كيف تتعامل مع طفلك “الزنّان” أو العنيد؟

سلسلة التربية الأُسرية: "تربية الطفل العنيد" - الجزء الأول

 

يعاني الكثير من الأمهات من عناد أطفالهن وكثرة الشكوى والزن والبكاء الحاد، وربما يصل الأمر إلى إلقاء نفسه والارتطام بالأرض بشكل مؤذٍ أو ضرب دماغه بالحائط وغيرها الكثير من السلوكيات الخاطئة التي تحتاج إلى تقويم. فما هو العناد وما سببه ومتى يبدأ العناد، وهل هو سلوك طبيعي أم لا، وكيف نتعامل مع الطفل العنيد، أو الزنّان كثير الشكوى، وهل للعناد مميزات أم لا وكيف نستغل عناد الطفل بشكل إيجابي، وتجربتي كطفلة عنيدة، كل ذلك وأكثر سنعرفه سوياً في مقالنا التالي.

ما هو العناد (الزن)؟
يعتبر العناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال؛ حيث يرفض الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة وسلوكاً وشخصية للطفل.

العناد سلوك فطري طبيعي
العناد أو الزن كما هو شائع يعد تصرفاً فطرياً طبيعياً لدى الأطفال، فلكل طفل أسلوبه في التعبير عن رغبته ودوافعه وفق شخصيته، فقد يفعل الطفل سلوك الزن أو العناد ذكاءً منه وذلك لخضوع الأهل لرغباته وتلبية ما يريد بعد استمرار الزن والإصرار على أخذ ما يريد. وفى حالات أخرى يقوم الطفل بهذا السلوك من باب التقليد والمحاكاة بسلوكيات الآخرين صغاراً كانوا أو كباراً، وذلك لرفض ما لا يريد القيام به أو الوصول لشيءٍ ما يريده.

متى يبدأ العناد أو الزن؟
يبدأ الزن أو العناد في مرحلة مبكرة لدى الأطفال وهي الفترة العمرية من 18-24 شهراً وقد تندثر بعد فترة أو تستمر وتصبح سمة من سمات شخصية المرء طوال عمره وذلك حسب اختلاف البيئة الأسرية والمحيط الاجتماعي والعوامل الوراثية المختلفة التي تساهم في استمراره أو اندثاره بشكل أو بآخر.

 

الأسباب النفسية والتربوية للطفل العنيد الزنّان

فقد الحنان والألفة
يؤدي شعور الطفل بالاضطهاد الدائم من أقرانه، وشعوره أيضاً بالإهمال، وفقد الحنان والألفة في المحيط الأسري إلى البكاء الشديد والعناد ورفض كل ما يطلب منه.

تمييز الأهل طفلاً عن آخر
يؤدى تمييز الأهل لطفل دون الآخر وحرمانه من مشاركته لرأيه، أو عصبية أحد الآباء إلى اكتساب الطفل سلوك العناد أو الزن، فالأطفال كالإسفنج يمتصون كل السلوكيات التي تحدث أمامهم.

تدليل الطفل أكثر من اللازم
تدليل الطفل أكثر من اللازم، أو على العكس اتباع أسلوب الشدة بإفراط، يجعل الطفل عنيداً جداً ومزاجياً بشكل مفرط، وبالتالي يجب اتباع الأسلوب التربوي المتوازن في التعامل مع الأبناء.

مصدر القلق في العائلة
إشعار الطفل بأنه مصدر قلق في العائلة، أو كبت مشاعره ومنعه من التعبير عنها أمامهم كل ذلك يؤدى للعند والعصبية وزيادة حدة في السلوك.

أسباب مرضية
قد تكون العصبية أو العناد والزن المستمر لسببٍ مرضي مثل التهاب الجيوب الأنفية واللوز أو نقص فيتامين د في الأشهر الأولى من الحمل أو مرض الصرع، والإمساك المزمن.

أسباب تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة
قد يرجع العناد والعصبية إلى مشاكل الإدراك، صعوبة النطق ومشاكل التخاطب كالتوحد وفرط الحركة وسخرية الآخرين منه.

أسباب أخرى
كما أن المرحلة العمرية للطفل وخصائصها وطبيعة كل مرحلة، والتغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الطفل من جوع، عطش، قلة النوم، تغير درجة الحرارة، أو المرض إضافة إلى التحديات النفسية التي يمر بها الطفل مثل الملل والشعور بعدم الأمان، تسهم بشكل أساسي في سلوك "الزنّ" أو تجعله عنيداً..

 

 

للإطلاع على أجزاء سلسلة التربية الأُسرية: "تربية الطفل العنيد":

الحزء الثاني بعنوان: "كيفية التعامل مع الطفل البكّاء"

الحزء الثالث بعنوان: "مميزات الطفل العنيد وتأثير ذلك على مستقبله"

 

 

 

المصدر: موقع "عربي بوست"

مواضيع مرتبطة

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

التعليم في أوقات الحرب: شريان حياة وسط مخاطر محتملة

يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي

لماذا يتصرف الأطفال بشكل أفضل في وجود الأب؟

تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ