الأجهزة الذكية وتأثيرها على إدراك الأطفال

الأجهزة الذكية وتأثيرها على إدراك الأطفال

رغم ما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا من فوائد للأطفال  فهنالك الكثير من المخاوف حول مخاطرها على الطفل اجتماعياً وإدراكياً وجسدياً.

سوف نلقي الضوء على مُختلف الآثار الإيجابية والسلبية للأجهزة الذكية على الأطفال، ثم سنشارككم ببعض الخطوات التي يمكن من خلالها التقليل من الآثار السلبية و تعزيز الآثار الإيجابية للوقت الذي يقضيه الأطفال برفقة الأجهزة الذكية. يجب الانتباه أن هذه الخطوات صممت بناءً على حالة معينة، سوف تحتاج إلى أن تحكم بنفسك أو تأخذ برأي المختص لمعرفة مدى الأضرار في الحالة التي تواجهها. و بشكل عام،  تعد الأدلة المتوفرة غير نهائية و تتطلب المزيد من البحث لإدراك حقيقة تأثير الأجهزة الذكية.

الأثر الإدراكي أو العقلي على الأطفال:
إن السبيل الأمثل لتعلّم الأطفال الصغار هو من خلال التفاعل مع الناس وليس مع الشاشات. إن التركيز المفرط على الشاشة وقلة التواصل البصري مع الناس قد يضر بنمو الدماغ لدى الطفل لا سيما في سنواته الأولى التي تحدث بها أسرع فترة نمو للدماغ. هذا الضرر يؤدي إلى مشاكل في تطور الطفل فكرياً وفي القدرة على التعاطف والتأمل الذاتي والتواصلية في العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى القدرة على الانتباه والتركيز. إن التعلم في العالم الطبيعي ذو الأبعاد الثلاثة يؤدي إلى تطور الإدراك بشكل أفضل عند الرضّع والأطفال حيث أن التعلم باللمس يثري العملية التعليمية بشكل أكبر من التعلم من خلال المشاهدة على الشاشة.

أظهرت الدراسات أن الطلاب ذو التحصيل المرتفع يستطيعون التركيز على الدراسة رغم وجود الهواتف الذكية، بينما أظهرت أن الطلاب ذوو التحصيل المنخفض لديهم قابلية أكبر للتشتت مما ينعكس على تحصيلهم الدراسي. ترتبط مواقع التواصل الإجتماعي بعدة مشاكل مثل كيفية تصور الجسم المثالي واضطرابات الأكل، وكذلك الأرق و ازدياد معدلات القلق والإكتئاب لدى الأطفال واليافعين الذين يرتبطون بمواقع التواصل الإجتماعي بشكل عاطفي.

إن مواقع التواصل الإجتماعي واسعة الإنتشار بطبيعتها و تكاد تدخل في جميع مناحي حياتنا، مما يسهل من حدوث المضايقات والتنمر على هذه المواقع لتتجاوز أسوار المدرسة وتصل إلى مضايقة الأطفال في منازلهم. لقد قدم العالم الرقمي مخاطر شديدة ومصدر آخر للضغوطات في حياة هؤلاء اليافعين. إن إمكانية التنمر الإلكتروني دون الإفصاح عن الهوية تزيد من الأثر المدمر المحتمل بفعل مواقع التواصل الإجتماعي. وبالإضافة إلى أشكال التنمر التقليدية، قد يؤدي التنمر الإلكتروني إلى آثار سلبية أكثر، تشمل ظهور أعراض إكتئابية و استخدام المخدرات، والأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار.

وجدت الأبحاث أن استخدام الفيسبوك مثل تصفح الأخبار ومشاهدة صفحات الأصدقاء وصورهم المنشورة دون التفاعل معها يؤدي الى الشعور بالتعاسة و الغيرة من الآخرين. نحن نلاحظ في أغلب الأحيان أن حسابات التواصل الإجتماعي تُظهِر الصورة الإيجابية والمشرقة عن حياة أي شخص، و هذا قد يؤثر على نظرة الآخرين لحياتهم الخاصة، و يؤدي إلى شعورهم بالغيرة وعدم الرضا.

إن الأبحاث والدراسات المتوفرة حالياً توضح أن برغم وجود آثار سلبية من الإستخدام المفرط للأجهزة الذكية على الأطفال، فإن عدم استخدامها يؤثر سلباً أيضاً. وبالتالي، فإن الإستخدام المعتدل يمكن أن يؤدي لآثار إيجابية. وعلى الرغم من هذه الدراسات، فليس هناك فكرة واضحة أو اتفاق جماعي فيما يتعلق بكمية الوقت الذي يحدد الإستخدام المعتدل والمفرط، فهذه الأمور نسبية وتختلف بين الأفراد. لنا أن نتسائل، أين الفرق بين الكثير والمفرط؟

 

أخيراً، من المهم أن يعلم الأهل أنهم ليسوا لوحدهم في هذه المعركة مع الأجهزة الذكية ومخاطرها على أطفالهم.

مواضيع مرتبطة

خبير أمني يحذر.. إليك أهم علامات إصابة هاتفك بفيروس

تظهر الإعلانات المنبثقة وعمليات إعادة التوجيه إلى مواقع أخرى بشكل متكرر. وقد تظهر تطبيقات ووظائف غير معروفة..

دراسة تكشف تحيّزات «تشات جي بي تي» في اتخاذ القرار... كالبشر تمامًا

هدفت هذه المقاربة إلى اختبار مدى اتساق ردود النموذج عبر سيناريوهات مختلفة، وتحليل مدى تطابقها مع القرارات البشرية.

بيل غيتس: ثلاث مهن ستبقى عصية على الذكاء الصناعي

في مجالات الطب والبيولوجيا، ما يزال الحدس البشري والإبداع عنصرين أساسيين في تحقيق الاختراقات العلمية

كلمات مفتاحية

تكنولوجيا