"التنمر" ظاهرة عدوانية وغير مرغوب فيها، تنطوي على ممارسة العنف والسلوك العدواني من قِبل فرد أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وهي تعبر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى والسلطة بين الأشخاص، حيث إن الأفراد الذين يمارسون التنمر يلجأون إلى استخدام القوة البدنية أو التلاسن اللفظي للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين. يُعد سلوك التنمر مسألة مهمة تُحير المجتمعات ويُحاول العديد من الباحثين التحقيق فيها، ومحاولة تحديد المشكلة، وبالتالي منع ومكافحة التنمر في مجتمعاتهم.
إن التنمر في الطفولة هو أسوأ كابوس لدى كل والدَي طفل، ومع ذلك فإنه بالنسبة لكثير من الأطفال في جميع أنحاء العالم هو واقع يومي. تُشير بعض التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة يتعرضون للتنمر في مرحلة ما من الدراسة، وأن 50% من الأطفال من ذوي الإعاقة يتعرضون للمضايقات في المدرسة، وهم أكثر عرضة للتسلط من أقرانهم، ما يجعل هذا أكثر إثارة للخوف لدى والدي الطفل صاحب الإعاقة.
رغم أن العديد من الأطفال قد يتعرضون للمضايقات في وقت أو آخر، فإن الأطفال من ذوي الإعاقة معرضون بشكل خاص لكونهم أهدافاً للعدوان المتكرر من أقرانهم، ويعود السبب في ذلك إلى كونهم ضحايا في المتناول، بسبب عدم قدرة البعض منهم على الكلام والتواصل مع الآخرين، وفي بعض الفئات الأخرى مثل الشخص ذي الإعاقة البصرية يكون غير قادر على معرفة من قام بالاعتداء عليه، وبعضهم للأسف لا يؤخذ بشهادته مثل الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية، وقد يكون المتنمر هو نفسه ضحية للتنمر، لذلك يبحث عن ضحية سهلة لإسقاط هذا الشعور عليه.
إن التنمر لا يحدث فقط لأصغر طفل، بل يستهدف أولئك الذين يبدو أنهم أقل قوة أو ليسوا أقوياء، فغالباً ما يستهدف الأطفال الذين يمارسون التنمر على الآخرين الأطفال الذين يبدون مختلفين، على سبيل المثال الأطفال الذين يعانون من حالات طبية تؤثر على مظهرهم، مثل الشلل الدماغي وضمور العضلات، وهم أكثر عرضة للإيذاء من قِبل أقرانهم، وكثيراً ما يذكر هؤلاء الأطفال أنهم يُطلق عليهم ألقاب ذات صلة بإعاقتهم، وكذلك الأطفال الذين يعانون من شلل نصفي (شلل في أحد جوانب جسمهم)، هم أكثر عرضة من غيرهم من الأطفال في سنهم للتنمر من قبل أقرانهم، بناءً على أنهم أقل شعبية من أقرانهم، ولديهم أصدقاء أقل من الأطفال الآخرين. لذلك من الأرجح أن يتعرض الأطفال ذوو الإعاقة للتخويف والتنمر أكثر من الأطفال من غير ذوي الإعاقة.
هناك عدة أمور يجدر مراعاتها عند التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، منها:
1- عدم افتراض أو تخمين احتياجاتهم أو مشاعرهم، والتصرف نيابة عنهم. وفى حال الجهل بطريقة تقديم الخدمة أو المساعدة يجب سؤال صاحب الحالة.
2- تجنب تقديم المساعدة قسراً دون طلب من صاحبها.
3- عدم الشعور بالاستياء في حال تم رفض المساعدة، فبعض ذوي الاحتياجات الخاصة يرغبون في خدمة أنفسهم دون تدخل أشخاص آخرين.
4- بالإضافة إلى وجوب التعامل معهم بشكل طبيعي، دون رفع الصوت والتحدث ببطء، ما يتسبب في جرح مشاعرهم وإحساسهم بأنهم غير طبيعيين.
وأخيراً، لا أحد يستحق أن يتعرض للتنمر! الجميع يستحق أن يُعامل باحترام وتقدير وكرامة مهما حدث، والجميع يتشارك المسؤولية ولديه دور يؤديه، سواء كانت البيئة المحيطة أو المدارس أو أولياء الأمور أو المُعلمين أو المجتمع، فعليهم جميعاً العمل معاً للتغيير الإيجابي نحو الأفضل؛ ولذلك يجب التنويه إلى حق ذوي الاحتياجات الخاصة في المساواة مع أقرانهم الأصحاء، ومنع أي مظهر من مظاهر التنمر ضدهم. فمن المرجح أن يكون للتنمر عواقب على مدى الحياة بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة، ويؤثر ذلك على تعلمهم ومشاركتهم الاجتماعية ورفاهيتهم كبالغين، لذا ينبغي أن تأخذ التدخلات نهجاً شاملًا لكافة المجالات.
المجرمون السابقون يقدّمون دروسًا مدفوعة مع شرح لتفاصيل العمليّة..!
.. في كثير من الأحيان؛ هم أكثر عنفًا أو عدوانية أو ميلًا لتوجيه الانتقادات عبر الإنترنت.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال