طُرق وفوائد تعليم البرمجة للأطفال

طُرق وفوائد تعليم البرمجة للأطفال

لم يعتد جيل الكبار التعامل مع التكنولوجيا بشكل مكثف مثلما يفعل أبناؤنا الآن، بل قد يلجأ بعض الآباء لأطفالهم ليشرحوا لهم كيفية استخدام التطبيقات على الهاتف، ولأن تعامل الأطفال مع التكنولوجيا سلاح ذو حدين، يبحث كثير من الأهل عن كيفية استغلال التكنولوجيا لتعليم الأطفال مهارات جديدة، والبرمجة من الأنشطة الإبداعية التي يمكن لأي طفل المشاركة فيها، وعلى الرغم من أنها تبدو صعبة على مداركه وأن الطفل قد لا يهتم بعلم الخوارزميات وغيرها، فإنه قد يستمتع بإنشاء لعبة أو تصميم موقع بسيط وغيرها من الأنشطة المرحة التي تتضمنها البرمجة، في هذا المقال نقدم لكم بعض الطرق لتعليم البرمجة للأطفال مع أهم فوائدها.

 

بعض طُرق تعليم البرمجة للأولاد:

إن البرمجة هي توجيه الكمبيوتر للقيام بشيء ما من خلال مجموعة من الأوامر الهدف منها الوصول إلى نتيجة محددة، وتُستخدم البرمجة في تشغيل التطبيقات على الهواتف الذكية وتنفيذ الألعاب على وحدات التحكم، وتدخل البرمجة في معظم الأشياء التي يستخدمها طفلكم تقريبًا على الهاتف أو الحاسوب، مثل المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وفيما يلي بعض الطرق لتساعدكم على ذلك:

- اشرح لطفلك لغات البرمجة: إذا كانت البرمجة إخبار الحاسوب بما يجب القيام به، فيجب أن تكون هناك طريقة محددة للتواصل معه، ما تُعرف بلغة البرمجة، ويُوجد أكثر من لغة للبرمجة كل منها يُستخدم لأهداف مختلفة، ومنها:

1. سكراتش (Scratch): لغة برمجة قائمة على استخدام فكرة شبيهة بالمكعبات كل منها يحمل جزءًا من الأوامر، وعلى الطفل سحبها وترتيبها لبناء الشخصيات والألعاب.

2. جافا سكريبت (JavaScript): تُستخدم لأشياء مثل المواقع والتطبيقات الأخرى والألعاب التفاعلية.

3. جافا (Java): واحدة من أكثر لغات البرمجة شيوعًا والأكثر استخدامًا، وهي المستخدمة في تصميم اللعبة الشهير ماين كرافت Mine craft، يمكن للأطفال من خلالها تعلم كيفية بناء ودمج تعديلات Minecraft الخاصة بهم.

- شجع الطفل على الاهتمام بالبرمجة: بعد اختيار لغة البرمجة المناسبة لاحتياجات طفلك، حاول إثارة حماس الطفل لتعلم كيفية البرمجة، من خلال ربط البرمجة بالأشياء التي يستمتع بها الطفل.

-علم الطفل أساسيات البرمجة: قبل أن يبدأ الطفل، وحتى يتمكن من فهم البرمجة، يجب أن يتعلم أساسيات لغة البرمجة وإلا سيجد الأمر صعبًا، ويفقد اهتمامه بها، لذا اجعل الطفل يبدأ بقراءة الكتب المبسطة أو صفحات الإنترنت التي تشرح أساسيات البرمجة.

- الانضمام إلى نادي البرمجة: مثل أي نشاط آخر، يُوجد عديد من الأماكن التي تقدم كورسات لتعليم البرمجة للأطفال، أو بعض المجموعات على صفحات التواصل التي تضم عديدًا من المهتمين بالبرمجة وتقدم معلومات وأساسيات البرمجة بطريقة مبسطة، وتساعد هذه الطريقة على تفاعل الطفل من خلال الفيديوهات الحية، التي يمكن من خلالها السؤال عن الأشياء التي لا يستوعبها.

- التطبيقات: يتوافر على متجر التطبيقات عديد من البرامج المبسطة التي تشرح للطفل أساسيات البرمجة بشكل مرح ومناسب لاستيعابه.

 

فوائد تعليم البرمجة للأطفال:

على الرغم من صعوبة تخيل أن عقل الطفل الصغير سيستوعب البرمجة، فإن تعليم البرمجة للأطفال أصبح واقعًا بفضل عديد من التطبيقات والمعكسرات الصيفية والمواقع وغيرها، وتعلم البرمجة من الأنشطة التي لها عديد من الفوائد الذهنية والمعرفية للأطفال، التي تشمل:

1- فهم العالم بشكل أفضل: معظمنا لا يعرف ما الذي يجعل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو تعمل، يمكن أن تغير معرفة أساسيات البرمجة الطريقة التي يتفاعل بها الطفل مع التقنيات التي يستخدمها.

2- نشاط ممتع: بينما تعتمد البرمجة على المنطق، فهي أيضًا نشاط إبداعي للغاية، فإذا تمكن الطفل من تعلم البرمجة، يمكنه تطوير التطبيقات وألعاب الفيديو والمواقع الإلكترونية ومزيد من الأشياء.

3- تعزيز القدرة الإبداعية للطفل: عندما يتعلم الطفل لغة، فإنه يستخدمها للتعبير عن نفسه، وهو ما يحدث عند تعلم الطفل البرمجة، يحول تعلم البرمجة الطفل من مستهلك للتكنولوجيا إلى مبدع، بدلًا من استخدام الألعاب والتطبيقات، سيحاول تخيل صنع لعبة فيديو خاصة به.

4- تحسين قدرة الطفل على حل المشكلات: عندما يبرمج الطفل، فإنه سيتعلم كيفية تحويل مشكلة معقدة ويقسمها إلى أجزاء أصغر، ويتعلم الطفل كيف يكون التعامل مع المشكلة بالطريقة التي يتعامل بها مهندس البرمجيات باستخدام التفكير المنطقي الحسابي.

5- البرمجة تحسن المثابرة: تعلم البرمجة، مثل أي تخصص جديد، يمثل تحديًا، وبالتالي، فإن معالجة المشكلات المعقدة، وارتكاب الأخطاء على طول الطريق، يعلم الطفل مهارة المثابرة في مواجهة مثل هذه التحديات.

 

ختامًا، فإن تعليم البرمجة للأطفال من الأنشطة الإبداعية المفيدة التي تساعدهم على استغلال الوقت، وتعزز مهاراتهم الذهنية والمعرفية، واحرصوا على ألا يقضي الطفل وقتًا طويلًا أمام شاشة الهاتف أو الحاسوب، حتى لا يؤثر الأمر في مهاراته الاجتماعية.