نعرف جميعاً أن فيسبوك ينتهك خصوصيتنا، مع ذلك، يقلل الكثيرون من شأن مدى تطفّله على حياتنا الشخصية. لكن الأمر أسوأ مما يمكنك تخيّله، فلا يقف تطفّل فيسبوك عند التجسس على اهتماماتنا وأنشطتنا، بل يمتد الأمر إلى نمط حياتنا وانحيازاتنا السياسية وأعمق أسرارنا ومسائل شخصية أخرى نودّ على الأرجح ألا نخبر بها أحداً.
إن فيسبوك يراقبك عن كثب لدرجة أنه يعرفك أكثر مما تعرف نفسك. ومثلما ستدرك في القريب العاجل، فإن حذف حسابك على فيسبوك أو حتّى رفض استخدامه أو أيّ من الخدمات ذات الصلة به لن يمنعه من تتبّعك. فموقع فيسبوك يؤسس صفحة شخصية لك ويُبقي عليها، حتّى وإن لم تكن تستخدم أياً من خدماته. وهذا ليس سوى غيض من فيض.
يعرف موقع فيسبوك توجّهك الفكري السياسي، حتّى وإن لم تكن قد أفصحت عنه عبر أي من تطبيقاته ولم تضغط قطّ زر الإعجاب بصفحة أحد المرشّحين الانتخابيين. ويحدد فيسبوك ميولك السياسية عبر فحص أنشطتك من خلال خدماته. والطريقة التي يصنّف بها قناعاتك السياسية ليست واضحة. ويعتقد محللون أن الموقع يتتبع تفاعلك مع المؤسسات السياسية.
يعرف فيسبوك حينما تكون على علاقة عاطفية، قبل أشهر من إعلان هذا على صفحتك الشخصية. فبفضل تحليل مليارات (أو حتّى تريليونات) البيانات، بإمكان فيسبوك التنبؤ بأفعالك.
يعرف فيسبوك أن شيئاً ما سيحدث قريباً حينما يلاحظ زيادة مفاجئة في التعليقات والمشاركة بين شخصين. ففي المتوسّط، ينشر من يُتوقّع ارتباطهم عاطفياً على حسابات بعضهم البعض 1.53 منشور في اليوم قبل 85 يوماً من إعلام ارتباطهم رسمياً. ويزداد ذلك إلى متوسط 1.67 منشور في اليوم قبل بدء العلاقة بـ 12 يوماً.
إلا أن وتيرة تلك المنشورات تتباطأ قليلاً حين يبدأ المُحِبَّان علاقتهما. وبشكل عام تقل تعليقاتهما، ورسائلهما، وتفاعلهما. إلا أن هذا التقليص لا يعني شيئاً سيئاً. وإن كانت له دلالة، فهو يعني أن العلاقة صحيّة. وتحتوي التعليقات التي تُنشر بعد بدء العلاقة، وكذلك الرسائل والتفاعلات دائماً على محتوى أكثر قيمة من تلك التي أرسلاها لبعضهما البعض قبل بدء العلاقة.
يحتفظ موقع فيسبوك بتفاصيل كل مكالمة، وكل رسالة نصية، وكل رسالة متعددة الوسائط ترسلها أو تستقبلها. ويحتفظ كذلك بكل شيء بخصوص تلك المكالمات الهاتفية، بما في ذلك الأسماء، وأرقام المتصلين وبيانات مستقبلي الرسائل، والتواريخ، والمواقيت، ومدّة المكالمات الهاتفية.
ولحسن حظ مستخدمي نظام تشغيل iOS، هذا الانتهاك الصارخ للخصوصية يلحق فحسب بمستخدمي نظام تشغيل أندرويد، إذ لا تتيح شركة آبل للتطبيقات الوصول إلى مثل هذه المعلومات.
ومثلما هو الحال دوماً مع فيسبوك، أنكر فيسبوك الوصول إلى سجلات المكالمات والرسائل الخاصة بمستخدمي أندرويد دون إذنهم. وهذا صحيح إلى حد ما، لأن تلك الخاصية كانت تلقائية في الإصدارات الأولى من أندرويد، فلقد كنت توافق على تلك الشروط تلقائياً عبر تنزيل تطبيق فيسبوك واستخدامه.
الكثيرون لا يستخدمون موقع فيسبوك أو حذفوا حساباتهم إثر مخاوف متعلقة بالخصوصية، ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم بمنأى عن إزعاج فيسبوك. إن فيسبوك يكترث بشأنك حتّى وإن لم تكن تستخدم خدماته. فهو يعرف أنك على قيد الحياة، وعلى الأرجح أعدّ لك حساباً على فيسبوك.
فالجميع لديهم حسابات على موقع فيسبوك، طالما لديهم أصدقاء يستخدمونه، أو أصدقاء لأصدقائهم، أو أصدقاء لأصدقاء أصدقائهم .. إلخ. وتلك الحسابات المُسماة بـ "حسابات الظل" حرفياً ليست مرئية بالعين المجرّدة، إذ توجد فحسب على خوادم تشغيل موقع فيسبوك.
اكتسب غوغل سمعة سيئة لاهتمامه البالغ بالمعلومات المتعلقة بموقعك، إلا أن ثمّة موقعاً ينافسه سِراً، ونتغاضى عنه في المسائل المتعلقة بـ "سرقة بيانات المواقع المكانية"، وهذا المُنافس هو فيسبوك.
يعرف فيسبوك مكانك في كل لحظة. وإن كنت تشعر بأن ذلك أمر مريب، فلتعرف أيضاً أنه يخزّن تلك المعلومات على خوادمه. لذا فهو يعرف كل مكان ذهبت إليه، حتّى تلك الأماكن التي نسيت أنك زرتها يوماً.
تتبّعك شركة فيسبوك باستخدام تطبيق فيسبوك على هاتفك، فالتطبيقات تتبّعك طوال الوقت، حتّى وإن لم تكن تستخدمها. ويعرض فيسبوك على الجميع خيار الحد من خواص التتبع المتاحة للتطبيق، أو يمكنك حتّى إلغاء تلك الخاصية كلياً، لكن بعض المستخدمين قد لاحظوا أن فيسبوك ما زال يتتبعهم حتّى حينما أوقفوا عمل تلك الخاصية.
يعرف فيسبوك ما إذا كنت نائماً أو مستيقظاً. وبإمكان أي شخص -يعرف القليل عن البرمجة بما يؤهّله لاستخلاص تلك المعلومات من تطبيق المراسلة على فيسبوك- أن يعرف نمط نومك.
يشمل فيسبوك خصائص تحدد المواقيت التي تستخدم فيها التطبيق على أي من أجهزتك. وبكودٍ منوط به يستطيع معرفة حالة جميع من هم ضمن قائمة أصدقائك، يمكن للمرء معرفة ما إذا كان أصدقاؤه متصلين بالإنترنت، أو غير متصلين، أو متصلين دون تفاعل. ويمكن استخدام تلك المعلومات لاحقاً لتحديد المواقيت التي تنام فيها وتستيقظ.
إذا كنت تستخدم فيسبوك عبر حاسوبك الشخصي، فها نحن نحيطك علماً أن فيسبوك يتتبع حركة الفأرة على شاشتك. فخلال تحقيقات الكونغرس الأمريكي بشأن فضيحة بيانات فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا في عام 2018، كشف فيسبوك عن تتبّعه لحركة مؤشّر الفأرة ليحدد ما إذا كان المستخدم بشرياً أم روبوتاً.
وكان ذلك سيعد عذراً جيداً للغاية، إلا أن فيسبوك قد كشف الحقيقة قبل سنوات قليلة من تلك الواقعة، حينما قال إنه يتتبّع حركة الفأرة لمعرفة الإعلانات التي يضغط عليها المستخدمون أو يتوقّفون عندها بالمؤشّر. وفي أحد التصريحات، أشار فيسبوك إلى أنه يتتبّع حركة مؤشّر الشاشة ليعرف الإعلانات التي تستهوي المستخدمين.
في عام 2017، عثر الكاتب بموقع Gizmodo، كشمير هيل، على قريبته حينما اقترح فيسبوك عليه إضافتها كصديقة. لم يكن لدى الاثنين أي أصدقاء مشتركين، ولهما أسماء عائلة مختلفة، ولم يلتقيا منذ 35 عاماً، ومع ذلك، علم فيسبوك أنهما من عائلة واحدة.
إن موقع فيسبوك لا يعتمد فحسب على جهات الاتصال المتاحة على هاتفك والحسابات الظلّية لاقتراح إضافة "أشخاص قد تعرفهم"، بل يستخدم أيضاً مكانك، وتقنيات التعرف على الوجوه، حتّى إنه يشتري البيانات من تطبيقات أخرى. حتى إن إحدى الطبيبات النفسيات قد علمت أن مرضاها يُرشّحون لبعضهم البعض عبر الموقع.
المصدر: موقع "عربي بوست" الإلكتروني
تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل
بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية
الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال