تأثير الإعلام الفاسد على الأطفال: الخطر لا حدود له

  • نصائح
  • في السلامة المجتمعية
تأثير  الإعلام الفاسد على الأطفال: الخطر  لا حدود له

في عصر اختُصِرَت فيه المسافات وأصبح العالم عبارة عن قرية أو غُرفة صغيرة جدًا يتمّ من خلالها التحدّث والتّواصل مع كافّة الشّعوب على اختلاف أعمارهم وأجناسهم. أصبحت وسائل الإعلام لها أهميّتها في تطوّر الشّعوب وتحضّرها باﻹضافة إلى نشر ثقافتها.

فمن هنا نسأل: " ما هو اﻹعلام؟ وهل يؤثّر سلبًا على الجمهور (كافّة اﻷعمار) إذا ما تخلّى عن رسالته؟؟

اﻹعلام اصطلاحاً: هو نشر الحقائق الثّابتة واﻷخبار والمعلومات السّليمة الصّادقة، ويُسهم في تَنوير الرّأي العام وتكوين الرأي الصّائب لدى الشّعب، أي بثّ الثّقافة والوَعي بين صفوفه للوصول إلى التكيّف واﻹنسجام المَنشودين بين سائر جماهير المجتمع. فاﻹعلام له تأثير عميق في حياة النّاس وأفكارهم ومشاعرهم وآرائهم الاجتماعيّة والسياسيّة.
ويقصد باﻹعلام كلّ وسيلة تُعنى بنَقل المعلومات مثل (التّلفزيون، الرّاديو، الإنترنت، الجرائد، المجلات، شبكات التواصل اﻹجتماعي..)

لذا عندما يتحوّل اﻹعلام أو بعض المؤسّسات اﻹعلاميّة من مؤسّسات تخدُم المجتمع وتسعى لتنويره وتثقيفه إلى مؤسّسات تجاريّة تسعى إلى تحصيل المال عن مختلف الطّرق والوسائل. فهنا تختلف رسالتها وتُصبح مرهونة لمن يدفعه أكثر وهكذا يُصبح كلّ ما تعرضه هذه المؤسّسات التجاريّة يخدُم مصالح أصحاب المال المدفوع

وتأثيرها يطال كافّة أطياف المجتمع إلّا أنّ اﻷطفال أكثر تأثّرًا بها، وذلك ﻷنّ اﻷطفال لم يتكوّن لدَيهم بعد الفكر النّقدي أو الجَدلي، فهم يتقبّلون جميع اﻷفكار دون أي نقد او تفكير، فيطال تأثيرها جميع اﻷصعدة (الصّعيد الجسدي، العقلي، النّفسي، اﻹجتماعي، والدّيني).

انطلاقاً من هذه النّقطة، فهم أي (الأطفال) لا يعرفون كيفيّة تكوين أصدقاء، يكتسبون بعض المفاهيم المغلوطة (من وسائل الإعلام)، يعيشون عالمًا غير عالمهم وعمرًا غير عمرهم، فلا يتربّون التّربية السّليمة ولا ينشأون النّشأة الطبيعية التي يجب أن ينشؤها، فتظهر المراهقة المتقدّمة بفعل التّعوّد على مشاهد يكون أبطالها مُراهقين.

وهكذا تكون تربية الطّفل تربية مشوّهة غير مُنتظمة لا تُراعي البُعد الحَضاري ولا تُعير اعتبارًا لمرجعيّته الدينيّة واﻹجتماعيّة، كما أنّها لا تحترم خصوصيّات الوَسط الذي يعيش فيه، فيتبنّى أفكارًا وعاداتٍ وتقاليدَ مُخالفة لما عليه مجتمعه و واقعه.

أيضًا يُعاني اﻷطفال من ضُعف في الشّخصية فتكون شخصيّاتهم متردّدة بكلّ عمل يقومون به باﻹضافة إلى عدم التّركيز بين ما هو أصل ويجب التمسّك به وما هو طارئ لا يجب اﻹلتفات إليه، كذلك زرع الخوف في نفوسهم، أيضًا يُعاني اﻷطفال من اضطرابات في النّظر (ضعف البصر)، إضطرابات في النّوم، أوجاع في الرّأس والظّهر، كثرة النّسيان وعدم التّركيز.

 

 

المصدر: مقال خاص لـ"أسمهان بلوط" - إختصاصيّة نفسيّة وتربويّة

 

مواضيع مرتبطة

النواب الروس أقرّوا قانونًا يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 400 ألف روبل

مؤتمر الأسرة الدولية بالدوحة يدعو لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت

ركز المؤتمر على أهمية حماية الأطفال في العصر الرقمي من خلال تنفيذ تشريعات قوية لحمايتهم من الأضرار عبر الإنترنت

كيف نخفّف عن أطفالنا عبء النزوح النفسي؟

أطفال لبنان النازحون، أي واقع يواجهون؟ وكيف يمكن للأهل التخفيف عنهم وطأة هذه النزوح نفسيًا؟