أكد خبراء تربويون أن استخدام العقاب البدني كوسيلة لتقويم الطالب وزيادة تحصيله الدراسي، قد يؤدي إلى تأثير سلبي على نفسية الطالب وسلوكياته، وقد تأتي بنتيجة عكسية ويصبح وسيلة لفشله ورسوبه الدراسي، مشددين في الوقت ذاته على أهمية استخدام وسيلة عقاب مناسبة دون التعرض للضرب والتجريح والإهانة للطالب، نظراً لأن الطالب لا يستجيب للدراسة والمذاكرة من تلقاء نفسه، لذلك لابد من الضغط عليه بشتى الوسائل المعنوية لحثه على الدراسة والتعلم.
إلى ذلك يستخدم بعض أولياء الأمور في أغلبية الدول العربية العقاب الجسدي للأطفال لحثهم على التحصيل الدراسي وتحقيق النجاح الذي تريده الأسرة، وفي معظم الحالات التي يستخدم فيها الوالدان العقاب يريان أنهما بذلك يحققان مصلحة للطفل، وأن هذا العقاب يدفع إلى التفوق في المدرسة والمزيد من التحصيل، ومن ثم التفوق والوصول إلى أعلى المراكز المرموقة، على الرغم من اختلاف معظم المختصين في الشأن التربوي والنفسي، الذين يؤكدون أن 80 % من شخصية الإنسان يتم تشكيلها خلال السنوات الخمس الأولى من عمره، وهو ما يؤكد أن تعرض الطفل للعقاب البدني أو الإيذاء اللفظي يتسبب بأضرار نفسية كبيرة له في ما بعد.
هناك عدة طرق لعقاب الطالب متدني المستوى يقوم بها المعلم وإدارة المدرسة وولي الأمر، منها الحرمان من بعض الامتيازات، أو الحرمان من شيء يحبه الطالب لفترة زمنية محددة كأحد أساليب العقاب، مثل حرمانه من الخروج لغير الضرورة القصوى، أو منعه من استخدام التقنية مثل الآيباد وغيره لفترة، أو تقليل مصروفه، مع وعده بتحقيق ما يرغب فيه إذا رفع تحصيله، وقد يكون الضرب وسيلة يلجأ إليها ولي الأمر - وهذا بالطبع خطأ كبير- أما المدرسة فلا يجب أن تستخدم الضرب عقاباً لتدني التحصيل الدراسي أبدا.
إن مفهوم العقاب يبقى بالمفهوم المتعارف عليه سواء كان خفيفاً أو شديداً فكلمة عقاب لها وقعها في نفس الطالب والصورة الذهنية المطبوعة لديه تشير إلى حدوث شيء مؤلم فيه خوف وقلق. وبخصوص زيادة أو تخفيف العقاب، أحياناً يكون العقاب مطلوباً لكن له شروط وهو استخدامه في موضعه المطلوب وليس لمجرد التهديد والترهيب.. والعقاب البدني مع الطالب قد يصيبه بالتبلد فلا يعود يجدي نفعاً معه أي عقاب وبالتالي ينفذ العقاب إذا كان يستحقه الطالب فعلاً لخطأ فادح قام به.
إن التحصيل الدراسي عملية متكاملة بين الأسرة والمدرسة والطالب نفسه بالتالي يجب أن يكون هناك تناغم بين كل هؤلاء الأطراف لتحقيق الهدف من التحصيل الدراسي، وعليه فإن كل زيادة عن الحد المطلوب سيكون لها التأثير السلبي أي بمعنى أن زيادة العقاب في التحصيل الدراسي لن تأتي بنتائج طيبة وحميدة على العكس ستجعل الطالب يكره المدرسة والعملية التدريسية وكل ما يرتبط بها، إذا وجب العقاب في محله، لكن بشروط ولفترات.
كما تشير الدراسات إلى أن 95 % من حالات ضرب الأطفال تكون ناتجة عن انفعال أحد الوالدين ومحاولته لإخراج هذه الطاقة السلبية في الطفل.
إن الضرب أو العقاب الجسدي يؤثر بشكل سلبي في نفسية الطالب، واستخدام العقاب البدني كوسيلة لزيادة التحصيل الدراسي يعد من الأخطاء الشائعة التي يستخدمها أولياء الأمور والمدرسون في المدارس، لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات شخصية وجسمانية منها الإصابة بالاكتئاب، مشدداً على ألا يكون العقاب فيه إهانة أو عقاب بدني أو نفسي، وإنما العقاب يحب أن يكون بسيطاً، فالعقاب مجرد تنبيه فقط للطالب بأن هناك قصوراً ما، أو أن هناك قلة في التحصيل الدراسي أو إهمالاً في الواجبات، لكن إذا وصل إلى درجة الإهانة يؤدي بالضرورة إلى تدني مستوى تحصيل الطالب يكون له أثر سلبي فيه، وقد يسبب العقاب البدني عدم ثقة الطالب في نفسه ويؤدي إلى ضعف شخصيته، وكره للدراسة بشكل عام أو المدرسة، أو كره لهذه المادة.
والإنسان التربوي أو المعلم والوالدان هدفهم التربية والإصلاح وتهيئة الطالب لأن يكون من المتميزين، لكن العقاب ليس ممنوعاً نهائياً، لكن يعتمد على نوع العقاب.
أما البدائل التي يمكن استخدامها كبديل عن العقاب، فإن لكل مدرسة أن تعد نظاماً تتبعه في أسلوب معاقبة الطلاب، ويأتي على رأسها حرمان الطالب من التحفيز، لأن هناك ارتباطاً نفسياً عند الطفل بينه وبين معلمه، وعند تربيته على الضرب فسيكون هو وسيلة العقاب الوحيدة بالنسبة إليه، أما الحرمان من المكافأة والتحفيز فيعد العقاب الأفضل لأنه ليس بدنياً، لأن الضرب دائماً ما يهين الطفل، مشيراً إلى أن أغلب المدارس تعاني كارثة عدم وجود أخصائيين اجتماعيين لكي يستوعب الطالب ويستطيع معرفة المشكلات التي يعانيها وتفاديها قبل تطورها.
وحول الإجراءات المناسبة لرفع التحصيل الدراسي للطلبة، حيث تكمن في عدة خطوات يقوم بها 3 أطراف الطالب بنفسه والمعلم وولي الأمر، الطالب السوي يجب ألا يتغيب عن المدرسة بلا أسباب، ويلتزم بالانتباه داخل الفصل الدراسي ويجب أن يدرب نفسه على مهارة أخذ الملاحظات ويحافظ على أدواته الدراسية الخاصة بكل مادة، يحضر لدرسه يراجع ويذاكر بصورة متتابعه ولا ينتظر للامتحانات ليربك نفسه لتراكم المادة عليه.
والطالب يجب عليه أن يأكل جيداً وينام بصورة كافية، ويقلل من استخدام التقنية إلا لضرورة التعلم، ويجب عليه أن يؤمن بقدراته ويحاول، ولا يستسلم.
أما المعلم فيجب أن يكون أميناً في أداء رسالته والاهتمام بكافة الطلبة بنفس المستوى، ويتابع الطلبة ويتواصل مع ولي أمر الطالب، كما يجب أن يراجع ويعد الطالب لوسائل التقييم المستخدمة ويدربه عليها باستمرار ويفهمه أن التقييم هو أفضل وسيلة لقياس تطوره الدراسي.
ولا يجب أن نغفل عن دور أولياء الأمور في الاهتمام بمتابعة التحصيل الدراسي لأبنائهم أولاً بأول، وألا يتركوهم حتى يأتي الامتحان، يجب أن يؤمنوا بقدرات أبنائهم والاجتهاد في المذاكرة وألا يشجعوهم على الدروس الخصوصية إلا في حالات الضعف التام. ويجب أن يهتموا بتوفير الطعام الصحي وفي أوقات محددة، والحرص على النوم المريح في وقت مبكر، وتوفير البيت الهادئ وعدم شغل وقت الأبناء في أيام الدراسة بأشياء لا علاقة لها بيومهم الدراسي. إن اجتمعت هذه الطرق فلن نجد طالباً مستواه التحصيلي ضعيفاً.
لابد من تكامل المنظومة ما بين الأهل والمدرسة و الطالب هو المحور نفسه.. كل ما كان هناك عوامل مشتركة بين هؤلاء الأطراف ستسير العملية بكل يسر وسلاسة وعليه لو جعلنا البيئة المدرسية بيئة جاذبة للطلاب من خلال تخصيص أوقات لممارسة هوايات وأنشطة يحبونها، ومشاركة المدرس لبعض احتياجات الطلاب سيقرب المسافة بينهم، وبالتالي يتفهم الطلاب المادة أكثر من المدرس، وغيرها من الاقتراحات والممارسات التي يمكن ممارستها مع الطلاب لتقريب وجهات النظر وتقليص المسافات بينهم حتى نحصل على النتيجة المنشودة.
أما البدائل التي يمكن استخدامها كبديل عن العقاب، فإن غالبية الدول الأوروبية تستخدم بدائل لعقاب التلاميذ، فكل مدرسة تعد نظاما تتبعه في أسلوب معاقبة التلاميذ، ويأتي على رأسها حرمان الطالب من التحفيز، لأن هناك ارتباطا نفسيا عند الطفل بينه وبين معلمه، وعند تربيته على الضرب فسيكون هو وسيلة العقاب الوحيدة بالنسبة إليه، أما الحرمان من المكافأة والتحفيز فيعد العقاب الأفضل لأنه ليس بدنيا، لأن الضرب دائما ما يهين الطفل، مشيرا إلى أن أغلب المدارس تعاني من كارثة عدم وجود أخصائيين اجتماعيين لكي يستوعب الطالب ويستطيع معرفة المشكلات التي يعاني منها وتفاديها قبل تطورها.
المصدر: موقع "الخليج"
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة المحمولة هم أكثر عرضة لتطور المشكلات السلوكية
تضمّ 12 لوحة فنّية مستوحاة من رواية الكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936 - 1972)، رسمها طلّاب من 11 مدرسة .
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال