كيف يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تحسين رفاهيتنا وسعادتنا، دون تأثير سلبي علينا

كيف يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تحسين رفاهيتنا وسعادتنا، دون تأثير سلبي علينا

دفعت الأحداث الأخيرة التي مر بها العالم وبصفة خاصة عمليات الحظر والإغلاق، التي قامت بها العديد من الدول نتيجة لتفشي وباء "كورونا"، الكثير منا إلى قضاء المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى.

نعلم جميعا أن هذه العادة ليست بالضرورة أمرا جيدا، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أنه يمكن أن يكون لها آثار سلبية على صحتنا العقلية، خاصة عند الشباب. في المقابل، يمكن أن يؤثر ذلك على قدرتنا على الأداء الجيد في حياتنا اليومية، فضلا عن التأثير على صحتنا الجسدية.


المقارنة بالآخرين

قال عالم النفس ديريك فيرتز "كلما زاد عدد المستجيبين الذين استخدموا هذه المواقع مؤخرا، سواء بشكل إجمالي أو فردي، زاد التأثير السلبي، الذي أبلغوا عنه عندما استجابوا لاستطلاعاتنا ذات التوقيت العشوائي على مدى فترة 10 أيام". 

يبدو أن جزءا كبيرا من هذا التأثير السلبي يرجع إلى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أنفسهم، من الذين يقارنون أنفسهم بالآخرين.

ويضيف فيرتز "قد يؤدي عرض الصور والتحديثات التي تصور الآخرين بشكل إيجابي انتقائي إلى توجيه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التقليل من مدى شعور الآخرين بالمشاعر السلبية بالفعل، مما يؤدي بالناس إلى استنتاج أن حياتهم الخاصة -بمزيجها من المشاعر الإيجابية والسلبية- ليست كذلك، بمقارنة أنفسهم بالآخرين".

كانت النتائج أكثر وضوحا عندما قارن فيرتز وفريقه التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتفاعلات خارج الإنترنت (بما في ذلك المكالمات الهاتفية)، ووجدوا أن التفاعل الأخير زاد من المشاعر الإيجابية للمشاركين.

استطلع الفريق طلاب الجامعات؛ لذا قد لا تعكس نتائجهم بدقة التجارب المجتمعية الأوسع نطاقا؛ لأن من شارك في الدراسة هم 77 مشاركا فقط في النهاية، لكن هذه الدراسة تثبت نتائج الأبحاث الأخرى، التي أوضحت أن الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي له تأثير سلبي على رفاهية الإنسان.

 

تحسين رفاهيتنا وسعادتنا

أثبتت الدراسة أن أخذ فترات راحة من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "الفيسبوك" تقلل من مستويات الإجهاد الفسيولوجي، ولا يتطابق ذلك بالضرورة مع شعور الناس، حيث أبلغ المشاركون في الدراسة عن مستويات أقل من الرفاهية.

مثل هذه النتائج المختلطة جعلت الباحثين يجادلون في أن كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هي العامل الأكبر في تأثيرها على الرفاهية، وفهم أفضل طريقة للتواصل مع الآخرين عمليا أمر مهم بشكل خاص الآن حيث نحاول الحفاظ على مسافة مادية آمنة بين بعضنا البعض للحد من انتشار وباء كورونا.

يعتقد فيرتز أن الحل قد يكمن في استخدام هذه المنصات لتمكين التفاعلات المباشرة، وهو أمر نادرا ما كان المشاركون في الدراسة الجديدة يفعلونه.

وقال إن الأشياء التي تعزز الترابط الاجتماعي، مثل التحدث مع بعضنا البعض بشكل متزامن، يمكن أن تقلل من هذه التأثيرات السلبية، موضحا أنه بالإضافة إلى التركيز على التفاعلات، يجب أن نحاول أيضا مقاومة مقارنة أنفسنا بمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الآخرين.

وأضاف "إذا تذكرنا جميعا القيام بذلك، يمكن تقليل التأثير السلبي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن لمواقع الشبكات الاجتماعية أن تمتلك القدرة على تحسين رفاهيتنا وسعادتنا".

 

 

المصدر: مواقع إلكترونية + الجزيرة نت

 

مواضيع مرتبطة

دعوى جماعية ضد آبل بتهمة "الإعلان المضلل"

تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل

مصر.. الكشف عن 14 مليون حساب وهمي على "فيسبوك"

بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية

المفوضية الأوروبية تغرّم ميتا 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق