لا تتكلم، سأقول لك فيمَ تفكر.. أجهزة وتقنيات تقرأ أفكار البشر!

لا تتكلم، سأقول لك فيمَ تفكر.. أجهزة وتقنيات تقرأ أفكار البشر!

في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الأمريكية، تمكنت مجموعة من الباحثين من ابتكار جهازٍ جديد، يسهُل من خلاله قراءة الأفكار الخاصة بالإنسان، وما يدور داخل عقله. والمدهش أنه، وبعد تجربته بشكلٍ فعلي على الإنسان، فقد وصلت نسبة صوابية الجهاز إلى 90%.

أطلق الباحثون على هذا الجهاز اسم AlterEgo، يُعلَّق في الأذن، على أن يبقى مربوطاً بالفكّ، فيصبح الجهاز مستعداً لقراءة الأفكار. حيث يتمكن AlterEgo من قراءة الأفكار الموجودة داخل عقلك الباطني، عن طريق مجموعة من المستشعرات المثبَّتة على طول الجهاز، والتي تعمل على التقاط كل الإشارات الحركية والعصبية التي تحدث على الوجه والفكّ.

حاول الباحثون برمجة الجهاز على فهم الكلمات التي تدور في رأس الإنسان، عبر اختيار مجموعة من التطبيقات التي تحتوي على عددٍ قليل من الكلمات (تصل إلى 20 كلمة كحدّ أقصى). 

وما يحصل عملياً أن الجهاز يمكنه قراءة الأفكار عن طريق الإشارات، ومن ثم ترجمتها إلى كلماتٍ مفهومة، يُمكن للعلماء من خلالها فهم ما يدور داخل العقل البشري.

ما الذي يعنيه ذلك؟ أن الجهاز يفهم ويترجم الكلمات بمجرّد التفكير فيها، ما يعني أنك ستتمكن من معرفة الإجابات لجميع الأسئلة التي تدور في عقلك، من دون حتى أن تصرّح بها. لن تحتاج إلى جوجل!


ميتا تبتكر تقنية لـ"قراءة الأفكار"

عمل فريق من الباحثين في شركة "ميتا" على تطوير تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي، يمكنها قراءة الأفكار وترجمتها إلى كلماتٍ مفهومة؛ من شأنها أن تصبح أداة اتصالٍ لجميع المرضى الذين تعرّضوا لصدماتٍ دماغية شديدة، وأصبحوا غير قادرين على التحدث أو الكتابة أو التواصل بلغة الإشارة.

بحسب مجلة "فوكاس" الإيطالية، فإن المنطقة المخصّصة لتكوين الكلمات وفهم اللغة في المخ، منفصلة عن تلك التي تدير العضلات الإرادية، بما في ذلك عضلات الفم، وهو ما استغلّه باحثو ميتا لوضع نظامهم.

وطلب الباحثون من 169 متطوعاً الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي والتخطيط الكهربائي للدماغ، أثناء الاستماع إلى الكتب الصوتية باللغتين الإنجليزية والهولندية. ويعملون على وضع خوارزمية بناء على نصوص الكتب الصوتية المستخدمة للتدريب، حتى يمكنهم استقراء النص من خلال نشاط الدماغ فقط.

ومن المنتظر أن ينتقل الباحثون إلى مرحلةٍ أكثر تقدّماً، يصبح فيها نظامهم قادراً على قراءة الأفكار مع تقليل العوامل المساعدة والبيانات التي يمدّوها به. لكن التقنية هذه تُثير أيضاً مشكلة أخلاقية، لأنها في الحقيقة تسمح لك بالدخول إلى أدمغة الناس وقراءة خواطرهم.

وانتهى العلماء في هذه المرحلة إلى أن يكون النظام قادراً على قراءة الكلمات في الدماغ، من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي ومخطط كهربية الدماغ، وإعادة إنتاجها خارجياً في شكل نصٍّ أو ملفٍّ صوتي.

 

تقنية تترجم ما يدور في الدماغ

وفي جامعة تكساس الأمريكية ابتكر العلماء تقنية تسمح لهم بـ"قراءة الأفكار" البشرية، عبر استخدام نموذجٍ مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مصمّم خصيصاً لفك تشفير عمليات مسح الدماغ. فيما يمكن للاختراق غير الجراحي، الذي طوّرته الجامعة أن يساعد الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث أو الكتابة على التواصل.

وتعمل هذه التقنية عن طريق نقل عملية التصوير، باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) إلى الخوارزمية، والتي تعيد بدورها بناء المنبهات التعسفية التي يسمعها الشخص أو يفكر فيها بلغة طبيعية.

على سبيل المثال، استمع المشاركون في تطبيق التقنية إلى القصص المروية، بينما مسح العلماء مناطق الدماغ المرتبطة باللغة الطبيعية، وأدخلوا المسح في وحدة فك التشفير التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي أعادت تلخيص ما كان الفرد يستمع إليه.

وحتى الآن، لم يتم إنجاز هذه العملية إلا عن طريق زرع أقطاب كهربائية في الدماغ. وينتج النموذج الجديد، فكرة أو ملخصاً للأفكار من خلال تحليل عمليات المسح، لكن لا يمكنه فك شيفرة ما يفكر فيه حرفياً، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

 

المصدر: موقع عربي بوست الإلكتروني