تؤثر أساليب التربية أو الأبوة والأمومة على كل شيء في حياة الطفل، من مقدار وزنه إلى ما يشعر به تجاه نفسه؛ فهذا الأسلوب يدعم النمو والتطور الصحي لأن الطريقة التي تتفاعل بها مع طفلك وكيفية تأديبه ستؤثر عليه طوال حياته. تعتمد أساليب التربية أو أنماط الأبوة والأمومة المستخدمة بشكل شائع في علم النفس اليوم.
حدد الباحثون 4 أنواع من أساليب التربية أو أنماط الأبوة والأمومة:
علاماتها:
يعتقد الآباء الاستبداديون أن الأطفال يجب أن يتبعوا القواعد دون استثناء. يشتهر الآباء الاستبداديون بقولهم "لأنني قلت لك ذلك"، عندما يتساءل الطفل عن الأسباب الكامنة وراء القاعدة؛ لا يهتم الأب الاستبدادي بالتفاوض وينصب تركيزه على الطاعة. هذه التربية لا تسمح للأطفال بالمشاركة في تحديات وعقبات حل المشكلات. بدلاً من ذلك، تضع القواعد وتفرض العواقب مع القليل من الاهتمام برأي الطفل. قد يستخدم الآباء المستبدون العقوبات بدلاً من التأديب؛ لذا بدلاً من تعليم الطفل كيفية اتخاذ خيارات أفضل، فإنهم يستثمرون في جعل الأطفال يشعرون بالأسف على أخطائهم.
والنتيجة: أطفال الآباء المستبدين أكثر عرضة لخطر تطوير مشاكل احترام الذات لأن آراءهم لا تُقدر. يميل الأطفال الذين يكبرون مع آباء مستبدين صارمين إلى اتباع القواعد في كثير من الأحيان، لكن طاعتهم لها ثمن. وثمن هذه الطاعة هو العدوانية، بدلاً من التفكير في كيفية إنجاز الأشياء أفضل في المستقبل، غالباً ما يركزون على الغضب الذي يشعرون به تجاه والديهم، وقد يلجأون للكذب لتجنب العقوبة.
علاماتها:
يسن الآباء الموثوقون قواعد ويستخدمون العواقب، لكنهم أيضاً يأخذون آراء أطفالهم في الاعتبار وصحة مشاعرهم أيضاً، وفي الوقت نفسه يدركون أن البالغين هم المسؤولون في النهاية. يستثمر الآباء الموثوقون الوقت والطاقة في منع المشكلات السلوكية قبل أن تبدأ. كما أنهم يستخدمون استراتيجيات التأديب الإيجابي لتعزيز السلوك الإيجابي، مثل أنظمة الثناء والمكافآت.
والنتيجة: وجد الباحثون أن أطفال التربية الموثوقة غالباً ما يصبحون بالغين مسؤولين يشعرون بالراحة في التعبير عن آرائهم، حسب موقع Very Well Family. يميل الأطفال الذين يتم تربيتهم في ظل نظام موثوق إلى أن يكونوا سعداء وناجحين. من المرجح أيضاً أن يجيدوا اتخاذ القرارات وتقييم مخاطر السلامة بأنفسهم.
علاماتها:
التربية المتساهلة تعني أن الآباء نادراً ما يتدخلون، إلا عند وقوع مشكلة خطيرة. ولأنهم متسامحون يتبنون موقف "الأطفال سيكونون أطفالاً"، أما عندما يستخدمون العواقب فلا يثبتون عليها. قد يعيدون الامتيازات إذا كان الطفل يتوسل، أو قد يسمحون بتجميد العقاب إذا ما وعد الطفل بحسن التصرف. عادةً ما يقوم الآباء المتساهلون بدور صديق أكثر من دور الوالدين، ويشجعون أطفالهم على التحدث معهم حول مشاكلهم، لكنهم لا يبذلون الكثير من الجهد في تثبيط الخيارات السيئة أو السلوك السيئ.
والنتيجة: الأطفال الذين يكبرون مع آباء متساهلين هم أكثر عرضة للمعاناة أكاديمياً. قد يظهرون مشاكل سلوكية لأنهم لا يقدرون السلطة والقواعد، وغالباً ما يعانون من تدني احترام الذات ويشعرون بالحزن. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية، مثل السمنة، لأن الآباء المتسامحين لا يستطيعون الحد من تناول الوجبات السريعة، وهم أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان لعدم قدرة الأهل على فرض عادات جيدة، مثل ضمان تنظيف الطفل لأسنانه.
علاماتها:
يميل الآباء غير المشاركين إلى معرفة القليل عما يفعله أطفالهم، فلا وجود قوياً للقواعد، ولا الإرشاد الكافي أو الرعاية والاهتمام الأبوي. يتوقع الآباء غير المشاركين أن يقوم الأطفال بتربية أنفسهم. لا يكرسون الكثير من الوقت أو الطاقة لتلبية احتياجات الأطفال الأساسية. قد يفتقر الآباء غير المشاركين إلى المعرفة والثقافة العامة حول نمو الطفل وسبل تربيته السليمة، أو أنهم ببساطة غارقون في مشاكل أخرى، مثل العمل ودفع الفواتير وإدارة الأسرة.
والنتيجة: من المرجح أن يعاني الأطفال الذين لديهم آباء غير مشاركين من مشاكل احترام الذات، بحسب ما قالت الطبيبة النفسية المتخصصة بصحة الأطفال فرانسين زلستر لموقع CNBC. يميلون إلى سوء السلوك في المدرسة، ولا يشعرون بالسعادة الحقيقية.
تشير الأبحاث إلى أن التربية الموثوقة هي أكثر عرضة لتربية أطفال مستقلين ومؤهلين اجتماعياً. في حين أن أطفال الوالدين الموثوقين ليسوا محصنين ضد مشاكل الصحة العقلية أو صعوبات العلاقات أو ضعف التنظيم الذاتي أو تدني احترام الذات، فإن هذه السمات تظهر بشكل أكثر شيوعاً في أطفال الآباء الذين يستخدمون بشكل صارم أساليب الأبوة الاستبدادية أو المتساهلة أو غير المشاركة.
وأخيراً، لا يوجد في التربية "مقاس واحد يناسب الجميع"، ولا يمكن تطبيق طريقة واحدة طوال الوقت، فقد تكون هناك أوقات يتعين عليك فيها استخدام نهج تربوي متنوع، ولكن باعتدال.
المصدر: موقع "عربي بوست"
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة المحمولة هم أكثر عرضة لتطور المشكلات السلوكية
تضمّ 12 لوحة فنّية مستوحاة من رواية الكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936 - 1972)، رسمها طلّاب من 11 مدرسة .
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال