إن كل طفل فريد من نوعه لديه من الذكاء والقدرات والمواهب التي يختلف بها عن غيره، ومهمتنا تجاه أطفالنا هي مساعدتهم في إيجاد الأنشطة التي تجذب انتباهم وتزهر خيالهم كثيرا لدرجة أن يمارسوها دون أن يطلب منهم ذلك، ثم نجد أنفسنا نسأل عن كيفية المساعدة في العثور على مواهبهم ومساعدتهم في رعايتها؟
من حرص الآباء على أن ينجح أطفالهم في شتى المجالات قد يلزمون الأطفال بالعديد من الأنشطة لفترات طويلة. ومن أجل إرضاء آبائهم بالرغم من عدم محبتهم لتلك الأنشطة تقوم الأطفال بذلك. لذلك فالأصح، أن نجعلهم يختارون بأنفسهم ما يريدون ولا يضطرون إلى إرضاء أي شخص وعلينا فقط المراقبة والمساعدة في اكتشاف قدراتهم ومواهبهم وتطويرها.
إن الأطفال لا يتعرفون عادة على مواهبهم الخاصة بسهولة، فهم سوف يحاولون تتبعها بشكل غريزي ولكن غير مباشر. على سبيل المثال “قد تجد طفلك مهتما بالألوان والرسم، وذلك قد يدل على أن لديه موهبة الرسم، وقد تجد الطفل يميل إلى سماع الموسيقى ويحب الإيقاع والعزف. راقب هل يحب الأنشطة الجماعية أو العمل بمفرده. وهل تجد طفلك يقوم بحساب الأشياء ويهتم بالرياضيات أم لا.” وهكذا إذا لم نراقب جيدا ما يحبه أطفالنا وإذا لم نجد فرصا لإزدهار تلك المهارة فستظل مكبوتة طوال سنوات نمو الطفل.
– راقب طفلك أثناء اللعب. خصص وقتا لمشاهدته وهو يلعب. ولا تعتقد أن لعب طفلك تافه، فقد تعكس تصرفاته أثناء اللعب الاهتمامات الطبيعية والفردية والقدرة العقلية وغيرها. قم بتخصيص دفتر تدون فيه أشياء مثيرة للاهتمام يقوم بها طفلك أثناء اللعب، وقد يمنحك هذا نظرة ثاقبة لمعرفة مواهبة ومهارته.
دائما كآباء نريد أن ندعم أطفالنا بأفضل الطرق ولكن قد تعوق القواعد والانضباط وبعض الأمور الأخرى السماح للأطفال بالعمل لتحقيق أحلامهم، لذلك من المهم أن يبني الآباء علاقة صحية مع أطفالهم مبنية على الحب والدعم لتكون هي العون. تحدث مع طفلك حول ما يحب ويفضل ويجيد عمله وما لا يراه مفضلا بالنسبة لك. ومن خلال تلك المحادثات سيوضح طفلك رؤيته حول قدراته الخاصة، فلا تستبعد فكرة أن العديد من الأطفال يعرفون مواهبهم أفضل من أى شخص أخر.
إذا رأيت أن طفلك يحب الموسيقى والرسم وساعدته بإشراكه في تعلم العديد من الآلات الموسيقىة وتدريبات الرسم المختلفة فسيجعله هذا يشعر بالضغط لتحمله العديد من الممارسات. لذلك، يعتبر من أهم عوامل اكتشاف الأطفال ما يحبونه هو الحصول على الحرية والاختيار بأنفسهم. يمكنك أن تلحقه بدروس البيانو مع إخباره بأنه إذا لم يشعر بالراحة خلال ستة أشهر فيمكنه استكشاف شيء آخر. ومن خلال الاستكشاف سيعثر طفلك على اهتماماته عندما يشعر أن اتخاذ القرارات يعود إليه.
قد يبدأ بعض الأطفال في إيجاد شغفهم وميولهم في الرابعة من عمرهم ولكن قد لا يجد غيره ذلك. تظهر بعض الأبحاث أن العديد من الأطفال قد لا يعثرون على شغفهم أو مواهبهم حتى المرحلة الإعدادية. فلا تيأس وراقبهم جيدا وكن دعاما لهم في أى وقت فهذا هو أكثر ما يحتاجونه.
بعد اختيار نشاطين أو أكثر وممارستهم لهم. من السهل أن يشعر الطفل بالإحباط ما لم يتعلم بسرعة كافية كتعلم البيانو الذي لا يحدث بسرعة مثلا. فهناك بعض الأنشطة التي قد تستغرق سنواتا من أجل إحراز تقدم، وهنا عليك تشجيع طفلك على الاستمرار من خلال فكرة وجوب القيام بالكثير من التمرس لتحسين القدرة والمهارة. ضع جانبا توقعاتك الخاصة وتفهم أن طفلك يعمل على هدف طويل المدى. وتذكر أن الثناء على جهوده مهم جدا في كل خطوة. امدحه على عمله الشاق واكسب ثقته وزد من قدرته على التحمل في تطوير مهاراته. ونتيجة لذلك سيطلق طفلك العنان لمواهبه وتطويرها، كما أنه أيضا سينشأ بشخصية إيجابية.
– “لا بأس من ارتكاب الأخطاء”. تلك المقولة مساندة وداعمة له أثناء اكتشاف مواهبه، فحينما يجدك معه تدعمه حين يخطأ ستجعله يتعلم قاعدة أننا جميعا نخطئ. وفي الحقيقة نحن نتعلم من أخطائنا أكثر، فالفشل أحيانا ضروري للنمو. حينها سيدرك طفلك هذا الدرس، وسيدرك أن الأخطاء هي فرص للنمو وتعزيز المهارات والقدرات بل أيضا ستساعده في اكتشاف نفسه وقدراته.
قد يستمر طفلك لسنوات يمارس نشاطا معينا وقد يحرز أيضا فيه العديد من النجاحات، وقد تجده في أوقات غير مهتما به بالرغم من أنه موهوب جدا فيه، ومن ثم قد يتخلى عن هذا النشاط! بالطبع، من السيء أن ترى طفلك بعد سنوات يتخلى عن نشاط هو موهوب فيه إلا أن التوقف عنه قليلا قد يجعله يكتشف حقيقة أنه كان يستمتع بهذا النشاط فقط وبالتالي سيجد شغفه الحقيقي في الالتحاق بنشاط أخر.
قد يستغرق اكتشاف موهبة طفلك بعض الوقت، للكشف حقا عن الأفكار والقدرات والاهتمامات. المواهب ستسمح للأطفال بالتعلم من أخطائهم والعثور على طريق النجاح أثناء متابعة أحلامهم ليصبحوا سعداء مدى الحياة. لذا ادعم مواهب أطفالك وكن معهم فيها!
المصدر: موقع "فَنٌور"
أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"
وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم
يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال