جعل التقدم السريع الذي شهدته تقنيات التواصل الجديدة المستخدمين أحياناً عاجزين عن مواجهة المخاطر والمصائد الكثيرة التي تعرضهم لها أجهزتهم الشخصية المتصلة بالإنترنت، مثل الهواتف الذكية وألعاب الأطفال وأنظمة ضبط والتحكم في الصوت. ويقدم المخترق الفرنسي ذو القبعة البيضاء (يمارس ما يعرف بـ "القرصنة الأخلاقية") أليكس بالان (Alex Balan) 6 نصائح بإمكانها مساعدة الأفراد على حماية أنفسهم سيبرانيا بشكل يومي.
يؤكد هذا الخبير في الأمن السيبراني أن أول نصيحة -والأكثر أهمية- التي يمكن أن يسديها للمستخدمين هي عدم شراء منتجات الأمن الرخيصة، لأن الأمن كما يقول "له تكلفة وعدم دفعها دوما ما يعرضك للخطر". وأفضل خيار في هذا الإطار هو شراء المنتجات المتصلة (هواتف الأطفال والهواتف والثلاجات الذكية وغيرها..) من شركات مشهود لها بالثقة والجودة.
ويوفر الشراء من كبرى الشركات المصنعة ضمانتين اثنتين، أولاهما أن سمعة تلك الشركات تضطرها للسعي من أجل حماية المستهلكين مخافة أن يتسبب العكس في ضياع زبنائها. أما الضمانة الثانية فهي أن هؤلاء المصنعين الكبار لديهم خبراء قادرون على إصلاح بعض العيوب والثغرات الأمنية بسرعة كبيرة.
بنى أليكس بالان سمعته كمخترق ذي قبعة بيضاء من خلال إظهار ضعف المنتجات المتصلة بالإنترنت، لذلك يعتقد أن الطريقة الأبسط لتفادي 99% من المخاطر في الفضاء الافتراضي هي "ألا تقوم أبدا بتوصيل أجهزتك بالإنترنت مباشرة"، مع وجوب إعطاء الأولوية دائما للأجهزة التي تستخدم "وسائط" مثل نقل البيانات عبر نظام آمن للتخزين السحابي. بشكل عام، تكون الأجهزة المتصلة بخدمة الإنترنت أكثر عرضة للخطر من العديد من الأجهزة، لأنها توفر القليل من أنظمة الأمان الكلاسيكية أو لا توفرها على الإطلاق، مثل كلمات المرور.
وأفضل طريقة لاختيار المنتج الأكثر أمانا هي الاعتماد على المراجعات والتقييمات التي يتركها المستخدمون على "المواقع الموثوقة" مثل "تراست بايلوت" (Trustpilot) و"ريديت" (Reddit)، مع تجنب الاعتماد على الآراء التي تُترك مباشرة على موقع الشركات المصنعة والتي غالبا ما تكون غير صحيحة.
يوضح الخبير السيبراني قائلا "طالما أن ألعاب الأطفال المتصلة تفي بمعايير السلامة المتعارف عليها فلا داعي لاتخاذ احتياطات خاصة"، مشيرا إلى أن الشركات المصنعة -مثل شركة "في تك" (VTech) من هونغ كونغ التي تعرضت لفضيحة سرقة مقاطع فيديو للأطفال- التي تبذل جهدا لإصلاح الثغرات الأمنية تكون أجدر بالثقة من غيرها. لذلك يجب هنا اتخاذ الاحتياطات التي يتم تطبيقها بالنسبة للمنتجات الخاصة بالبالغين. ووفقا لبالان، فإن الأطفال لا يشكلون محل الاهتمام الأكبر بالنسبة لمجرمي الإنترنت، لأن مصلحتهم الرئيسية هي المال، ولأن البيانات المستردة من أجهزة الأطفال ذات قيمة محدودة في نظرهم.
رغم كونه أمرا مثيرا للإزعاج فإن تحديث أجهزتك الشخصية بانتظام مسألة ضرورية للغاية، ويجب الحرص دوما على تكون أجهزة الحاسوب الخاصة بك تعمل بأحدث إصدار من نظام التشغيل الخاص بها، "ماك أو إس" (MacOS) بالنسبة لأجهزة آبل، وويندوز (Windows) الحواسيب الأخرى. والأمر نفسه ينطبق أيضا على تحديثات الهواتف الذكية حيث يمكن العثور على اسم أحدث إصدار من خلال الإعدادات.
يشير "بالان" إلى أن أفضل طريقة لجلب الخطر إلى أجهزتك الشخصية هي أن تقوم بدعوتها بنفسك، لذلك يجب أن نكون يقظين للغاية عند تثبيت أي برامج جديدة فقد تكون حاملة الفيروسات. ويؤكد أنه "لا ينبغي تثبيت أي شيء يصلك من أي كان"، ويجب اتخاذ احتياطات أكبر عند إجراء تنزيلات خارج متاجر التطبيقات مثل "غوغل بلاي ستور" و"آب ستور". كما أنه من الضروري أيضا مراقبة الأذونات التي تطلبها التطبيقات بمجرد تنزيلها، حيث لا ينبغي مثلا لتطبيق لتعديل الصور أن يطلب منك الوصول لجهات اتصالك أو موقعك، هذه علامة على احتمال وجود برنامج خبيث.
يؤدي جهل عامة الناس بالأمن السيبراني أحيانا إلى عمل اختيارات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولعل إحدى أكثر النصائح شيوعا مثلا هي التوجيه بحماية الكاميرا عن طريق لصق قطعة صغيرة من الورق عليها. يؤكد بالان أن "هذا الأمر حقا عديم الفائدة، والأسوأ من ذلك أنه يعطي إحساسا زائفا بالأمان".
بالنسبة له يهتم عدد قليل من المتسللين بما يحدث من خلال كاميرا هاتفك أو حاسوبك، لأن معظم الصور التي يمكن التقاطها لن تظهر أي شيء مثير للاهتمام وبالتالي لن تكون قابلة للبيع. وهناك فكرة سيئة أخرى يوصي بها كثيرون وهي تغيير كلمة مرورك بانتظام، وهي "فكرة غبية" برأي بالان الذي يؤكد أنه في كل مرة تقوم بتغيير كلمة السر الخاصة بك فإنك فقط تخاطر بخلق ثغرة، والأفضل هو تغييرها فقط عندما يتم اختراق فعلي لجهازك.
المصدر: جريدة "لوفيغارو"
كشفت دراسة جديدة عن أسلوب شائع في كتابة الرسائل النصية قد يؤثر سلبًا على كيفية إدراك الناس لصدق المرسل.
الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام،
أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بالعام 2023
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال