوقت دون أن يشعر الشخص بهذا الضياع.
  • تأثر الذاكرة قصيرة المدى سلبياً، وشعور الشخص بانفصاله عن الواقع الحقيقي مقابل تعلقه بالافتراضي.
  • زيادة الوزن نتيجة كثرة الجلوس والتقليب بتطبيقات الهاتف
  • إصابة الشخص بالاضطرابات النفسية السريعة، وسرعة الغضب، والشعور بأعراض مختلفة من أعراض الاكتئاب.

طرق لكسر ادمان الهاتف

يظنّ البعض أنّ إدمان الهاتف من الأشياء التي يُمكن التخلّص منها بسهولة، لكن هناك العديد من المؤشرات التي تدلّ على أننا اليوم أصبحنا عبيدًا للتكنولوجيا بما فيها الهاتف، وهذا خلق صراعًا داخليًا في أعماقنا، جعلنا نتنبّه إلى ضرورة الخروج من دائرة الإدمان ليكون استخدامنا للهاتف بمعدل طبيعي. لذا فمن الطرق التي تُساعدنا في التعامل مع إدمان الهاتف وأهما ما يأتي:

  • تخصيص يوما بالأسبوع لإغلاق الهاتف أو وضعه جانبًا، ويُمكن أن يكون هذا اليوم في أحد أيام العطلة التي لا نكون فيها مضطرين لإجراء أي مكالمات، واستثمار الوقت بأي شيء آخر غير الهاتف.
  • استخدام تطبيقات تُبيّن طول وقت استخدامك لتطبيقات الهاتف، خاصة تطبيقات التواصل الاجتماعي، أو حتى المكالمات، إذ تُساعد هذه الطريقة في ضبط الوقت وتنبيهنا إلى المدة التي أمسكنا بها هواتفنا.
  • إلغاء التطبيقات التي تستهلك وقتا كبيرا مثل: تطبيقات الألعاب وتطبيقات التواصل. يمكن أن يكون هذا الإجراء مؤقتًا فقط لاستعادة التوازن الطبيعي لاستخدامك الهاتف ومن ثم ارجع الضروري منها.
  • استخدام التطبيقات المخصصة لتقنين استخدام الهاتف، والتي تُساعدنا على ضبط وقتنا وتنظيمه بصورة أفضل، وفي الوقت نفسه يجب إغلاق التطبيقات التي تزيد من التشتت والتركيز والانتباه.
  • تجنب شحن الهاتف أكثر من مرتين في اليوم، وعدم شحنه بالقرب من السرير أو أريكة الجلوس لتجنب إمساكه أثناء الشحن، بالإضافة إلى وضع الهاتف في مكان بعيد أثناء وقت الراحة.
  • إيقاف تشغيل الإشعارات المنبثقة عن تطبيقات التواصل الاجتماعي
  • ضبط ألوان الشاشة على الأبيض والأسود
  • والتخلص من التطبيقات المشتتة عن الشاشة الرئيسية
  • تعيين رمز سرّي لقفل الهاتف للتقليل من عدد مرات تشغيل الشاشة، واستخدام رمز مرور طويل، للمساعدة في تقليل عدد مرات فتح شاشة الهاتف.
  • استخدام وضع الطيران في الهاتف بين وقت وآخر لتقليل إمكانية تلقّي إشعارات.
  • في الوقت نفسه يُفضل استخدام التطبيقات الصحية على الهاتف، والتي تُساعد في تحسين جودة الحياة والقيام بأنشطة تفاعلية.
  • تعزيز البيئة المحيطة، وطلب الدعم من العائلة والأصدقاء، والتفاعل مع والتواصل مع الأصدقاء بشكلٍ أكثر ومباشر، وليس عن طريق المكالمات الهاتفية أو تطبيقات الهاتف.
  • بناء المهارات الشخصية التي تقلل من إدمان الهاتف مثل: زيادة قراءة الكتب الورقية، وممارسة التمارين الرياضية وتعزيز بعض الهوايات.
  • تقنين اشتراك الإنترنت الموجودة على الهاتف، وعدم إعادة شحنها فور انتهائها، لأنّها أهم أسباب وجود الإدمان.

مما لا شك فيه أنّ الهاتف المحمول من أروع الإبداعات التي وُجدت أساسًا لتحسين جودة الحياة وإمكانية التواصل. فوائد الموبايل لا حصر لها ولكنه في أوقاتٍ معينة قد يتحوّل إلى مصدر إضاعة للوقت وتقليل التركيز. قد يكون هذا التأثير السلبي غير مقصود لكنه يترك أثرًا سلبيًا على حياتنا ووقتنا وتواصلنا الحقيقي مع الآخرين. لهذا فإنّ ضبط طريقة استخدامنا للهاتف والتخلّص من إدمانه من أهم المهارات الحياتية التي يجب أن نكتسبها جميعًا ونتعامل معها بحرفية عالية، مع مراعاة أنّ الأعراض المصاحبة للتخلّص من إدمان الهاتف تُشبه أعراض الانسحاب من أي عادة. فقد يُصاحبها اضطرابات في النوم وسرعة الانفعال، وتشتت التركيز، بالإضافة إلى الرغبة الكبيرة في الوصول إلى أي هاتف. لذا، فالمتابعة والصبر وملء الفراغ بما هو مفيد هي أسرار التخلص من ادمان الهاتف .

 

 

المصدر: موقع "فَنُور"