من الضروري أن يضمن الوالدان التعاطف والاتصال الجسدي مع الطفل، مثل معانقته أو حضنه عندها لا يتوقع ذلك أو لا يكون بحاجة إليه، فهذا الأمر يخلق كثيرا من الرفاهية النفسية للطفل ويجعله سعيدا. تعدّ تربية الطفل في أجواء من المحبة والمودة ضرورية لبناء شخصيته وغرس القيم الحميدة فيه، ولكن لماذا من المهم التركيز على هذا الجانب في التربية رغم حقيقة حب الوالدين للطفل حبا غير مشروط؟
قالت مجلة "مادريس أوي" (madreshoy) الإسبانية إن على الوالدين إظهار الحب للطفل، وهو أمر لا يأخذه كثير من الآباء بالاعتبار في تنشئة أطفالهم، فجلّ ما يعرفه معظم الآباء والأمهات هو الأمر والنهي وتربية الأطفال على قيم وقواعد يفرضونها عليهم، ولكن ما يهم حقا هو التواصل العاطفي مع الأطفال، من حيث سيبدؤون تكوين قيمهم الخاصة.
إن إظهار الوالدين حبهما للطفل في أثناء تربيته يعني إدراك حقيقة أنه يحتاج -مثل أي شخص آخر- إلى الحماية والدعم والنصح. وينبغي أن تكون التربية أيضا قائمة على الاحترام لأنه حتى إذا ارتكب الطفل أخطاء وهفوات، فإن ذلك يمثل فرصة له ليتعلم منها ويتجنب تكرارها مرة أخرى. ولكن ذلك لا يعني غياب الحدود، بل على العكس تمامًا، إن الاستمرار في وضع القواعد من شأنه أن يمنحهم شعورا بالأمان والحماية، وتساعد هذه الطريقة في التربية الطفل على تعزيز احترامه لذاته ومعرفة أن لديه من يدعمه في أي قرار يتخذه.
وحذرت المجلة من الصراخ أو تعنيف الطفل عندما لا يتمكن من إنجاز ما طلب منه جيدا، ولا ينصح أيضا بفرض عقوبات صارمة أو عقوبات لن نطبقها على الطفل لاحقا. ما يهم في هذه المرحلة هو جعل الوالدين الطفل يفهم أن ما كل يفعلانه من أجله هو في الواقع لمصلحته وأن القواعد وُضعت بسبب حبهما له. ومن الضروري أيضا أن يضمن الوالدان التعاطف والاتصال الجسدي مع الطفل، مثل معانقته أو حضنه عندما لا يتوقع ذلك أو لا يكون في حاجة إليه، فهذا الأمر يخلق كثيرا من الرفاهية النفسية للطفل ويجعله سعيدا.
يشعر الأطفال بالسعادة عندما يلاحظون أن كل شيء من حولهم يسير على ما يرام، وأن والديهم لا يتجادلون ويقدرون مدى أهمية تواصلهم مع الأصدقاء لمشاركة مشاعرهم وسعادتهم. عليك أن تشارك طفلك اللحظات الممتعة وأن تقضي الوقت معه، واجعله يرى مدى أهمية الاستمتاع بهذه الفرص. إن نمو الطفل ينبغي أن يترافق أيضا مع إظهار الأحاسيس، ويمكن للحب أن يحميه من كثير من المشاعر السلبية مثل الخوف والألم والكرب. وأشارت المجلة إلى أن الإبداع يعدّ جزءًا من تطور الطفل العاطفي، ولا يقتصر تعليم الطفل على الدراسة والرياضة وإنما يلزم التركيز أيضا على الجانب الفني.
وأضافت المجلة أن الامتنان عنصر مهم في تشكيل شخصية الطفل، فيجب تعليم الأطفال أن يكونوا ممتنين لكل شيء من حولهم وأن يشعروا بالتعاطف مع الناس. فالتعبير عن الامتنان وسيلة لإظهار حبنا ومدى التعاطف مع ما يحيط بنا وتعزيز الجانب الإنساني لدينا وإيجاد قيم إيجابية. وخلصت المجلة إلى أن التربية بالحب تمثل جزءا مهما من القدرة على تقديم الأفضل لأطفالنا، فلا يمكنهم الشعور بالحب إلا إذا كانوا يعيشونه بالفعل، وبذلك سيتمكنون من نقل الحب والتعاطف والرعاية إلى أطفالهم في المستقبل.
المصدر : موقع "الجزيرة نت"
أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"
وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم
يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال