ما تأثير العنف اللفظي ضد الأطفال؟

ما تأثير العنف اللفظي ضد الأطفال؟

العنف في التعامل مع الأطفال مشكلة خطيرة، وطريقة خاطئة في التربية، لكن كثيرًا من الأمهات والآباء يعتقدون أن المقصود بالعنف الضرب والإيذاء البدني فقط. هناك نوع آخر من العنف أكثر انتشارًا، وهو العنف اللفظي، ويعني الشتم والسخرية، واستخدام المصطلحات التي تقلل من الطفل، وتشعره بالسوء والتهديد، والصراخ المستمر بطريقة مروعة. كل هذه الأساليب مؤذية جدًّا للأطفال، تعرفوا معنا في هذا المقال إلى تأثير العنف اللفظي ضد الأطفال، وكيفية تجنبه.

ما تأثير العنف اللفظي ضد الأطفال؟

هناك آثار قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى للعف اللفظي ضد الأطفال، إليك بعضها:

1- الاكتئاب: قد يتسبب العنف اللفظي ضد الطفل بشعوره الدائم بالنقص أو بأنه سيئ، ما قد يسبب دخول الطفل في اكتئاب حقيقي وحزن دائم، يؤثران في قدرته على أداء مهامه اليومية، والاستمتاع بحياته.

2- تدهور الأداء البدني والعقلي للطفل: إذا كنت توصم طفلك دائمًا بالفشل، وبأنه غير قادر على الفوز في السباق، أو الأداء الجيد في الاختبارات، فغالبًا سينتج عن ذلك تدهور حقيقي في أدائه البدني والعقلي.

3- الشعور بالدونية: لا أحد يستطيع إكساب الطفل ثقة بنفسه كعائلته، وكذلك لا أحد أقدر منهم على انتزاع هذه الثقة منه، فتقليلك الدائم من طفلك، سيجعله يشعر بأنه أقل من غيره، وغير قادر على تحقيق أي إنجاز.

4- تدهور الحالة الصحية: قد يكون تدهور الحالة الصحية أحد الآثار الجانبية بعيدة المدى للعنف اللفظي ضد الطفل، إذ قد يجعله يتناول طعامًا أقل من اللازم أو أكثر من اللازم، أو قد يجعله ينام أقل أو أكثر مما ينبغي، ما يؤثر في صحته في المستقبل.

5- الإدمان: كثير من الأطفال الذين يعانون العنف في الصغر يتوجهون للإدمان بعد ذلك، بعضهم قد يدمن مخدرات أو كحوليات، وبعضهم قد يلجأ إلى إدمان الجنس، وبعضهم الآخر قد يلجأ إلى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

6- إيذاء النفس: قد يلجأ الطفل الذي يتعرض للعنف اللفظي باستمرار إلى إيذاء نفسه، عن طريق استخدام آلات حادة ليجرح نفسه أو تقطيع شعره، وبعضهم الآخر قد تتولد لديه أفكار انتحارية.

7- الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: من أسوأ آثار العنف اللفظي ضد الأطفال في الطفل وفي المجتمع كله، تحوله إلى شخصية معادية للمجتمع ترتكب تصرفات مؤذية في حق كثيرين، وتخلق لديه رغبة ملحة ودائمة في اختراق القوانين وإيذاء الآخرين.

كيفية تجنب العنف اللفظي ضد الأطفال؟

عندما نتعرض لضغوطات مستمرة وإحباطات من أطفالنا قد يدفعنا ذلك إلى التصرف بحماقة وإيذائهم لفظيًّا، لذا عليك أن تصبر وقت الغضب، وتتجنب أي تصرف تمامًا حتى تهدأ، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

احصل على وقت مستقطع: هذه الطريقة مميزة جدًّا للتعامل مع لحظات الغضب العصيبة، اترك المكان الذي يحدث فيه ما يزعجك، واذهب إلى غرفة أخرى، وخذ نفسًا عميقًا، وجرب أن تفكر في أمر آخر لخمس دقائق على الأقل، وبعد أن تشعر بأنك هدأت يمكنك أن تتحدث مع طفلك.

تعامل مع الموقف الحالي فقط: لا تترك التراكمات تؤثر في قرارك وطريقة تعاملك مع طفلك، فمثلًا إذا ألقى صغيرك الحليب على الأرض، ركز على هذه المشكلة فقط، ولا تتحدث عن عدد المرات السابقة التي أسقط فيها أشياء أخرى على الأرض.

شارك مع أحد أصدقائك مشاعر الغضب: إذا كنت لا تستطيع الهدوء بنفسك، يمكنك أن تتحدث مع الشريك أو احد الأصدقاء، وتعبر عن غضبك وحزنك، لكن احرص على الخصوصية التامة، وألا يسمعك طفلك وأنت تتحدث.


ختامًا، بعد تعرفك إلى تأثير العنف اللفظي ضد الأطفال، وطريقة تجنبه، ننصحك بالتحدث مع طفلك عن ضرورة عدم السماح للآخرين كالمدرسين والمدربين والأصدقاء والغرباء بالإساءة له لفظيًّا، واطلب منه أن يخبرك إذا تعرض لهذا الأمر، ولم يستطع أن يضع حدًّا للمسيئين له.

 

 

المصدر: موقع "سوبر ماما"

مواضيع مرتبطة

مراهقات في كوسوفو يشوّهن أنفسهن للمشاركة بتحدٍ على "تيك توك"

أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"

كيف يتكيف النساء والآطفال مع ظروف النزوح وتحدياته في لبنان؟

وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم

تجارب الأمهات في تعزيز قدرة الأطفال على الصبر والتحمّل

يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.

كلمات مفتاحية

ارشادات_أُسرية