أصبحت الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية من أساسيات الحياة التي تركت بصمة واضحة في حياتنا، فلا يوجد منزل يخلو من لابتوب أو هاتف ذكي بأحدث المواصفات، خاصةً مع تطور التكنولوجيا، وتعدد طرق التواصل الاجتماعي، التي تقربكِ من أصدقائكِ وأفراد عائلتكِ، وتسهل التواصل مع الجميع. وعلى الرغم من جميع هذه المميزات، فإنها في الوقت ذاته تبعدكِ عن صغيركِ، وتبني حواجز كبيرة بينكما وأنتِ لا تشعرين. تعرفي معنا على تأثير التكنولوجيا على الأسرة، وكيفية تقوية علاقة الأم بأطفالها من خلال هذا المقال.
هاتفكِ المحمول يؤثر سلبًا على صغيركِ، ولا أعني هنا الأشعة والموجات المنبعثة من الهاتف، بل استخدامكِ لتليفونك معظم الوقت. ويؤثر استخدام الهاتف المحمول طوال الوقت على نفسية صغيرك كثيرًا، فهو يراكِ منشغلة به عنه، فيفسر ذلك بأن هناك شيئًا آخر يشاركه اهتمامك به. وهنا يشعر طفلك بالغيرة والإحباط، ويؤثر الأمر على صحته النفسية، وقد يفقد مع الوقت اهتمامه بكِ أيضًا، ويصبح أكثر انطوائية. لذا فإن طفلكِ يحتاج إلى التواصل المباشر معكِ بشكل مستمر، لأن ذلك يعمل على تنمية المهارات الاجتماعية لديه، ويعزز ثقته بنفسه، وقدرته على التعبير عن نفسه، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين. يمكنك معرفة المزيد عن كيفية التطوير من مهارات التواصل لدى طفلك من هنا.
إضافة إلى ذلك، فأنتِ القدوة الأهم في حياة طفلك، فطوال الوقت هو يتعلم منكِ، ويحاكي أفعالكِ وتصرفاتكِ. وعندما يعتاد على رؤيتك منهمكة في استخدام هاتفكِ، قد ينعكس ذلك عليه أيضًا، ويفقد مهارات التفاعل والتواصل مع الآخرين، وقد يتجه إلى التعامل الصامت مع التليفزيون والأجهزة الإلكترونية الأخرى. فتذكري أن ما تفعلينه الآن، سيفعله طفلك غدًا، وعندما يكبر سيكون لديه هو الآخر الهاتف الخاص به، وسينشغل به عنكِ، بل عن أنشطة أخرى مفيدة له كالقراءة والتلوين والرسم واللعب الحركي وحينها ستجنين ثمار ما زرعتِه.
إذا كنتِ ترغبين في تجنب الآثار السلبية لدخول التكنولوجيا إلى كل بيت، واختراقها كل تفاصيل حياتنا، وتقوية علاقتك بطفلك، اتبعي هذه الخطوات:
1- توقفي عن تصفح الهاتف في أوقات تجمع الأسرة، مثل: وقت تناول الغداء، أو وقت لعبكِ مع طفلكِ، واجعلي تلك قاعدة محظورة على الجميع حتى الضيوف.
2- اشرحي لطفلك أهمية استخدامك الهاتف إذا كان لديكِ أمر ضروري ولا يؤجل، واختصري وقت المكالمة قدر الإمكان، وعودي إليه وعوضيه عن تلك الدقائق.
3- اتفقي مع زوجكِ على بعض القواعد الخاصة بتقنين استخدام الهاتف المحمول في المنزل، مثل: عدم استخدام الهاتف بعد الساعة الثامنة، أو عدم الرد على مكالمات العمل بعد العودة إلى المنزل.
4- رسخي في ذهن طفلكِ منذ الصغر أهمية مفهوم العائلة وقدسيتها، وأكدي له أن لها الأولوية الأولى في الحياة. اجعليه يرى ذلك في تصرفاتكِ معه، عن طريق إعطائه القدر الكافي من الرعاية والاهتمام، وعدم انشغالكِ عنه.
بالطبع، ليس مطلوبًا منكِ تكريس كل وقتكِ لطفلكِ فقط، فمن حقكِ الحصول على وقتكِ الخاص. وكذلك فإنه من الضروري لصحة طفلكِ النفسية، وبناء شخصيته المستقلة، أن تكون هناك مساحة من الحرية للطفل، وعدم ملاحقته طيلة الوقت.
أغلى ما يملكه الإنسان في حياته وقته وأطفاله، والوقت الذي يمر لا يعود ثانية، وخسارة حب الأبناء كذلك. ضعي هاتفكِ المحمول جانبًا، ولا تهدري المزيد من تلك اللحظات الثمينة مع طفلكِ التي لا تعوض بثمن. ولكي تضمني ذلك، حددي لنفسك وقتًا خاصًّا مع طفلك، لا تفعلين فيه شيئًا إلا الجلوس معه، وممارسة نشاط يحبه معه. بغض النظر عن كمية الوقت الذي تقضينه مع طفلك كل يوم، المهم هو أن يكون وقتًا لا يُنسى، ويخلو من الشد العصبي، الذي يزيد من وجوده المؤثرات الخارجية، وأولها الهواتف المحمولة والشاشات بشكل عام.
أخيراً، تأثير التكنولوجيا على الأسرة ليس ضعيفًا، ولكي نكون منصفين، التكنولوجيا لها تأثيرات إيجابية عديدة، ولكن دخولها بشكل زائد عن الحد في حياتنا اليومية، يقلل الروابط الأسرية والمجتمعية. لذا احذري منها، ولا تنسي أن علاقة الأم بأطفالها مفتاحها مع الأم، وليس الأبناء.
المصدر: موقع "سوبر ماما"
أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"
وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم
يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال