طفلي يسرق.. ما الحل؟

 

"رأيت طفلي وهو يسرق".. "ابني المراهق يسرق من محفظة والده"!
قد تكونون تعرضتم لتلك المشكلة أو سمعتم بها من آباء أخرين، وهي السرقة عند الأطفال، إذ قد يواجه الآباء تلك المشكلة في مرحلة طفولة ابنهما أو في أثناء المراهقة.
فهل ارتكاب الطفل أو المراهق لهذه السلوكيات يعتبر سرقة فعلًا؟
وما أسباب السرقة عند الأطفال؟

هذه المشكلة قد تكون عابرة، وقد تكون مَرضية، وفي الحالتين يجب الانتباه للأمر ومعرفة أسبابه حتى يسهل علاجه، إذا كنتم تتساءلون "ابننا يسرق كيف نتعامل معه؟" في هذا المقال سنخبركم بأسباب مشكلة السرقة عند الأطفال، وكيفية علاجها والوقاية منها بشكل وافٍ.

يجب أن يعرف الأبوان أنه من الطبيعي أن يأخذ الطفل الصغير في عمر ما قبل الخامسة وحتى السابعة ما يريده، دون أن يفهم أنه ملك شخص آخر بشكل دقيق، أو يدرك مفهوم الملكية بشكل واضح، ولذلك لا يجب أبدًا تضخيم الأمر، وإنما فقط أخبر صغيرك مثلًا بأن هذه اللعبة ملك لفلان وأعدها لصاحبها، وأنه لا يجب أخذ ما ليس لنا دون استئذان وموافقة صاحب الشيء، وعزز مفهوم الملكية لدى صغيرك منذ بداية وعيه، فقل له: "هذا لأبيك"، و"هذا لأمك"، و"هذا لأخيك" و"هذا لأختك"، و"هذه أدوات مشتركة لنا جميعًا" وهكذا، وخصص له خزانة خاصة به أو رفًّا خاصاً به إن كانت الخزانة مشتركة بينه وبين إخوته، ليضع فيها أدواته وملابسه ولعبه.

وإليكم بعض النصائح التي ستساعده على ترك تلك العادة:

  • مواجهة المشكلة: بعدم تجاهل أمر السرقة فإذا وجدت أشياء خاصة بزملاء طفلك في حقيبته، اسأله عن الأمر وإن أخبرك بأنها لصديقه، اطلب منه إعادتها دون تعنيف وعزز لديه مفهوم الاستئذان قبل استخدام أدوات غيره.
  • علاقة حب وتفاهم: انتبه لطفلك جيدًا بعد سن الثامنة وحتى العاشرة، فالمفترض أن الطفل امتلك شخصية واضحة ويعرف جيدًا الصواب من الخطأ، ويمكنه السيطرة على نفسه.
  • إشباع حاجاته: حتى لا يلجأ لتعويض نقصها بالسرقة، ولا ترفض له طلبًا دون توضيح الأسباب.
  • البيئة الإجتماعية: احرص على أن يكون الوسط الاجتماعي لأصدقائه مماثلًا لوسط عائلتك.
  • مراقبة الطفل وعلاقاته: تعرف إلى أصدقائه وعائلاتهم، وسلوكيات هؤلاء الأصدقاء وأخلاقياتهم، فقد يقلد ابنك سلوكياتهم الخاطئة، ومن ضمنها السرقة.
  • عدم التشهير: لا تعايره بالسرقة أمام الآخرين ولا تفضحه أمام إخوته بالتحديد، ولا يجب أن يكون الأمر بطريقة تأنيب أو وصف بكلمات جارحة، مثل: "يا لص" أو "يا سارق"! والتزم الهدوء إذا اكتشفته متلبسًا بالسرقة أول مرة.
  • العقاب: احرص على أن يكون عقابه على السرقة بمفرده دون وجود أحد غيركما، وأن يزيد العقاب إذا تكرر الأمر.
  • استشارة طبية: اعرض طفلك على طبيب نفسي إن زاد الأمر عن حده، فقد يحتاج الأمر لعلاج نفسي وتربوي.

 

مستويات السرقة عند الأطفال

هناك عدد من المسويات للسرقة وهي:

  1. المستوى الأول: السرقة عند الأطفال دون سن السابعة.
  2. المستوى الثاني: سرقة الأشياء البسيطة، مثل لعبة من زميل أو قطعة شوكولاتة من السوبر ماركت.
  3. المستوى الثالث: سرقة المال، سواءً كان المبلغ صغيرًا أو كبيرًا، وتكراره، وهنا الطفل لا يسرق إلا عند الحاجة فقط.
  4. المستوى الرابع: السرقة الكاملة، وهي نوعان:
  •  السرقة المرضية: والتي يقدم عليها حتى وهو في غير الحاجة إليها، وهو انحراف نفسي وسلوكي.
  •  السرقة الاقتصادية: فيسرق المال والأجهزة وكل ما هو ثمين، ويبيعه ليتحصل على ثمنه.

 

أسباب السرقة عند الأطفال

تختلف الأسباب التي قد تؤدي بالطفل أو المراهق إلى السرقة، والتي لا يراها الطفل أنها سرقة في معظم الأوقات، وأسباب السرقة عند الأطفال تتضمن:

  • قد يسرق الصغير في السن الصغيرة جدًّا (ما قبل الخامسة وحتى السابعة) وهو لا يدرك مفهوم الملكية الخاصة، وكذلك فهو يفكر دائمًا في تحقيق رغباته البسيطة.
  • قد يسرق الصغير بسبب الحرمان وما يراه متوفرًا لدى الآخرين وليس موجودًا لديه، خاصة لدى الجيران أو الأقارب.
  • قد يسرق الصغير للفت انتباه أبويه المهملين له، أو للانتقام من الوالدين.
  • قد يسرق المراهق لأسباب عدة منها الحرمان، أو ليبدو أمام أصدقائه كريمًا، أو لأسباب أخرى تتعلق بمشكلات أكبر كالإدمان عند الشباب وغير ذلك.


ختاماً، إن تساؤلكم "ابني يسرق كيف أتعامل معه؟" يدل على اهتمامكم ووعيكم، فالسرقة عند الأطفال قد تكون مجرد سوء تصرف أو سلوك غير مسؤول من الطفل، وحكمتكم في التعامل مع الأمر ستؤثر حتمًا في سلوك ابنكم، وتساعد على تقويمه.

 

 


المصدر: موقع "سوبر ماما"

مواضيع مرتبطة

مراهقات في كوسوفو يشوّهن أنفسهن للمشاركة بتحدٍ على "تيك توك"

أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"

كيف يتكيف النساء والآطفال مع ظروف النزوح وتحدياته في لبنان؟

وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم

تجارب الأمهات في تعزيز قدرة الأطفال على الصبر والتحمّل

يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.

كلمات مفتاحية

ارشادات_أُسرية