تمثل رحلة صعود فيسبوك إلى عرش منصات التواصل الاجتماعي وتحوله إلى واحدة من شركات التكنولوجيا العملاقة تجسيداً لمفهوم الوحش الذي غذيناه حتى ابتلع العالم أو كاد! فعندما بدأت شعبية تويتر في الارتفاع ومنافسة فيسبوك، أدخل الأخير خاصية "شريط الأخبار المباشر Live Feed" التي تجعل منشورات المستخدم أو الروابط الخبرية التي ينشرها على صفحته الخاصة تظهر لأصدقائه على فيسبوك، وهي الخاصية التي كان يتميز بها تويتر. ومع الحجم الضخم لفيسبوك مقارنة بتويتر، سرعان ما تم دمج Live Feed في الصفحة الرئيسية للمستخدم أو News Feed.
ووصف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إدخال فيسبوك لخاصية البث المباشر Live Streaming عام 2015 بأنه "يغير العالم ولكن ليس بالطريقة التي كانوا يأملونها". تلك الخاصية، التي سبقت فيسبوك إليها شركات أخرى منها تويتر، فتحت الباب أمام جميع المستخدمين لبث تفاصيل حياتهم والأحداث التي يشاركون فيها بشكل مباشر وفي وقت حقيقي عبر حسابهم على منصة التواصل الاجتماعي، مما طرح تساؤلات بشأن ما إذا كان فيسبوك قد أطلق العنان "لوحش" لا يمكن السيطرة عليه.
وفي هذا السياق، هناك ملاحظة لافتة للاهتمام تتعلق بفيسبوك وطريقة عمله، بخلاف عدم إعطاء أهمية تذكر للخصوصية أو بيانات ومعلومات مستخدميه الخاصة، وهذه الملاحظة هي كيفية تعامل فيسبوك مع أي شكل من أشكال المنافسة. فعندما تظهر منصة تواصل اجتماعي جديدة لها خاصية فريدة غير متوفرة في فيسبوك، يسعى القائمون على شركة فيسبوك سابقاً/ ميتا حالياً إلى "الاستحواذ" على المنصة الجديدة، أي شرائها بالكامل ودمجها في الشركة، أو الضغط على تلك المنصة؛ من خلال إضافة تلك الخاصية التي تميزها إلى فيسبوك أو "إطلاق منتج" جديد بنفس الخاصية!
حدث ذلك مع إنستغرام عام 2012، استحوذت عليه فيسبوك مقابل مليار دولار، ومع واتساب عام 2014، استحوذت عليه فيسبوك مقابل 19 مليار دولار. وبعد مرور سنوات، تحركت السلطات القضائية في الولايات المتحدة لاستصدار أحكام قضائية وتشريعات من الكونغرس لوقف "احتكار" فيسبوك لسوق منصات التواصل الاجتماعي.
وعلى مدى أكثر من 14 شهراً، كان مكتب المدعية العامة في ولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس، يحقق مع فيسبوك؛ بحثاً عن ممارسات محتملة مانعة للمنافسة، والأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، وقَّع 40 مدعياً عاماً على شكوى، وذلك بالتوازي مع تحقيقات لجنة التجارة الفيدرالية المتعلقة بمكافحة الاحتكار بشأن فيسبوك والتي كانت جارية منذ يونيو/حزيران 2019.
وفي مؤتمر صحفي، قالت جيمس: "منذ ما يقرب من عقد من الزمان، استخدم فيسبوك هيمنته وقوته الاحتكارية لسحق المنافسين الأصغر والقضاء على المنافسة.. باستخدام مجموعاتها الضخمة من البيانات والأموال، سحق فيسبوك أو أعاق ما اعتبرته الشركة تهديدات محتملة".
وما تقصده جيمس هو استحواذ فيسبوك على تطبيق إنستغرام عام 2012 مقابل مليار دولار، ثم الاستحواذ على تطبيق واتساب عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، وهو ما يطرح تساؤلاً منطقياً بشأن مرور سنوات طويلة منذ أن تمت الصفقتان، ولا بد أنهما خضعتا للتدقيق الفيدرالي وقتها، فلماذا تأخرت تلك التحركات؟ والسؤال الأهم هو، بعد مرور نحو 20 شهراً على ذلك التحرك، لماذا لا يزال فيسبوك/ميتا يواصل النمو حتى كاد أن يبتلع الكوكب برمته؟
المصدر: موقع "عربي بوست" الإلكتروني
تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل
بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية
الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال