كيف تساعدون ابنكم فور تعرضه لصدمة

كيف تساعدون ابنكم فور تعرضه لصدمة

يمر معظم الأولاد بتجارب تشكل ضغطا أثناء نموّهم مثل الطلاق، الأمراض، أو مشاكل اقتصادية عائلية. قد تشكل هذه التجارب مصدر ضغط، ولكنها لا تشكل صدمة غالبا. الصدمة هي حالة يشهد فيها الإنسان وفاة، أو يتعرض لتهديد على الحياة، ضرر جسماني، أو تحرش جنسي مر به بنفسه أو مرّ به الآخرون.

الصدمة: رد الفعل الأولي لدى الأولاد

إذا تعرض ابنكم لصدمة، مثل حادث طرق أو إصابة جسمانية، قد يشعر بخوف أو بضغط. هذه ردود فعل طبيعية واعتيادية. مع انتهاء الحادث، يبدأ معظم الأولاد بمرحلة تعافٍ طبيعية. يتعلق رد فعل الولد على حدث مثير للصدمة بعدة أمور – عمره، هل تعرض لصدمة في الماضي، والدعم الذي يحصل عليه من العائلة والأصدقاء في المدرسة وخارجها. هذا هو السبب الذي يؤدي إلى ردة فعل مختلفة لدى ولدين تعرضا لصدمة شبيهة – مثلا، حادث طرق. رغم أنه بشكل طبيعي، قد يشعر الأولاد بشعور سيء جدا بعد صدمة، إلا أن معظمهم يتعافون بمرور الوقت.

قد تظهر ردود فعل مختلفة لحدوث صدمة لدى مختلف الأولاد:

إذا تعرض ابنكم لصدمة قد:

  •  يشعر بارتباك أو قلق، أو يتهم نفسه بما حدث
  •  يشعر بحزن، غضب، عصبية، مسؤولية، أو خجل
  •  يتجادل، لا يتبع القواعِد، ويعاني من نوبات غضب
  •  يبقى على مقربة منكما بصفتكما والديه ويتجنّب أن يكون على مقربة من الأشخاص الآخرين
  •  لا ينجح فجأة في القيام بأعمال نجح فيها قبل التعرّض لصدمة – مثلا، يصعب عليه ارتداء ملابسه وحده.
  •  يُظهر علامات ضائقة جسمانية – مثلا، يعاني من صداع أو آلام في البطن، أو يرتعش بسهولة
  •  يصعب عليه النوم أو التركيز
  •  يحلم أحلاما مزعجة
  •  يحاول الابتعاد عن حالات تذكّره بالصدمة

التوجه الذي يوصى به للتعامل مع الولد الذي تعرّض لصدمة

فور حدوث صدمة، اتبعوا الخطوات الهامة التالية:

- افحصوا علامات مرض، ضرر، أو صدمة، وتوجهوا لتلقي مساعدة طبية عند الحاجة. إذا كان ابنكم شاحبا أو كان يتعرّق بسهولة، وتيرة نبض قلبه منخفضة أو سريعة، ويعاني من دوران، أو أنه لا ينجح في الاستجابة لأقوالكم، فيبدو أنه يعاني من قلق. هذا رد فعل شائع وطبيعي، ولكن يجب إجراء متابعة مكثفة. إذا اختفى رد فعله ذلك بسرعة، فيبدو أنه يمر بمرحلة تعافٍ طبيعية. إذا لم تزُل ردة الفعل أو إذا كان لديكم شك ما، فتوجهوا إلى المستشفى أو الطبيب.

- حافظوا على حرارة جسم ابنكم وقدّموا له طعاما وشرابا في ساعات الوجبات العادية. إذا لم يرغب في تناول الطعام أو الشراب كثيرا في البداية، فلا بأس. تنخفض الشهية فور التعرّض لصدمة.

- جدوا مكانا آمنا ومحميا لابنكم. إذا كان الحديث يدور عن أولاد صغار، فابحثوا عن مكان يمكن أن يلعبوا فيه، يرسموا، ويقرأوا وهم تحت الرقابة. إذا كان الحديث يدور عن أولاد أكبر سنا وشبان، فابحثوا عن مكان يمكن أن يصغوا فيه إلى الموسيقى، يتحدثوا مع الأصدقاء، أو يمارسوا نشاطات إبداعية. إذا كان ممكنا، فحاولوا العثور على مكان لا يتضمن أغراضا تذكّر بالحادثة.

- اقضوا وقتًا مع ابنكم، وأصغوا إليه إذا كان يرغب في التحدث. عانقوه وأكدوا له أنكم تهتمون به.

- دعوا ابنكم يعرف كيف يواجه بشكل هادئ وإيجابي. تحدّثوا عن مشاعركم في الحاضر والماضي. مثلا، “نعم، خفتُ كثيرا عندما اصطدمت بنا السيارة، ولكن الآن أشعر بأمان”. ينظر الأولاد إلى والديهم ليعرفوا كيف يتصرفون، ولذلك إذا كنتم خائفين قد يفكر أولادكم أن الخطر ما زال مستمرا. إذا لاحظتم أنكم لستم قادرين على التحدث بهدوء عن الحادثة، أو تحدثتم عنها كثيرا، فاطلبوا من صديق قريب أن يكون مستمعا داعما.

- شجعوا ابنكم على أن يقضي أوقاته مع البالغين والأولاد الآخرين القادرين على الحفاظ على هدوء، مثل أفراد العائلة أو أصدقاء العائلة. إذا شاهد ابنكم أن أحدا قلق جدا، فأخبروه السبب. مثلا، "هذا الرجل متوتر جدا ولذلك ليس قادرا على أن يهدأ. سيتحدث معه شخص ما وسيهدأ ".

- أعطوا ابنكم الصغير لعبة خاصة مثل الدبدوب أو الدمية. يتمتع الأولاد الأصغر سنا بالاعتناء بدمية، بالتظاهر وكأنهم يطعمونها ويضعونها في السرير للنوم. شجعوا أولادكم الكبار على الاعتناء بحيوانات أو بإخوتهم الصغار. يساعد الاعتناء بالآخرين الأولاد على أن يبقوا هادئين ويتعلموا كيف يهتمون بأنفسهم.

- أبعدوا ابنكم عن وسائل الإعلام قدر الإمكان. قد تكون الأخبار في الإنترنت أو في الصحف مخيفة. أكدوا لابنكم أنكم ستخبرونه بكل ما يحتاج إلى معرفته. إذا كان أولادكم أكبر سنا، أوضِحوا لهم أنه من المهم أن يبقوا هادئين، آمنين، ومطمئنين، وأن يعرفوا أن مشاهدة الأخبار حول الحادثة تلحق ضررا بعملية التعافي الطبيعية.

- أخبروا ابنكم بصدق بحالة الأشخاص الآخرين الذين أصيبوا في الحادثة. إذا جُرح صديق أو أحد أفراد العائلة، توفي، أو اختفى، فتحدثوا مع ابنكم عن الموضوع الصعب. حاوِلوا أن توضحوا له بصراحة دون أن تدبوا الرعب في قلبه. بعد أن تشرحوا ما الذي حدث، افحصوا إذا كان ابنكم يفهم شرحكم، وشجعوه على طرح الأسئلة.

مواضيع مرتبطة

مراهقات في كوسوفو يشوّهن أنفسهن للمشاركة بتحدٍ على "تيك توك"

أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"

كيف يتكيف النساء والآطفال مع ظروف النزوح وتحدياته في لبنان؟

وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم

تجارب الأمهات في تعزيز قدرة الأطفال على الصبر والتحمّل

يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.

كلمات مفتاحية

ارشادات_أُسرية