مدير إحدى المدارس ومرشدة اجتماعيّة يُجيبان على سؤال

كيف نحمي أطفالنا من مخاطر وسائل التّواصُل الاجتماعي؟

تحقيق لينا وهب / خاص موقع أمان الأطفال

 

  كثيرًا ما يُقلق الأهالي على فلذات أكبادهم خشيةً ممّا يسمعونه في عصرنا اليوم من آفات اجتماعيّة، وخصوصًا في ظلّ تعايُش أبنائهم في عالمٍ جديد لا يُشبه عالمهم يسوده الإدمان على الهواتف الذكيّة المتّصلة بالإنترنت ومنصّات وسائل التّواصل الاجتماعي التي أتاحت عوالم مفتوحة لينشر الفقيه والسّفيه على حدّ سواء أفكارهم وثقافاتهم ونمط معيشتهم.

في إطار متابعته لقضيّة تعلّم الأطفال عن بُعد، أَجرى موقع آمان الأطفال تحقيقاً  بهدف الإجابة على سؤال: "كيف نحمي أطفالنا من الآفات الاجتماعيّة كافّةً ولاسيّما في ظلّ دخول الأطفال الإنترنت (وما فيه من وسائل تواصل اجتماعي وتطبيقات وإعلانات غير مضبوطة غالبًا) وامتلاك كثير منهم الهواتف الذكيّة؟

وللإجابة على هذا السؤال تحدّث "موقع آمان أطفال" إلى مُدير إحدى المدارس الرّسمية في بيروت ا.ي. ومع العضو في جمعيّة العناية بالطّفل والأمّ، والأستاذة في علم الاجتماع السيّدة وسام وهب لنسأَلهم السّؤال التّالي:

يقول المدير ا.ي. أنّه على الصّعيد التّربوي لا بدّ من التّفكير بموضوع التربيّة أوّلاً لتحقيق الأمن الاجتماعي والذّاتي للطفل، وهنا السّؤال الكبير يطرح نفسه "ما هي التربيّة الصّحيحة؟".

 

يقول الأستاذ ا.ي. أنّ "لكلّ من المدرسة والأهل دور أساسي في التربيّة بحيث يكمّل كلّ منهم الآخر في تربية الطفل وتنشأته، مشيرًا إلى "أهميّة الاشباع العاطفي للأطفال بعمر السبع سنوات وما دون، ثمّ ضرورة زرع وغرس القيَم والأخلاق من عمر السّابعة وحتّى عمر الرابعة عشر مع دعم ذلك بهامش محدّد من الثّقة دون إغفال عمليّة المُراقبة المباشرة  (مع علم الطفل) وغير المباشرة (دون علم الطفل)، ثمّ مصادقة الطّفل عندما يُصبح بعمر المُراهقة أيّ إبتداءً من عمر الأربعة عشر عامًا مع إعطاء هامش كبير من الثّقة ضمن مراقبة غير مباشرة"، مدعماً رأيه بقول مَروي عن النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم: "الولد سيّد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين".

ويُشدّد في معرض كلامه على وجوب التِفات الوالدين إلى أهميّة أن تكون العلاقة بينهما علاقة مودّة ورحمة واحترام وتنازل من الطٍرفين لما فيه مصلحة العائلة واستمرار للاستقرار فيها، لأنّ العلاقة الجيّدة بين الأبوين حُكمًا ستنعكس بشكلٍ إيجابي على الأطفال وتربيَتهم والعكس صحيح، مؤكّدًا بأنّ "البيئة التي يَعيش فيها الطّفل لها تأثير كبير، وإنّ حماية الطّفل من كافّة الآفات الاجتماعيّة لا يُمكن أن تتمّ من دون وعي الأهل وتعاونهما على التّربية وإدراك أهميّة تلك المسائل في حماية أولادهم".

أمّا على صعيد المدرسة فإنّ للإرشاد التّربوي دور هام في هذا المضمار، وتحت عين مسؤول عن الإرشاد التّربوي  (وهذا يتطلّب رصد ميزانيّة وقرار من وزارة التربية والتّعليم لإدراجه في المناهج التربويّة)، أمّا إن لم يتوفّر ذلك لسبب ما أو لآخر فإنّ لكلّ من المدير والنظّار والمعلّمين والمعلّمات دور في إرشاد واحتواء التّلميذ تربويًا وإرشاده ضمن الاستطاعة بما تُمليه علينا القيَم والأخلاق الإنسانيّة والتربويّة والاجتماعيّة والدينيّة.

في هذا السياق، يقول أ.ي. أنّه اليوم في ظلّ انفتاح التلميذ على عالم الانترنت، ووجوده في مجتمع بأغلبه يُدمن استخدام وسائل التّواصل الاجتماعي، وهو بالمحصّلة يتأثّر بما يشاهده ويسمعه، ثمّ ينتقل إلى لسانه وسلوكه وهو ما يلتقطه ويتأثّر به من تلك المنصّات ومن أقرانه في المجتمع؛ أضحينا نخاف على الشّاب كما نخاف على الفتاة؛ وخصوصًا بعدما أصبحنا نسمع عن تشريع المثليّة في دول الغرب وعلى رأسهم أميركا ومحاولة هؤلاء نشر وإقحام تلك الثّقافة في مجتمعنا، وهذا الأمر نرفضه لأنّه لا يمتّ للطّبيعة ولا لقيَمنا ولا أخلاقنا ولا ثقافتنا ولا ديننا.

ويختصر بأنّ الجوهر في تحصين أولادنا من كلّ المخاطر والآفات الاجتماعيّة يقوم على ركيزتين أساسيتين هما: التّربية الصحيحة (بالقيَم والأخلاق) والدّين (بما يحمله أيضًا من قيَم وأخلاق).

 

علم الاجتماع

بدورها تؤكّد السيّدة وسام وهب، الأستاذة بالعلوم الاجتماعيّة والعضو بجمعيّة العناية بالطّفل والأم، جميع ما سبق أن أشار إليه المُدير أ.ي. وتُضيف "من الضّروري جدًّا أن يكون هناك تنسيق بين كلّ من الأهل والمدرسة والمجتمع، وهذا ما تحرص عليه الجمعيّات المعنيّة من خلال حملات التّوعية التي تقوم بها من أجل حماية الطّفل اجتماعيًا وفي مختلف الشّؤون التي تتعلّق به". وهنا السؤال عن "ماهية الآليّات التي تقوم بها الجمعيات للتّوعية؟" 

تُجيب الأُستاذة وسام وهب إلى أنّ الجمعيّات غالبًا ما تعمد إلى التّوعية بالإعلانات من خلال وسائل الإعلام المَرئي والمَسموع، أو الإعلان عن طريق منصّات وسائل التّواصل الاجتماعي، وجميع التّطبيقات والوسائل التي تَصل إلى جميع أفراد المجتمع بغية تقديم النّصائح والإرشادات والتّوجيهات اللّازمة بشكلٍ سليم للمتلقّي وخاصّةً للأهل، لتوعيَتهم على كيفيّة التّعامل مع أولادهم في أي مُشكلة قد يواجهونها بهدف حمايتهم منها. ومن النّاحية الاجتماعيّة تؤكّد بهذا المضمارأيضًا إلى ضرورة توعية الأهالي لأهميّة إعطاء أبنائهم  هامش من الثّقة والأمان، وتزويدهم بالعاطفة التي يحتاجونها، لكي أوّلاً لا يبحثوا عن الأمان والثّقة والعاطفة التي يفتقدونها خارج الأسرة من جهة.

 وثانيًا لكي لا يتردّدوا في التحدّث معهم بأي مسألة تخصّهم سواء أكان ذلك مشكلة تحدث معهم أو أمر ما شاهدوه وعرفوا عنه من خلال الانترنت، وتُضيف وهب: أنّ هذا يلزمه النّصح والتّوجيه والإرشاد من قِبَل الأهل لحمايَتهم من أي خطر ثقافي أو ديني أو اجتماعي أو صحّي أو غيره من جهةٍ أُخرى.

 

 

 

مواضيع مرتبطة

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

كيف تقللين من تعلق طفلكِ بالموبايل؟

تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة المحمولة هم أكثر عرضة لتطور المشكلات السلوكية

"ريشة" 2024: أطفال يرسمون "رجال في الشمس"

تضمّ 12 لوحة فنّية مستوحاة من رواية الكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936 - 1972)، رسمها طلّاب من 11 مدرسة .