إجابة هذا السؤال تحديداً كانت ظاهرة منذ اللحظة الأولى لميلاد فيسبوك، وتحديداً منذ إطلاقه أول مرة تحت مسمى فيسماش، الذي قررت إدارة جامعة هارفارد قتله في مهده ولم يستمر أونلاين سوى يومين فقط، وكان سبب إطلاق رصاصة الرحمة متعلقاً "بالخصوصية". كان زوكربيرغ، المطور الرئيسي للتطبيق، قد حصل على البيانات الشخصية للطلاب "بطريقة غير قانونية"، وهنا مربط الفرس وأحد أهم الأسئلة التي لا تزال مطروحة، حتى بعد أن تضخم "الوحش" وابتلع العالم أو كاد!
في عام 2006، بدأت قضية "الخصوصية" تمثل مشكلة كبيرة لفيسبوك، خصوصا عندما تم إدخال خاصية "شريط الأخبار News Feed" لأول مرة، حيث كان كل "نشاط" يقوم به المستخدم على صفحته الخاصة يظهر تلقائياً على حسابات جميع المشتركين؛ وهو ما أدى إلى تزايد الشكاوى من جانب المستخدمين للتطبيق.
وبدلاً من أن يلغي زوكربيرغ تلك الخاصية، أدخلوا عليها تعديلات تتمثل في "خيارات الخصوصية"، التي يمكن أن يتحكم من خلالها المستخدم فيما يظهر على حسابه الخاص أو "شريط الأخبار" الخاص به. وفي عام 2007، أضافت شركة فيسبوك خاصية "المنارة Beacon" تخطر المستخدمين بأي منتج اشتراه "صديق" لهم من منتجات الشركات المعلنة على فيسبوك.
هذه الخاصية تمثل بطبيعة الحال انتهاكاً ضخماً لخصوصية المستخدم، الذي يشتري منتج ما، كما تمثل إزعاجاً للمستخدم الذي يصله إخطار الشراء سواء لعدم اهتمامه بالمنتج من الأصل أو لأي سبب آخر. ومع كثرة الشكاوى من المشتركين، حذفت فيسبوك خاصية "المنارة"، وهذا الإجراء مهم للغاية. ففي ذلك الوقت كان فيسبوك لا يزال "طفلاً" لا يمكنه العيش بدون مستخدميه، الذين كانت أعدادهم بالملايين وقتها وبدونهم لا توجد إعلانات وسيموت "الطفل" الوليد، فجاءت الاستجابة السريعة بحذف الخاصية التي تنتهك الخصوصية!
شهد عام 2008 انفراد فيسبوك بصدارة منصات التواصل الاجتماعي بعد أن تخطى عدد مشتركيه عدد مشتركي منصة Myspace "ماي سبيس"، ليتواصل النمو الصاروخي للمنصة، رغم المخاوف من عدم احترام فيسبوك لخصوصية مشتركيه. وكشف استطلاع رأي أجري عام 2010 عن أن تلك المخاوف بشأن الخصوصية أمر واقع، حيث جاءت نسبة الرضا عن شركات التكنولوجيا الكبرى (وهذا هو تصنيف شركات التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا) لتضع فيسبوك في ذيل القائمة بنسبة رضا بلغت 5% فقط. وكان السبب الرئيسي وراء "عدم الرضا" متعلقاً بعدم احترام فيسبوك لخصوصية مشتركيها.
لكن قضية الخصوصية وانتهاكها وعدم الرضا عنها من جانب المستخدمين لم تقف عائقاً أمام استمرار النمو المطرد لفيسبوك، الذي أصبح الآن عملاقاً لا يقدر عليه أحد، إذ يتم فتح نصف مليون حساب جديد على "منصات" فيسبوك سابقاً، ميتا حالياً، كل يوم (فيسبوك وإنستغرام وواتساب)، وبلغ إجمالي مستخدمي فيسبوك 2.3 مليار شخص، و1.6 مليار مستخدم لواتساب ومليار مستخدم على إنستغرام، والعدد في ازدياد مستمر.
وإجمالاً هناك أكثر من 4.4 مليار شخص، من سكان العالم البالغ عددهم 7.7 مليار، يستخدمون الإنترنت، منهم 3.5 مليار شخص يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي، بحسب تقرير لموقعDiplomatic Council عنوانه "السوشيال ميديا تحكم العالم".
تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل
بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية
الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال