لم أكن أعرف أنا والكثيرون من جيلي ونحن صغار معنى آخر لكلمة "ديزني" سوى أنّها "كرتون"، كانت الرسوم المُلوّنة تتحرك في سحرٍ عجيب، لتحكي قصة خيالية لطيفة، اعتدنا أن نُشاهدها بأعين متسعة، وقلوب تدق بفرحٍ ولهفة. ومن وقتها وعلى مدار 100 عامٍ تقريباً، أصبح ذلك الفأر المُلقب بـ"ميكي ماوس" رمزاً لكل ما هو صغير وجميل.. وبريء أيضاً.
ديزني التي كانت أسطورة، في عالم الإنتاج والتوزيع لأفلام الرسوم المتحركة حول العالم كله، بخلاف امتلاكها للعديد من شركات الإنتاج الكبرى، والحدائق المفتوحة، وغيرها الكثير، أوشكت على السقوط. ولا أعني بذلك توقف أعمالها، بل أعني انهيارها في عيون وقلوب مئات الملايين من محبيها، الذين تربّوا على أفلامها، وصنعوا من خلالها ذكريات طفولتهم الثمينة.
السؤال الهام هنا، والذي يهمّ كل أُم: ماذا بعد ديزني؟
أين يُمكننا أن نجد مساحةً آمنةً لأطفالنا، فيها من الترفيه والمتعة البريئة، كما فيها من التركيز على الفضائل والصفات الحسنة، والتشجيع على الأفعال التي تتوافق مع معتقداتنا ومبادئنا؟
بعد تصريح ديزني الأخير على لسان مديرة الترفيه بالشركة كاري بيرك Karey Burke، وفي إطار المرحلة الجديدة التي دخلتها بالفعل استوديوهات والت ديزني منذ عدة سنوات، والتي تُسمى بـ"الصحوة"، لم يعد هناك مجال للشك في نوايا ديزني تجاه ما تنوي تمريره من الأفكار الشاذة التي تتعلق جميعها بالجنس، إلى الأطفال بداية من عمر ما قبل المدرسة وما بعدها.
وكأن ديزني تخبرنا بأن، نعم، كان هذا مقصوداً، وسيتم التخطيط له في المستقبل بشكل أوسع وأجرأ مما سبق. نعم، لم يعد يقتصر الأمر على تلمحياتٍ جنسية، أو مشاهد مريبة تحمل أكثر من معنى، نحن سنخبر أطفالكم عن كل الأفعال المشينة التي يُمكن أن يمارسها الإنسان في هذا العالم، وهم لهم مطلق الحرية في أن يفعلوا أو ألا يفعلوا ما سيُشاهدونه. الأمر بهذه البساطة.
هذه هي باختصار أجندة ديزني السياسية، وهي أن تصبح فكرة الاختلافات الجنسية بين الأفراد لدى الأطفال فكرة ضبابية، وأنه من المقبول بالنسبة لهم أن ينجذبوا لشخصٍ من نفس جنسهم، أو أنّ بإمكانهم أن يقوموا بتغيير جنسهم نفسه.
لذلك لم يكن غريباً أن يندلع غضب الأمهات -وأنا منهن- كالبركان، في وجه مؤسسة ديزني بالكامل، وقد تأثرت أنا شخصياً بمقالة لإحدى الأمهات في أمريكا بعنوان: "عزيزي ديزني: لقد كسرت قلوب هؤلاء الأمهات".
1- أول ما ورد في ذهني سريعاً هو اسم بيكسار Pixar، الاسم الغنّي بالمشاعر ولكن مع الأسف، لم تعد كذلك.
2- استوديو جيبلي Studio Ghibli مملكة الأحلام والجنون
3- بخلاف أفلام بيكسار القليلة التي سبقت عملية الدمج مع ديزني، وأفلام استوديو جيبلي، هناك بعض شركات الإنتاج الفنّي التي كانت لها تجارب ناجحة جداً في تقديم أفلام الرسوم المتحركة، هي ليست بشهرة اسم ديزني بالطبع، ولكنها أسماء معروفة بشكلٍ كبير لمحبي أفلام الأنيمشن بشكلٍ عام، والأشهر منها هو أفلامها ذات المحتوى الملائم للأطفال والتي نجحت بشكلٍ رائع، وأحبها الكثيرون حول العالم.
أولها شركة Warner Bros وهي شركة عريقة في مجال الإنتاج الفنّي بشكلٍ عام منذ ستينات القرن الماضي، ولها تجارب ناجحة كثيرة في مجال الرسوم المتحركة، منها Happy Feet، The Lego movie، Teen Titans Go! to the Movies. وغيرها.
هناك أيضاً الشركة ذات المقدمة الشهيرة لطفل يجلس فوق القمر وهو يحمل صنارة صيد وهي DreamWorks Animation للإنتاج الفني والتي تأسست عام 1994، ومن أشهر أفلامها سلسلة أفلام Shrek ، Madagascar ، Kung Fu Panda ،How to Train Your Dragon، Trolls ،The boss baby. وغيرها الكثير.
في النهاية، لم يعد هناك خلاف في أنّ ديزني قد قتلت نفسها بنفسها، حينما تبنّت فكرة غرس الأفكار التي تخالف قيم المجتمعات السويّة في عقول أطفال العالم، وهي تحصد الآن عاقبة هذا المخطط الكريه، على شكل حملات عالمية للمقاطعة والنبذ وتوجيه الاتهامات.
أما عن البديل الآمن، فبالنسبة لي ستأتي أفلام استوديو جيبلي في المقدمة، ليتساوى بعدها بقية أفلام الشركات الأخرى، والتي لا أستبعد أن تضمها ديزني إليها كما فعلت مع بيكسار، ضماناً لسيطرة أوسع على الأجيال الجديدة.
المصدر: موقع "عربي بوست" الإلكتروني
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال