يقول المثل الصيني: “جيل واحد يزرع الأشجار، وآخر يحصل على الظل”!
هذه هي العلاقة الطبيعية بين الأم وابنتها. قد تكون هذه العلاقة مربكة في بعض الأحيان ومتذبذبة، وقد تخرج عن المألوف أحيانًا بحيث تكون الأم هي الصديقة المقربة لابنتها وتشاركها الاستماع والاهتمام والتعاطف. لكن علاقة الأم والابنة لها خصائص فريدة تميزها عن أفضل صداقة، وأهمها دور الأم كمسؤولة عاطفية أساسية عن ابنتها، وهذا يعني وجود تسلسل هرمي للمسؤولية التي تكون مقرونة بالحب غير المشروط، وهذا بطبيعته يمنع الأمهات والبنات من أن يصبحن أفضل الأصدقاء. فالأصل في الصداقة هو المساواة، ولا يمكن أن تتساوى طبيعة الأم مع طبيعة ابنتها، ولهذا تظلّ علاقة الأم وابنتها محور اهتمامٍ كبير، ويضعها الناس تحت المجهر في معظم الأحيان كي يتعرفوا إلى طبيعة الأم والابنة وما إن كان هناك انسجامٌ بينهما أم لا، خاصة أن الناس يرون في الابنة انعكاسٌ لشخصية الأم.
لكن السؤال: هل يمكن للأمهات والبنات أن يكنّ صديقات حقيقيات؟
تتصف العلاقة بين الأم وابنتها بتوتر كبير في بعض الأحيان، فتعجز الأم عن احتواء ابنتها وفهمها، كما تعجز الابنة عن استيعاب ما تُريده أمها، مما يخلق حالة من غياب الثقة وعدم التفاهم، ولعل من الأسباب:
يُمكن للأم أن تكون صديقة لابنتها أو على الأقل قريبة جدًا منها إذا حرصت كلٌ منهما على أن تكون علاقة الصداقة ناجحة وضمن إطارها الطبيعي والمنطقي. تُشير الدكتورة لوسي روز فيشر أستاذة العلاقات الأُسرية إلى أن الأم تكون صديقة لابنتها إذا تحققت خمس شروط أساسية في العلاقة وهي:
“الصداقة تعني وجود علاقة بين أنداد، فالأمهات والبنات ليسا متساوين”.
هذا يعني أنّ الأبوة والأمومة تتطلب وضع الحدود وتطبيق القواعد حتى يظل الأبناء آمنين. فإن معاملة أطفالنا كأقران يمكن أن تعني التخلي عن مسؤوليتنا كآباء لوضع توقعات وحدود معقولة. إذا تعاملنا مع أطفالنا كأقران، فمن الصعب الإصرار عليهم للقيام بواجبهم المنزلي وتنظيف غرفهم وعدم البقاء في الخارج طوال الليل وتركهم هواتفهم المحمولة وقت النوم. لذلك إنّه لا بدّ من رسم علاقة واضحة بين الأم وأبنائها عمومًا كي لا تحدث تجاوزات من قبلهم! وهذا يعني أن تكون هذه الصداقة بين الأم وابنتها ضمن حدود بحيث تُشارك الأم ابنتها في مشاهدة فيلم ما وفي التسوق والضحك ومشاركة الأسرار، باحتفاظها الحق في توجيهها.
في نهاية الأمر، قد يبقى الأصدقاء وقد يذهبون، لكن دائمة، حتى لو لم يكن بينهما صداقة أو أسرار. لهذا فهذه العلاقة أكثر حميمية وأشد حدة من أي علاقة أخرى، ومن الضروري الحفاظ على التسلسل الهرمي فيها حتى لا تشعر الابنة بالمسؤولية عن رفاهية والدتها والعكس أيضا العاطفية لأنّ هذا يثقل كاهلهما كثيرًا. فعلاقة الأم والابنة أشمل بكثير من أفضل صداقة ولا يمكن استبدالها بأي علاقة لتفوقها دائمًا على أيّ صلة أخرى. لذا، لا ينبغي أبدًا أن تتعامل الابنة مع الأم بنفس الطريقة التي تُعامل بها صديقتها، بل بقدسية أكبر واحترام أكبر وثقة أعمق، وفي الوقت نفسه لا يمكن للأم أن تكون متساهلة من حيث القواعد والتوجيهات كالصديقات.
المصدر: موقع "فَنُور"
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال