توصل العلماء إلى أنَّ الاعتماد على هاتفك الذكي بدلاً من عقلك لتخزين المعلومات المهمة لا يُفسِد ذاكرتك، بل على العكس تماماً، قد يمكّنك من تعزيز قدرتك على تذكر الأشياء الصغيرة التي قد تنساها بسرعة، بحسب دراسة صحيفة The Times البريطانية الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022.
ومع انتشار الهواتف الذكية في كل مكان، فإن معظم الناس يحملون الآن مليارات من صفحات الويب والتقويم والمفكرة والآلة الحاسبة ودفتر العناوين في جيوبهم، ويمكنهم ضبط الهواتف لتوفير التنبيهات والتذكيرات للمهام أو الأحداث أو المواعيد. فيما أثار خبراء مخاوف من أنَّ المستخدمين العاديين قد يعانون من "الخرف الرقمي"، حيث قالوا إنَّ قدرة عقولهم على الاحتفاظ بالمعلومات تزداد سوءاً مع اعتمادهم على أجهزتهم.
لكن وجدت دراسة أنَّ العكس يمكن أن يكون صحيحاً. إذ يمكن أن يؤدي تخزين المعلومات المهمة على هواتفنا الذكية إلى تحرير ذاكرتنا لتخزين كمية أكبر من المعلومات الأقل أهمية؛ مما يسمح لنا بالاحتفاظ بمزيد من المعلومات عبر بنوك ذاكرتنا الداخلية والإلكترونية. لطالما استخدم الناس "إشارات خارجية"، التي قد تشمل ضبط المنبهات، وكتابة الملاحظات، وترك العناصر في أماكن لافتة للنظر أو ربط عُقدة في منديل. والهواتف الذكية هي ببساطة أحدث إصدارات من هذه الإشارات.
وأخذ الباحثون 158 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 18 و71 عاماً وعرضوا عليهم ما يصل إلى 12 دائرة مرقمة على الشاشة. ستظهر بعض الدوائر لفترة وجيزة باللون الوردي أو الأزرق قبل أن تتلاشى جميعها إلى اللون الأصفر؛ مما يشير إلى أنه يجب سحبها إما إلى الجانب الوردي أو الأزرق من الشاشة. وصُنِّفَت بعض الدوائر على أنها "ذات قيمة عالية"، والبعض على أنها "منخفضة القيمة" والبعض الآخر على أنها صفرية.
كان على المستخدمين أن يتذكروا أي جانب من الشاشة يسحبوا الدوائر إليه من أجل ربح النقاط. في بعض التجارب، كان عليهم الاعتماد على ذاكرتهم الخاصة. وفي حالات أخرى، يمكنهم ضبط تذكير إلكتروني.
وجد الباحثون أنَّ المشاركين في الدراسة يميلون إلى استخدام الأجهزة الرقمية لتخزين المعلومات حول الدوائر الأعلى قيمة. وقد أدى ذلك إلى زيادة الدقة بنسبة 18%. ووجدوا أيضاً أنَّ استخدام التذكيرات الإلكترونية للدوائر عالية القيمة أدى إلى زيادة الدقة بنسبة 27% عند التفريق بين الدوائر ذات القيمة المنخفضة والدوائر الصفرية، اعتماداً على الذاكرة الشخصية، وعدم تعيين تذكيرات إلكترونية.
كما ذكرت الدراسة، التي نُشرت في دورية "Journal of Experimental Psychology: General" أنه عندما يخزن الناس معلومات مهمة على جهاز خارجي، فإنَّ أدمغتهم تميل إلى حذف تلك المعلومات، وإعادة تخصيص هذه المساحة لـ"محتوى منخفض القيمة".
وقال الدكتور سام غيلبرت، من معهد علم الأعصاب الإدراكي بكلية لندن الجامعية: "تظهر النتائج أنَّ أدوات الذاكرة الخارجية تعمل. وبعيداً عن التسبب في الخرف الرقمي، يمكن أن يؤدي استخدام جهاز ذاكرة خارجي إلى تحسين ذاكرتنا للحصول على معلومات لم نحفظها قط [إلكترونياً]".
أضاف: "لكننا بحاجة إلى الانتباه إلى صنع نسخة احتياطية من المعلومات الأهم. وإلا، إذا فشلت إحدى أدوات الذاكرة، فلن يتبقى لنا سوى معلومات أقل أهمية في ذاكرتنا".
المصدر: موقع "عربي بوست"
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال