ربما سمعنا جميعاً، بمختلف اللغات والثقافات، عن ذلك الثعبان الذي كاد البرد والجوع أن يقتلاه فأشفق عليه ذلك الإنسان الطيب المسالم واصطحبه إلى منزله ودفأه وأطعمه، وكانت النتيجة أن جاءت نهاية ذلك الإنسان بلدغة من الثعبان!
هكذا كانت السوشيال ميديا أو منصات التواصل الاجتماعي في بدايتها. كانت كذلك الثعبان، وحيدة باردة جائعة، فلا أحد يعرفها أو يتصور أنها ستنمو بتلك السرعة الهائلة، وخلال عقدين فقط أصبحت تحكمنا جميعاً وتتحكم فينا.
فعندما صمم مارك زوكربيرغ وثلاثة من رفاقه في السكن الجامعي تطبيقاً يهدف إلى اختيار "الأكثر جاذبية" بين طلاب جامعة هارفارد، وكان ذلك عام 2003، من كان يتخيل أنه بعد أقل من 20 عاماً، سيصبح زوكربيرغ "أخطر رجل في العالم"؟ وسيصبح "فيسبوك" السلاح الأكثر قدرة على التحكم في الحياة البشرية على الإطلاق؟
بدأت قصة الزعيم بين منصات السوشيال ميديا، فيسبوك، عام 2003 عندما صمم زوكربيرغ ورفاقه الثلاثة، إدواردو سافيرن وداستن موسكوفيتز وكريس هيوز، تطبيقاً إلكترونياً سموه فيسماش Facemash، كان عبارة عن صورة وبيانات شخصية لطلاب جامعة هارفارد الأمريكية. وكان الهدف الأساسي، والوحيد وقتها، من فيسماش، هو تصويت الطلاب على من يرونه أو يرونها "الأكثر جاذبية" بين طلاب الجامعة.
لكن "النجاح الضخم" الذي حققه فيسماش خلال عمره القصير للغاية جعل زوكربيرغ ورفاقه أكثر تصميماً على مواصلة مغامرتهم. وأنشأ زوكربيرغ، بمشاركة رفاقه سافيرين وموسكوفيتز وهيوز، شبكة اجتماعية تحت ذلك الرابط وسماها منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي.
وسرعان ما ازدادت شعبية المنصة الجديدة وانضم إليها غالبية طلاب هارفارد، ثم تم السماح لطلاب جامعات أخرى مرموقة مثل ييل وستانفورد بالانضمام للمنصة الجديدة. وبعد مرور نحو أربعة أشهر فقط على إطلاقها، أي خلال يونيو/حزيران 2004، انضم لفيسبوك دوت كوم أكثر من 250 ألف طالب من 34 جامعة أمريكية.
الآن وقد وصل العالم إلى هذه المرحلة المتأخرة للغاية من الوقوع تماماً تحت براثن وحش السوشيال ميديا، قد يتبادر للذهن تساؤلات من نوعية: وما المشكلة؟ أو أين المشكلة بالتحديد في السوشيال ميديا؟
في البداية، كان هناك احتفاء واضح بذلك التطور التكنولوجي الهائل، المتمثل في إنتاج الهواتف الذكية والدخول بضغطة زر إلى عالم السوشيال ميديا، بتطبيقاته ومنصاته المختلفة كفيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب وغيرها. ونبع ذلك الاحتفاء من زاوية عدم خضوع تلك المنصات الاجتماعية لسيطرة الحكومات، سواء الديمقراطية منها في العالم الغربي حيث نشأت تلك الشركات ونمت بسرعة الصاروخ أو الأوتوقراطية منها حول العالم.
ففي العالم العربي على سبيل المثال، لعب فيسبوك دوراً كبيراً في الحشد لثورات الربيع العربي أواخر 2010 ومطلع 2011، وفي مصر تحديداً أطلق البعض على ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 "ثورة الفيسبوك". لكن مع مرور الوقت، بدأت منصات التواصل الاجتماعي نفسها في التحول إلى أداة في أيدي الحكومات وأصحاب النفوذ، ولنا في مذابح ميانمار مثالاً ليس ببعيد.
فأمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي توجد قضية مرفوعة تتهم سلطات ميانمار بارتكاب جرائم إبادة جماعية ممنهجة بحق أقلية الروهينغا المسلمة، فما علاقة فيسبوك بالقضية؟ في عام 2018، قال محققون في مجال حقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة إن موقع فيسبوك لعب دوراً رئيسياً في نشر خطاب الكراهية الذي يغذي العنف، بينما يقول عملاق مواقع التواصل الاجتماعي إنه يعمل لمنع خطاب الكراهية.
المصدر: موقع "عربي بوست" الإلكتروني
تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل
بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية
الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال