طُرق لخلق الترابط الأسري

طُرق لخلق الترابط الأسري

يريد الجميع أن تكون أسرته سعيدة ومترابطة. نحن كآباء نحاول خلق هذا من خلال اهتمامنا بأطفالنا في مختلف الجوانب الحياتية أثناء نموهم مثل “التربية، والدراسة، والعلاقات، والرياضة”. نحاول دوما إسعادهم لضمان أفضل طفولة لهم. ولكن أُسر اليوم بالطبع أكثر أنشغالا من أي وقت مضي. فهي واقعة بين التزامات الحياة العملية والاجتماعية. وبغض النظر عن شكل حياتنا ونمطها، تبقى أطفالنا في أي مرحلة يمرون بها هم أمهم بناء نبنيه طوال حياتنا. فالعائلة في حد ذاتها تساعدنا على البقاء مستقرين وتمدنا بمشاعر الراحة والأمان في الأوقات العصيبة، وهي أول من تحتفل بانتصارتنا، فماذا سنفعل بدون الترابط الأسري بين أفراد الأسرة؟

الأسرة أساسها النظام بين علاقاتها وهو ما يساعد على وحدتها وقوتها وتوزانها، وفي حالة عدم توازن أى جزء من النظام تعم حالة من الارتباك الأسرة ككل. وبالتالي يجب أن نقوم بتغذية علاقات الأسرة و الترابط الأسري بالقواعد التي تساعدها على جعلها أكثر تماسكا في مواجهة التغيرات والصعوبات.

 

ما أهمية وضع القواعد واتباعها؟

  • عيش حياة متناغمة مع بعضنا البعض، ومعرفة كل فرد في الأسرة مسئوليته تجاه الآخرين.
  • إدراك الأطفال السلوك الجيد من السلوك غير المرغوب فيه.
  • خلق المشاركة بين أفراد الأسرة.
  • تعزيز الروابط العائلية القوية وبالتالي تحسين سلوك الأطفال، وتحسين الأداء الأكاديمي، وتعزيز التواصل بين الوالدين والأطفال والتعرف أكثر على كافة أفراد العائلة.

كآباء، نحن نلعب دورا رئيسيا في تنمية وحماية الروابط العائلية، ولأن خلقها في بادئ الأمر لا يكون بسهولة إذ يتطلب جهدا وصبرا كبيرين، عليك بقراءة تلك القواعد التي ستساعدك على ذلك.

 

6 قواعد أسرية تساعدك على خلق الترابط الأسري

1- إظهار الحب والمودة
تتطلع الاطفال عادة إلى الاهتمام بدءا من السن الصغيرة قبل المدرسة وأثناء المراهقة، وحتى في كبرهم. ولعل أحد أهم الأشياء التي تفعلها الأسر للإبقاء على رابطة قوية هي إظهار الحب والمودة تجاه بعضهم البعض بشكل غير مشروط، والذي يتمثل في العناق، والقبلات، وكلمات الحب والاحتواء والاهتمام. كل هذا يعمل على تقوية الرابطة بين الآباء والأبناء ويعزز الثقة بالنفس لديهم ويساعدهم على النمو الصحي.

2- خلق وقت للعائلة
خصص وقتا لعائلتك بعيداً عن العمل والواجبات المنزلية. ربما يمكنك الاجتماع بهم يوما في الأسبوع لتشاهدوا فيلما سويا يختاره الجميع. ابحث عن الرحلات الأسبوعية، وخطط لها مسبقا بوقت كاف وأعلمهم بخططك. استمع لأبنائك عما يرغبون في فعله في العطلات كالذهاب إلى المسرح، والنادي، والملاهي. مشاركة الأبناء اتخاذ القرارات يقوي الرابطة بينهم وبين آبائهم ويعطيهم الثقة ويزيد لديهم حب المشاركة والخروج مع العائلة. وهذا أيضا بدوره يخلق الطقوس والتقاليد الخاصة بالعائلة وتبني الذكريات التي تدوم مدى الحياة.

3- الأكل معا
الأكل معا كعائلة يساعد على زيادة الترابط فعلى المائدة نتبادل الخبرات الفردية ووتتحسن صحتنا الجسدية والعقلية والنفسية. ونخلق بذلك العديد من الذكريات التي تدوم. اتفقوا معا على قاعدة مهمة وهي اخيتار وجبة يوميا تجتمعون فيها ولا يخلف تلك القاعدة أحد إلا عند الضرورة. اجعل من الطعام فكرة تساعد على خلق التعاون والترابط واحرص على:

  • الابتعاد عن الهواتف والأجهزة الإلكترونية وعن كل ما يشتتكم عن بعضكم البعض
  • تكليف أطفالك بمسئولية إعداد طاولة الطعام لخلق فكرة التعاون 
  • عدم التعجل في إنهاء وجبة العشاء فهي فرصة لمناقشة ما حدث خلال اليوم بين أفراد العائلة
  • تعاون الأسرة جميعا في تنظيف مكان الطعام وغسل الصحون بعد الانتهاء

5- تشجيع الأنشطة التي تعزز التعاون بين الأطفال
الأشقاء من الممكن أن يكونوا دعما قويا لبعضهم البعض طوال حياتهم، لذلك فالحث على الأنشطة التي تخلق التعاون والترابط بينهم، مثل المبارات العائلية سيجعلهم يتعاونون في فرق من أجل الفوز معا وليس الشعور بالمنافسة فيما بينهم.

6- تخصيص وقت لكل طفل على حدة
يحتاج كل طفل إلى الاهتمام بشكل مختلف نسبة إلى اختلاف شخصيته وعمره. فاحرص أن خصص لكل طفل وقته لتسمعه فيه وتشاركه النشاطات التي يحبها وأفكاره لكي تساعده في حل مشكلاته. هذا سيشعر الطفل بأن والديه يقدروا اهتماماته كما سيفتح قنوات للاتصال بينهم ويعزز الثقة.

 

البحث عن أنشطة وأهتمامات تتشارك فيها مع أطفالك

تعد الأنشطة المتنوعة كتشارك ليالي الأفلام، أو ليالي الأجازات، أو الألعاب، أو الفنون، أو الحرف أو الرياضات من الطرق الرائعة لتعزيز الترابط العائلي وبناء الذكريات الممتعة. قد تتضمن تلك الأنشطة أيضا الأعمال المنزلية وتحويلها إلى أوقات ممتعة. ممكن أن تشكل الأعمال المنزلية عبء عند القيام بها بشكل فردي. ولكن التعاون في الأعمال المنزلية يساعد على تقريب العائلة من بعضها. فالعمل كفريق واحد في مهمة واحدة، وإعطاء الجميع مسئوليات مختلفة يعزز الشعور بالعائلة كبنيان واحد.
 
إن خلق الترابط الأسري أمر يمكنكم كآباء تعليمه أولادكم. مارسوا التعاون في كل شيء كالطهي والخبز أيضا، فالأطفال الصغار يحبون المشاركة في إعداد الطعام. كلما مارستم التعاون والمشاركة بحب واحتواء واحترام تام، كلما تعلم أطفالك أكثر عن أنفسهم وعن العائلة ومعناها العميق والمهم وكلما نمو بشكل صحي على كافة المستويات الإنسانية. تشاركوا المعلومات والدروس الحياتية وتعلموا من رؤاهم للحياة وتعلموا إظظهار الثقة لهم ليثقوا فيكم أيضا. دائما اعطوهم الفرصة في إظهار شخصياتهم دون خوف واعطوهم اختيارات لإشاعرهم بأهميتهم في تحديد مسارات العائلة فهم أعضاء بها وليسوا مجرد أطفال. هناك العديد من القواعد التي تنشؤ تغيرات وتساعد في بناء وتعزيز قوة وترابط العائلة، فعندما تشعر الأسر بالاتصال والترابط تزدهر. لذا، ابدأ الآن في تقوية روابط عائلتك.

 

 

 


المصدر: موقع "فَنُور"

مواضيع مرتبطة

مراهقات في كوسوفو يشوّهن أنفسهن للمشاركة بتحدٍ على "تيك توك"

أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"

كيف يتكيف النساء والآطفال مع ظروف النزوح وتحدياته في لبنان؟

وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم

تجارب الأمهات في تعزيز قدرة الأطفال على الصبر والتحمّل

يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.

كلمات مفتاحية

ارشادات_أُسرية