كيف نجيب عن أسئلة الأطفال المحرجة؟

كيف نجيب عن أسئلة الأطفال المحرجة؟

بنظراتهم الحاذقة، ينكب الأطفال على آبائهم بأسئلة خاصة عنهم وعن أجسادهم، من أين أتوا؟ كيف غدت والدتهم حبلى؟ لِمَ يتشارك والديهم غرفة واحدة؟ بم يختلف جسد الفتى عن الفتاة؟ هل سيلحق بهم ما لحق بتلك السمكة النافقة؟ أين الله؟ كيف يبدو؟ ولم لا يتسنى لهم رؤيته؟ لماذا السماء زرقاء؟ وغيرها مما يتوارد إليهم من تساؤلات من حين إلى آخر، ويجد فيها الأبوان حرجا، يتلعثمان، ويتورد الخد قليلا، ومن المرجح أن يندفع الأب أو الأم إلى زجر الابن أو الابنة، ونهيه عن تكرار سؤال كهذا مجددا، باعتباره تعدّيا لحدود اللباقة والأدب. فكيف نجيب عن أسئلة الطفل المحرجة؟ وكيف نقدّم له إجابة وافية تلائم مستوى إدراكه ونمائه العقلي؟ وكيف نُجيب عن الأسئلة المتعلقة بالإله والجنس والموت والولادة؟ هذا المقال صيغ خصيصًا كي يجمع بين نصائح علماء النفس التربويين، وما يلائم ثقافتنا وعالمنا العربي وتساؤلات أطفالنا.

 

ما يجب أن تعرفه عن أسئلة الأطفال المحرجة

يُظهر استطلاع للرأي شمل 2000 من الآباء والأمهات أن 54% منهم لا يفارقهم الارتباك من أسئلة أطفالهم، مستصعبين الرد عليها، إما عن جهل أو خجل. وفي حين أن 47% من الآباء يجيبون بـ"لا أعرف"، فإن 28% يعترفون بمحاولة صياغة جواب مقنع، بصرف النظر عن صوابه، بينما تختار فئة كبيرة منهم البحث عن إجابة على جوجل والتظاهر بمعرفتها مسبقا.

يُحذّر عالم النفس "واين فليجينج" الآباء من جعل الخجل أو الإحراج عقبة أمام الإجابة عن سؤال الطفل. فتلك الأسئلة التي لا يتوانى الصغار عن طرحها في مرحلة الطفولة المبكرة، لها دور مهم في التطور المعرفي لديه، لتكون عونا له على توظيف المعلومات التي يحصل عليها لتشكيل مفاهيمه الخاصة، وصقل قدرته على التعاطي مع العالم المحيط بشكل أكثر إبداعا، لذا فإن تجاهل الإجابة عنها أو تعمد الاستجابة لها بشكل سطحي يؤثر سلبا على تطوره الإدراكي.


لماذا يطرح الأطفال الكثير من الأسئلة؟

أظهرت دراسة اضطلع بها باحثون من جامعة ميشيغان (جامعة بحثية أميركية) أن الفضول يلعب دورا رئيسيا في مرحلة الطفولة المبكرة، لذا يسأل الأطفال عدة أسئلة تبدأ بـ"لماذا" مدفوعين بالحاجة إلى الشرح، وهم بهذا يسعون إلى المعلومات لا إلى الاهتمام؛ ما ينفي الفرضية الشائعة بأنهم يفعلون ذلك لإطالة أمد المحادثة. فالطفل فضولي حيال نفسه ومِن أين جاء، وفي الوقت نفسه يتنامى لديه حس مفاجئ بجسده وبأجساد الآخرين.


ماذا أفعل عندما يباغتني طفلي بسؤال محرج؟

نسبة إلى نظرية التطور المعرفي لعالم النفس السويسري "جان بياجيه"، يتنقل الأطفال بين أربع مراحل نمائية تتغيّر فيها كيفية إدراكهم للعالَم من حولهم: في المرحلة الأولى والتي تبدأ منذ الولادة وحتّى السنة الثانية تتطور لدى الطفل عضلاته الحركية وحواسه، ولذلك تُسمّى هذه المرحلة بالمرحلة الحسّ حركية. بعدها تبدأ المرحلة الثانية والتي تمتدّ سنّ الثانية حتى سن السبع سنين، وتتميز بنماء القدرات اللغوية لدى الطفل بشكل متسارع، كما أن تفكيره الطفل في هذه المرحلة يكون متمركزًا حول ذاته، يبني فيها عالمه الخاصّ ولا يُميّز بين الواقع والخيال. ومن سن الـ7 إلى 11، تبدأ المرحلة الثالثة وفيها يدرك الطفل لا مركزيته وأن البشر يرون العالم بطريقة مختلفة عما يفعله، وهي مرحلة تحول رئيسية له. ثمّ يدخل الطفل المرحلة النمائية الرابعة من إدراكه، والتي يكون بعدها قادرا على التفكير واختيار أفكاره ومذهبه الديني مما تشربه من محيطه.

 

 

المصدر: الجزيرة نت

 

مواضيع مرتبطة

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

التعليم في أوقات الحرب: شريان حياة وسط مخاطر محتملة

يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي

لماذا يتصرف الأطفال بشكل أفضل في وجود الأب؟

تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ 

كلمات مفتاحية

نصائح