إدمان الواتساب.. كيف يسيطر تطبيق ذكي على حياتنا؟

إدمان الواتساب.. كيف يسيطر تطبيق ذكي على حياتنا؟

إدماننا على هواتفنا والمحادثات المستمرة والفورية بداخلها له ثمن، وقد وصل الواتساب إلى ذروته، وحان الوقت كي يتم وضع حدود صارمة لإدماننا عليه.

مرّ زمن طويل على فرحنا وسعادتنا بقضاء بعض الوقت في التسلي بلعبة "الأفعى" على هاتف "نوكيا 3310" (Nokia 3310)، وكنا نعتقد حينئذ أن هذا أكثر ما يمكن أن تصل إليه التكنولوجيا، فقد كان ذلك الهاتف من نوكيا متعة للناظرين، على الأقل في أعيننا نحن أبناء ذلك الجيل.

تغيرت الدنيا مع دخول الهواتف الذكية التي نكاد نلهث خلف آخر إصداراتها وألعابها وتطبيقاتها التي دخلت كل جزء في حياتنا؛ لقد أخذتنا التكنولوجيا إلى "جحر الأرنب" ولم نخرج منه منذ ذلك الحين، فنحن شبه غارقين في هواتفنا الذكية للدرجة التي نسينا فيها ذكاءنا الخاص.

وفي الحقيقة، لم يعد الأمر ممتعا كما كانت الحال مع جهاز "نوكيا 3310″، خصوصا مع غرقنا المتواصل فيها، واستهلاكها كثيرا من وقتنا وأعصابنا مع أننا جميعا نعلم أننا يجب أن نقضي وقتا أقل على هواتفنا، ولكن القليل منا يفعل ذلك.

وقد زاد اعتمادنا على الشاشات منذ انتشار وباء كورونا، وقد بدأ هذا في التأثير بشكل كبير على شتى مناحي الحياة، من الأسرة والعلاقات العائلية وصولا إلى أماكن العمل، حيث بدأت الشركات في التدخل بعد أن لاحظت أن كثيرا من موظفيها وعملائها أصبحوا "كائنات زومبية" تعيش داخل هواتفها.


إدمان على تطبيق WhatsApp

حيث نقلت كاتبة بريطانية في مقالة لها عن أحد أصحاب المطاعم في مدينة لندن قوله إنه "يفكر في حظر تطبيق واتساب على الموظفين خارج ساعات العمل، إذ إن كمية الرسائل المتعلقة بالعمل التي تظهر في أوقات غير مناسبة تعني أن الموظفين لا يمكنهم أبدا التوقف عن العمل بشكل كامل، حيث تطاردهم الرسائل حتى في ساعات راحتهم وأيام إجازاتهم"، لكن الكاتبة تلاحظ إدمانه أيضا إذ ختم محادثته معها بقوله "إذا كنت بحاجة إلى الاتصال بي، فمن الأفضل استخدام الواتساب".

كما نقلت الكاتبة عن أعضاء نقابة المعلمين الكبرى في المملكة المتحدة قولهم مؤخرا إن رسائل الواتساب التي تصدر في وقت متأخر من الليل من مديري المدارس "تحط من الروح المعنوية". واشتكى أحد الأعضاء من أن مديري المدارس كانوا يستجيبون لرسائل البريد الإلكتروني التي لم يتم الرد عليها خارج ساعات العمل من خلال إنشاء "مجموعات واتساب التي تواصل الرنين طوال ساعات المساء في وقت تحاول فيه الحصول على قسط من الراحة".

وهنا يجب الانتباه إلى الطريقة التي يستخدم بها الموظفون هواتفهم الذكية بعد أن قال العديد من أصحاب ومديري المطاعم إن الأمر زاد كثيرا عن الحد بالنسبة للعملاء المدمنين على الهاتف.

أخيراً، إن إدماننا على هواتفنا والمحادثات المستمرة والفورية بداخلها له ثمن، وقد وصل الواتساب إلى ذروته، وحان الوقت كي يتم وضع حدود صارمة لإدماننا عليه.

 

 

المصدر: الجزيرة نت

 

مواضيع مرتبطة

دعوى جماعية ضد آبل بتهمة "الإعلان المضلل"

تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل

مصر.. الكشف عن 14 مليون حساب وهمي على "فيسبوك"

بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية

المفوضية الأوروبية تغرّم ميتا 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق