تظهر تأثيرات هذه المتلازمة بشكل أكثر وضوحا خلال فترة المراهقة، حيث يتعزز الشعور بعدم تقدير الذات والإحساس بعدم الأمان في البيئة الاجتماعية. حيث تعتبر متلازمة الطفل غير المرئي حالة نفسية تحدث نتيجة اللامبالاة أو الإهمال أو هجر الوالدين للطفل، ويمكن أن تسبب عواقب وتبعات تستمر مدى الحياة. وعادة ما يكون الأطفال المصابون بهذه المتلازمة عصبيين وانطوائيين ولا يرغبون بالتواصل مع الآخرين. كما يميل هؤلاء الأطفال إلى تشكيل عوالم خيالية في أذهانهم، يحاولون اللجوء إليها لمواجهة ما يشعرون به من تجاهل.
إن الطفل الذي لا يحظى بالاهتمام الكافي من والديه على المستوى العاطفي، يتعزز لديه بمرور الوقت شعور بأنه غير موجود أو غير مرئي، ومن هنا جاءت تسمية متلازمة الطفل غير المرئي. يؤدي التقصير العاطفي مع الطفل إلى ميله إلى العزلة، لكن الأخطر من ذلك أنه يجعله يشعر بالذنب ويعتقد أنه يستحق ذلك الإهمال من والديه.
عندما تحدث متلازمة الطفل غير المرئي خلال السنوات الأولى من العمر، فإنها تسبب نوبات من التوتر والقلق والألم النفسي نتيجة الإهمال المتواصل. ومع التقدم في السن، يظهر ميل الطفل إلى التمرد وتحدي سلطة الوالدين، وقد يبدو أخرق عند ممارسة بعض الأنشطة بسبب تباطؤ النمو النفسي والحركي. وعادة ما يكون الطفل المصاب بهذه المتلازمة سريع الغضب عند التعامل مع أقرانه، بسبب عدم الثقة في الذات والشعور المستمر بالذنب، ويقوده ذلك إلى الكثير من التجارب الاجتماعية المؤلمة.
تزداد خطورة متلازمة الطفل غير المرئي كلما قلّ الاهتمام باحتياجاته، خاصة من الناحية العاطفية. وتظهر تأثيرات هذه المتلازمة بشكل أكثر وضوحا خلال فترة المراهقة، حيث يتعزز الشعور بعدم تقدير الذات والإحساس بعدم الأمان في البيئة الاجتماعية. يصبح المراهق المصاب بهذه المتلازمة مستعدا لفعل أي شيء ليحظى بالقبول من الآخرين، وقد يبحث عن ملاذات أخرى لتحقيق التوازن المفقود مثل تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول عند البلوغ. وإذا لم يتم علاج الحالة، سيؤدي ذلك إلى فشل ذريع في العلاقات الاجتماعية وشعور مستمر بالفراغ والإحباط.
لا شك أن أفضل طريقة لحماية الصغار من متلازمة الطفل غير المرئي هي توفير الرعاية الضرورية لهم منذ لحظة ولادتهم. ومن المهم جدا إظهار الحب والمودة للطفل من خلال القبلات والعناق والمداعبات، ومشاركته أوقات اللعب وتشجيعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره، ودعمه حين يشعر بالخوف، والإشادة بإنجازاته، لأن كل ذلك يعزز لديه تقدير الذات. وإذا كان هناك بعض الإهمال وظهرت على الطفل أعراض الإصابة بهذه المتلازمة، فمن الضروري استشارة أخصائي لوصف العلاج المناسب.
المصدر: موقع "الجزيرة نت"
ثناء الوالدين على بعض سلوكيات طفلهما، من دون مبالغة، يجعله فخورًا بنفسه وبحب والديه له.
لا يعتقد أن مشاركة بعض الجمعيات والمؤسسات كافٍ لإنتاج أي أثر تغييري ما لم تشارك العائلات نفسها..
كان خال الطفلة يعنّفها، وأمها لا تعلم سر تدهور وضعها النفسي وتحولّها إلى عدوانية..
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال