من الطبيعي أن يصيح الأطفال في المنزل من وقتٍ لآخر، ولكن إذا كانت طبيعة الأطفال هي الصوت العالي والصياح فقد يدفعكِ الأمر للجنون، وهذا ليس بالضرورة سلوكًا سيئًا، فقد يكون الأمر له أبعاد نفسية أو أسباب صحية، فإذا كان طفلك يعاني مشكلة في السمع فقد يعلو صوته لأنه لا يسمعه جيدًا، وقد يكون ذلك نتيجة شعوره بالإهمال، فيجد في الصوت العالي وسيلة لجذب انتباه المحيطين به حتى يروه. لذا من المهم قبل معاقبة طفلك على صوته العالي، معرفة السبب وراء ذلك.
في البداية عليكِ التأكد أن طفلك لا يعاني أي مشكلة في السمع تتسبب في صوته العالي، وأنه يلقي اهتمامًا في المنزل أيضًا، وأنكِ تستمعين إليه عندما يحدثكِ، أما إذا كان الصوت العالي طبيعة لدى طفلك دون سبب واضح، فيمكنكِ التعامل مع الأمر بالنصائح التالية:
1- لا تصرخي في وجه طفلكِ: إذا كان طفلك يتحدث بصوت عالِ، فلا تتعصبي أو تصرخي في وجهه، لأنه سيرى أن الصياح والصوت العالي الوسيلة لمعالجة الأمور وفرض الرأي، وبالتالي لن يتوقف عن استخدامه.
2- لا تستجيبي له: انظري لطفلكِ عندما يعلّي صوته إذا كان يطلب منكِ أمرًا ما، وأخبريه أنكِ لن تستمعي له إلا عندما يخفض صوته، وبالطبع قد لا تجدي استجابة في البداية، ولكن أصري على موقفك، حتى يهدأ تمامًا ثم استمعي له.
3- لا تستخدمي الصوت العالي في المنزل: أحد الأسباب التي تدفع الطفل لاستخدام الصوت العالي في المنزل أن يكون الوالدان يتحدثان بصوتٍ عالِ، فينشأ على الأمر نفسه دون وعي، لذا تأكدي قبل اللوم على طفلك أنكما تتحدثان بصوت مناسب في المنزل.
4- عاقبيه عند الحاجة: في كثير من الأحيان يكون الصوت العالي للطفل وسيلته لاستفزازك للاستجابة لاحتياجاته، وإذا كان الأمر كذلك، فلا تستجيبي له أبدًا، لأنه سيكرر الأمر لأنه سيجد أن أسلوبه نجح معكِ. لذا في البداية لا تستجيبي له ثم حددي أسلوبًا مناسبًا للعقاب، كأن يُحرم الطفل من مصروفه ليوم أو من مشاهدة التلفاز لفترة معينة إذا صاح بصوت عالِ، حتى يعرف أن للأمر عواقب ويحاول ضبط نفسه فيما بعد.
5- لا تقاطعيه أبدًا: الصوت العالي قد تكون وسيلة الطفل لجذب الانتباه بسبب شعوره بالإهمال، لذا من المهم عزيزتي ألا تهملي حديث طفلك، أجلسيه أمامك، وانظري في عينيه، واستمعي له، ثم ردي عليه بنبرة صوت هادئة وبصوت بطيء، ولا تقاطعيه أو تجعليه يتوقف عن الكلام بحجة انشغالك، ويمكنكِ بهدوء أن تخبريه بأنكِ مشغولة الآن، وحددي معه وقتًا آخر للحديث والتزمي به، ومع الاستمرار ستلاحظين أن صوت طفلكِ بدأ يهدأ، لأنه يعلم أنه لا يحتاج لجذب انتباهك.
تعديل سلوك الطفل لا يأتي بالقوة، ويجب أن تتحلي بالصبر، فأسلوبك مع طفلكِ سيترك أثره فيه طوال حياته، لذا تجنبي الأخطاء التالية:
استخدام العنف: مقولة إن العنف لا يأتي إلا بالعنف صحيحة تمامًا، وإذا كنتِ عصبية مع طفلك سيتعامل هو الآخر بعصبية، وكذلك إذا كنتِ عنيفة، بل إن بعض الأطفال الصغار الذين يتعرضون للعنف يستخدمون العنف حتى في التعامل مع الدمى. لذا إذا شعرتِ بأن سلوك طفلكِ سيدفعك للتصرف بعنف، فاذهبي لغرفة أخرى لعدة دقائق حتى تستعيدي هدوءك، وقرري العقاب المناسب لطفلكِ بعيدًا عن الإيذاء الجسدي والنفسي.
استخدام ألقاب سيئة للطفل: من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها عديد من الآباء استخدام ألفاظ أو ألقاب مسيئة لعقاب الطفل، مثل: "فاشل" أو "غبي" وغير ذلك، وقد يصل الأمر لاستخدام مثل هذه الألفاظ أمام المحيطين به، وبصفة عامة لا يجب بأي حال من الأحوال استخدام ألفاظ مسيئة للطفل سواء بمفرده أو أمام أي شخص آخر، فهذا من شأنه أن يفقده الثقة بنفسه، بل قد يزيد من عناده ورفضه تعديل سلوكه.
عقد المقارنات: لا تعقدي مقارنات بين طفلك وأشقائه أو أقرانه، وتخبريه كيف أن فلانًا متفوقًا عنه كوسيلة لتحفيزه أو جعله يكف عن سلوك معين، فهذه الطريقة لا تأتي بشيء سوى أن يفقد الطفل ثقته بنفسه، وقد تشعره بالغضب تجاه الآخرين.
عدم الثبات على مبدأ للعقاب: من الأخطاء التي تبعث للطفل رسائل خاطئة عدم الثبات على مبدأ للعقاب، بمعنى أن تعاقبيه على تصرف، ثم لانشغالك في المرة القادمة تتغاضي عن هذا الأمر، أو تعاقبيه ويفلت أخوه من العقاب، ثبتي المبادئ، واجعلي عقابًا واحدًا وعادلًا لجميع الأشقاء، حتى يفهم طفلكِ أن الأمر ليس مقصورًا عليه.
أخيراً، بعد أن قدمنا لكِ نصائح للتعامل مع صوت الأطفال العالي، ننصحكِ بتخصيص نصف ساعة يوميًّا في غرفة هادئة، وتحدثي مع طفلكِ بنبرة صوت هادئة وبطيئة، ومع الوقت سيتخلى عن صوته العالي، ويصبح أكثر هدوءًا.
المصدر: موقع "سوبرماما"
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال