يعتبر العنف أحد المشاكل والظواهر التي تتخذ أبعادًا خطيرة في المجتمع، والأطفال هم من أكثر الفئات التي تتعرض له بشتى أشكاله ودرجاته، سواء كان عنفًا مباشرًا كالعنف اللفظي، الجسدي، النفسي، والاجتماعي، أو عنفًا غير مباشر كمشاهدة المشاهد العنيفة في التلفاز أو أخبار الحروب والقتل والدمار في نشرات الأخبار أو حتى في ألعاب الكمبيوتر. إن العنف بين الأقران هو أيضا مصدر قلق، وكذلك هو تزايد التنمر عبر شبكة الإنترنت. حيث يعيش الأطفال المعرضون للعنف في عزلة ووحدة وخوف، ولا يعرفون أين يتوجهون للمساعدة، خاصة عندما يكون الجاني قريبًا. قد يزيد جنس الأطفال أو إعاقتهم أو فقرهم أو جنسيتهم أو أصلهم الديني من خطر العنف، حيث يكون الأصغر سنا معرضين بشكل خاص لأنهم أقل قدرة على التحدث وطلب الدعم.
الأعراض التي يظهرها الأطفال المتعرضون للعنف، بأي من أشكاله، تختلف باختلاف أعمارهم، فعادة يكون الأطفال بعمر أقل من سنتين غير قادرين على فهم العنف، ولكنهم يكونون قادرين على فهم التغيرات التي تطرأ على الأشخاص المحيطين بهم. أما بعد عمر السنتين، فيبدأ الأطفال بفهم العنف والخطر المحيط بهم أكثر، ونتيجة لذلك قد يحصل لديهم تأخرًا في النمو أو التطور، بمعنى أن الطفل قد يرتكس ويعود إلى عادات وسلوكيات كان يقوم بها سابقًا، مثل التبول في سرواله بعد أن كان تعود على استخدام المرحاض، أو أن يعود إلى مص إصبعه بعد أن يكون قد تخلص من هذه العادة؛ كما أنه قد يظهر تعلقًا زائدًا بوالديه، وقد تصل هذه التغيرات إلى اضطراب في الأكل والنوم.
أما الطفل من 6 سنوات وحتى 12 سنة، فالأعراض التي تشير إلى تعرضه للعنف هي مثلًا رفض الذهاب إلى المدرسة، توتر، قلق، عدم قدرة على التركيز، وأحيانًا يظهر العنف ويمارسه على المحيطين به سواء في المنزل أو في المدرسة. بينما تظهر لدى المراهقين أعراض شبيهة بآثار العنف على الكبار، مثل الانطواء على الذات، ورفض الكلام، والكوابيس والأحلام المزعجة التي لها علاقة بالعنف الذي شاهدوه أو تعرضوا له.
فيما يلي بعض الطرق للتعامل مع الطفل الذي تعرض أو خَبِر العنف:
• امنح الطفل الفرصة لكي يعبر عن مشاعره، التي يمكن أن تكون مشحونة بمزيد من الغضب أو الحزن، عن طريق الرسم مثلًا أو باستخدام أسلوب القصص، كأن تبدأ بقصة وتطلب منه أن يكملها.
• أعط الطفل فرصة ليطرح الأسئلة، لأن الأطفال عادة يكونون غير قادرين على فهم الأمور كما يفهمها الكبار؛ حاول أن تشرح له الأوضاع السياسية المحيطة به بطريقة مبسّطة ومناسبة لعمره بعيدًا عن التفاصيل.
• أظهر بعض الصور الإيجابية الموجودة في مشاهد العنف؛ مثلًا، عندما يحدث انفجار، حادث، أو مشهد ما يحتوى على عنف، الفت انتباه الطفل للأشخاص الذين يذهبون للمساعدة، سواء بالتبرع بالدم، أو الذين يقدمون مساعدة طبية، أو أي مساعدة إنسانية.
• حاول أن تدعم الطفل ليشارك في مساعدة أشخاص تعرّضوا للعنف، كأن يرسل رسالة مواساة لهم، أو يزورهم للتخفيف عنهم؛ هذا الأمر سيعطيه شعورًا إيجابيًا، بأنه يمكنه المساهمة بما يحدث بدلًا من أن يكون جزءًا من المشهد الذي سبب له الإحساس بالعجز.
• بالنسبة للطفل بعمر أقل من 6 سنوات، حاول أن تبعده عن مشاهد العنف في التلفاز، فلا تشاهد الأخبار أو الأفلام العنيفة أمامه.
• راع تعليم الطفل الفصل بين الآراء السياسية والحياة العامة من خلال قصة مبسطة تحكيها له لإيصال الفكرة، وابتعد قدر الإمكان عن التعصب ومشاعر العنف التي قد تظهر ضد أي فريق على حساب الفريق الآخر؛ فما تزرعه في طفلك اليوم سيحصده غدًا.
ختاماً، العالم الذي نعيش فيه مليء بالعنف، وقد لا نستطيع التحكم بمدى العنف الذي يتعرض له أطفالنا، ولكن يمكننا التخفيف من وطأته وتحضير أطفالنا تربويًا بأن لا يتخذوا من العنف أسلوبًا في حياتهم، ونفسيًا بأن يتفهّموا وجود العنف في عالمنا بحيث لا يؤثر على صحتهم النفسية.
المصدر: موقع "عنب بلدي"
أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"
وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم
يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال