إذا كنت ترغب في تربية طفل سعيد وصحي، يحسن التصرف في المواقف التي يمر بها خلال مراحل نموه، قد تخبرنا الدراسات إن أكبر مصدر للسعادة هي “الأسرة” وأكبر مصدر للإحباط وخيبة الأمل في حياة الإنسان هو عدم ترابط الأسر. فما يهم حقا أن نسعى للتأكد من تنشأة أطفالا سعداء وناجحين. يكمن السر في إنشاء علاقة قوية بين الوالدين والطفل. فكلما كانت العلاقة بين الوالدين والطفل أقوى كانت تربية الطفل أفضل.
تعتبر هذه العلاقة الأساس في تكوين شخصية الطفل، وهي التي تغذي عنده النمو البدني والعاطفي والاجتماعي. الأطفال الذين ينشئون في علاقات قوية بينهم وبين والديهم، يكون لديهم فرصة أفضل في تكوين علاقات سعيدة مع الآخرين. إن مشاركة الوالدين في حياة أطفالهم اليومية تكون حافزا لزيادة مهاراتهم الاجتماعية والأكادمية.
لا يكفي أن نخبر أطفالنا أننا نحبهم؛ علينا تفعيل هذا المفهوم كل يوم لديهم لكي يشعروا به ويعني هذا أن علاقتنا مع أطفالنا لابد أن تكون على رأس أولويتنا. يتطلب هذا كثير من الجهد والطاقة، ولكن عندما نكون مع طفلنا نجد أنه يجعلنا أكثر حيوية ونشاطا. أظهرت العديد من الأبحاث أن أكثر الآباء الذين كبروا أطفالهم يندمون لأنهم لم يقضوا وقتا أكبر مع أطفالهم ولم يحاولوا بناء علاقة أقوى معهم. إننا مولودن على حب آبائنا وعلى حب الآباء لأبنائهم ولكن مع تقدم عمر طفلك تحتاج إلى بناء هذه الرابطة الطبيعية باتصال أقوى بينك وبينه، من أجل تحديات الحياة الحديثة. وإليك بعض أهم الأسس التي تساعدك على بناء علاقة أقوى مع طفلك.
الأطفال يترجمون الاهتمام بكلمة واحدة وهي “الوقت”. عندما يتهجي كلمة الوقت فهو يتهجي معنى الحب بالنسبة له. العلاقات بدون وقت كاف لا تؤسس لعلاقة قوية. فلا تتوقع علاقة جيدة مع طفلك إذا كنت تقضي كل وقتك في العمل وفي ضغوطات الحياة وطفلك يقضي وقته مع أصدقائه. التعلق بالجدوال المزدحمة لا يجب أن يكون عذرا لعدم قضائك الوقت مع أطفالك. اعطهم الاهتمام والوقت، سواء كانوا يلعبون بألعابهم أو يشاهدون التلفاز أو يستمتعون بوجباتهم. وما عليك سوى التحدث واللعب والدخول إلى عالمهم الصغير.
اللعب مع الأطفال الصغار يطور العديد من المهارات مثل “المهارات اللغوية، المهارات الاجتماعية، العاطفية، الإبداع” بالإضافه إلى كونه ممتعا ويساعد على تطوير علاقتك معه.
يحتاج الأطفال إلى إن يشعروا بأنهم محبوبون واَمنون باستمرار. الحب جزء من إحساس الأمان بالنسبه لهم، قل لطفلك دائما إنك تحبه وهو يكبر أمامك حتى وسط الخلافات وسوء الفهم. اجعله يعلم أنك تحبه لشخصه وليس نتيجة لأفعاله. ذلك الشعور الذي ترسخه داخل طفلك سينمو معه ويجعل بينكما علاقة قوية.
إن وجود الطقوس يزيد من شعور الطفل بالأمان والحب والترابط. مثال”إن تحدد يوما في الأسبوع للخروج معا للتسوق، أو تناول الغذاء، أو الذهاب للسينما مثلا؛ أو إن تحدد وقتا للاستمتاع بنشاط معين يحبه طفلك وتتشاركه الأسرة كلها كزيارة المتاحف أو الملاهي شئ مهم جدا. وإن قضيت أوقاتا معهم بانتظام ستقوي الرباط بينكم.
إن الترابط والاتصال القوي بين الآباء والأبناء يأتي من خلال الاستماع إليهم. إذا جاء إليك طفلك ليشاركك مشاعره تجاه أي شئ، فتأكد من إظهار ترحيبك ودعمك. اجعله يعلم أنه مسموع ومفهوم. ربما يريد أن يشاركك يوما سيئا في المدرسة أو مع أصدقائه، أو مشاكل في الواجبات المدرسية”. ليس عليك سوى تفهم مشاعره دون أن تحكم عليه. فهو قد يجد صعوبة في وصف ما يشعر به لقدرته غير الناضجة على فهم مشاعره والتعبير عنها.
الثقة لا تعني الإيمان الأعمى بما يقوله لك طفلك الصغير أو مراهقك. بل هي تعني عدم التخلي عن طفلك بغض النظر عما يفعله. تبدأ الثقة في مرحلة الطفولة عندما يتعلم طفلك أنه يمكنه الاعتماد عليك عندما يحتاجك لتلبية احتياجاته العاطفية. مع الوقت ستكسب ثقة طفلك بطرق أخري عديدة. يمكنك التعبير عن ثقتك فيه من خلال الإيمان بقدراته الأساسية التي تساعده على التعلم والنضج والتطور.
تكوين بيئة مشجعة هو قضاء وقت في بناء وتشجيع طفلك وإلقاء الضوء على كل ما يفعله جيداً بدلاً من توبيخه وتصحيح أفعاله. إن طفلك بحاجة إلى تشجيعك ليرى نفسه شخصاً صالحاً قادرا على فعل الأشياء الجيدة وأنك بجوارهم تساندهم. فإذا كان كل ما تقله هو “النقد” فلن يشعروا بالرضا تجاه أنفسهم ولن يشعروا أنك حليفهم. سيفتقدون ما يحتاجونه ويحتاجه كل طفل وهو تشجيع أبويه.
قد يقوم بعض الأطفال بالقيام بما يثير غضب الآباء، وهنا التحكم في مشاعر الغضب والتصرف بشكل إيجابي وصحي سر كبير في تربية سوية وصحية، فيتعلم طفلك أن التحكم في الغضب أمر حميد. وهذا يؤدي فعليا إلى زيادة الثقة والترابط ويجعل العلاقات أقوي.
أخيراً، الروابط الخاصة بين الآباء وأطفالهم واحدة من أقوي الروابط وأكثرها حقيقية. حاول استخدام هذه الأساسيات لتعزيز العلاقة بينك وبينك أطفالك، لتحظى بأطفال طيبين وأسوياء يقدرون على رفعة المجتمع، كما ستحظى بأصدقاء أوفياء مدى الحياة. كل ما عليك فعله هو تأسيس علاقة صحية مع أطفالك لتحقق النتائج التي يريدها أي أب وأم.
المصدر: موقع "فَنُور"
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال