مميزات الطفل العنيد وتأثير ذلك على مستقبله

سلسلة التربية الأُسرية: "تربية الطفل العنيد" - الجزء الثالث

 

يتميّز الطفل العنيد بأنّ لديه آراءً قويّة ومتينة أحياناً، ويميل إلى المجادلة حول موضوع النقاش، كما قد يلجأ إلى الجرأة والتّحدي في حال لاحظ عدم الاستماع له، والواجب على الآباء والأمّهات أن يكون لديهم القدرة والرغبة في الاستماع للطفل أوّلاً لكي يستمع الطفل لوالديه بالمقابل، وبالتالي فإنّ حل مشكلة إصرار الطفل على القيام بشيء أو عدم القيام به في معظم الأحيان يكون عن طريق الاقتراب منه بطريقة هادئة وعمليّة، وإجراء محادثة مفتوحة للحديث حول ما يزعجه، والاستماع له بشكل جيّد.

العناد يعد مؤشراً واضحاً للنجاح والتميز في الحياة المستقبلية، فالتأثيرات الإيجابية التي تنتج عن صفة العناد إذا تم التعامل معها بحكمة فإنها ستخلق قائداً في المستقبل.

الثقة العالية بنفسه، والتي تتيح له مواجهة المواقف والمشكلات بشكل إيجابي إذا وجه التوجيه الصحيح.

الاندماج بسرعة مع من هم أكبر منه سناً، وهذا يوفر الجهد اللازم لتعديل سلوكه، فإذا أُدرج في بيئة إيجابية فإنه سوف يحاكي الأكبر سناً.

تقبُّل الغرباء دون الشعور بالخوف أو عدم الألفة، مما يمكنه المشاركة في العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وبالتالي التعود على مهارات التعاون مع فريق العمل.

لدى الطفل العنيد فرصة أكبر للتعلم بسبب انخراطه مع المجتمع، ولديه فرصة كبيرة للابتكار وإعطاء الأفكار الجديدة.

لديه مبادئ وقيم قوية يؤمن بها؛ كالعدل والمساواة وعدم الظلم، كما يتميز بحس عالٍ من المسؤولية، ويتضح ذلك في إصراره ومحاولاته المستمرة في إصلاح لعبته المكسورة وإرجاعها كما كانت.


ختاماً لسلسلة التربية الأُسرية: "تربية الطفل العنيد":
كنّا أطفال عنيدين جداً، وكنّا نتصادم كثيراً مع أسرتنا إلى أن وجدنا سبيلاً تربوياً قويماً جعلنا نتخطى العناد السلبي للإيجابي، كان شعارنا مع أبويّنا حين النقاش: "إما أن تقنعني أنت أو أقنعك أنا"، وكان أهلنا يحترمون القرار إن كانت وجهة نظرنا سليمة رغم كوننا أطفال حينها، وهذا ما صنع شخصيتنا المستقلة المعتمدة على الذات والتي تتمتع بحرية مسؤولة وتدرك ما لها وما عليها. كان حبُّهما (الأب والأم) لنا في كل أحوالنا رغم عصبيتنا وعنادنا وإصرارنا، واحتضانهم لنا ومواساتهم لنا حين الخطأ حتى نهدأ، هو أكثر ما ساعدنا على تحويل هذا الغضب إلى طاقة منتجة.

فلا تحرم نفسك وأسرتك من أن تنظر لطفلك نظرة كريمة وتحبه لذاته وتساعده على تخطي هذا السلوك معاً حتى تصلا إلى العناد القويم الذي يعرف "بالتحدي والعزيمة"، ويصنع من طفلك العنيد شخصاً رائعاً يدعو الناس لمن ربَّاه يوماً.. ودُمتم سالمين.

 

 

للإطلاع على أجزاء سلسلة التربية الأُسرية: "تربية الطفل العنيد":

الحزء الأول بعنوان: "كيف تتعامل مع طفلك “الزنّان” أو العنيد؟"

الحزء الثاتي بعنوان: "كيفية التعامل مع الطفل البكّاء"

 

 

 

المصدر: موقع "عربي بوست"

مواضيع مرتبطة

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

التعليم في أوقات الحرب: شريان حياة وسط مخاطر محتملة

يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي

لماذا يتصرف الأطفال بشكل أفضل في وجود الأب؟

تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ