نصائح تساعدك في التعامل مع الأطفال

 

       نحن نعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة بأدواتها وأجهزتها المتنوعة، حيث أصبح لا يخلو أي منزل اليوم من أجهزة الكمبيوتر والموبيلات والأيباد وغيرها من هذه الأجهزة الذكية، التي أصبحت في أيدي الصغار قبل الكبار مواكبةً لتطور هذا العصر وتقدمه، ولكن في نفس الوقت، ومع هذا التقدم السريع، تعددت شكاوى الأهل من هذه الأجهزة التي جعلت أطفالهم أكثر عرضة لمشاهدة ما يسيء إلى أخلاقهم.

وقد يشتكي بعض الأهل من مشاهدة أطفالهم لأحد الأفلام الإباحية أو إحدى اللقطات الخارجة بالخطأ أو معرفتهم بأي من المعلومات الجنسية عن طريق أصدقائهم الذين شاهدوا أحد هذه الأفلام أو اللقطات، سواء من خلال التليفزيون أو هذه الأجهزة الحديثة، ما يجعلهم يتساءلوا عن الطريقة الصحيحة لردع أطفالهم عن مثل هذا التصرف، وكيفية محو تأثير هذه المشاهد على نفسيتهم وأضرارها عليهم في مثل هذا السن الصغيرة، وما الذي يضمن لهن عدم تكرار مثل هذا الموقف مرة أخرى؟

 

لذلك بعض النصائح المُجرّبة التي تساعد في التعامل مع طفلك في هذا الموقف بطريقة صحيحة:

1- تحدث مع طفلك فيما حدث وصارحه بما عرفت دون اتهام وعدوانية ولا تهرب من مواجهته، حيث يؤكد الخبراء أن ترك الطفل دون التكلم معه عما تعرض له من معلومات أو مشاهد إباحية، غالبًا سيجعله يعود لمشاهدتها مرة أخرى، ويعرضه لنتيجة عكسية ويعقد الأمر داخله.

2- لا تعنفه أو تضربه أو تتعامل مع الموقف بقسوة وتعاقبه بحجب الإنترنت وحرمانه من استخدامه، بل حاوره بلين وكأنكما صديقان ليعرف الخطأ من الصواب، حتى لا يحدث هذا رد فعل سلبي لديه ويزيد من تعلقه بهذه المشاهد دون علمك!

3- تسلح بالعلم ومعرفة أضرار هذا الأمر عليه جيدًا قبل مواجهته، ورتب أفكارك لتستطيع التحدث معه، وكون على استعداد للرد على أسئلته ومناقشة ما شاهده أو علم به، لكن بأسلوب هادف وبما يناسب سنه.

4- لا تُشعر طفلك أنه فاسد وعديم الأخلاق، بل وضّح له أن هذا العمل الذي ارتكبه لا يليق بأخلاقه الحسنة واستخدم معه طريقة العتاب بالمدح، لأن الطفل الذي يشعر أنه شخص محبوب.

5- أظهر له مشاعر الحب والاهتمام دائمًا وأشعره بالاحتواء وتقرب منه وتحدث معه في حوارات مفيدة، واشغل وقته بالنشاطات المفيدة والمتعددة أو أحد التمارين الرياضية المفضلة لديه وتابع معه الأفلام المسلية والمناسبة له.

6- احرص على منع ظهور هذه الصور بسهولة في الأجهزة التي يستخدمها، من خلال تعديل اختيارات بحث جوجل واجعله على الوضع الآمن المتحفظ من خلال رابط "تغيير إعداد البحث الآمن" على صفحتهم أو بتنزيل برامج منع المواقع الإباحية على الجهاز من على الإنترنت، ليمنع ظهور أية صفحة فيها صورة غير مناسبة.

7- امنع عنه رفاق السوء ولكن برفق وبالتدريج وليس بطريقة تجعله يتمسك بهم أكثر، واحرص على التحقق دائمًا من أخلاقيات رفاقه، وإذا كان هناك من يشجعه على مشاهدة هذه الأفلام أو الصور أو المعلومات أو يعرضها عليه، تواصل مع أهل صديقه، وتحدث معهم عن طرق للتعامل مع الموقف دون اتهام طفلهم مباشرة.

8- لا تعاود طرح موضوع مشاهدة الفيلم معه وتصر على التركيز على الأمر بعد حدوث ذلك وتحدثك معه، ولا تظهر اهتمام وخوف مبالغ فيه أمام طفلك لأن إهمالنا للأشياء يبعد أطفالنا عنها سواء في الإيجابيات أو السلبيات والعكس يزيد من تعلقه بها.

 

أولادنا أمانة في أيدينا، لذا احرصوا على كسب صداقتهم منذ الصغر واحتوائهم، وكذلك التعامل معهم بصراحة وشفافية واهتمام، حتى تتمكنوا من التغلب على الصعوبات التي تواجههم في حياتهم بطريقة صحيحة وتعزز من ثقتهم بأنفسهم عند الكبر.