الذكاء الصناعي (Artificial Intelligence) هو فرع من فروع علوم الحاسوب والهندسة الكهربائية والرياضيات وعلم الأحياء، يهتم بدراسة وتصميم وتطوير الأنظمة التي تمتلك القدرة على القيام بمهام تتطلب مهارات بشرية كالتعلم، والتفكير، والتعامل مع البيانات والمعلومات بشكل ذكي.
تعتمد تقنية الذكاء الصناعي على الاستفادة من البيانات والمعلومات المتاحة، وتحليلها ومعالجتها باستخدام الخوارزميات والنماذج الرياضية، وذلك بهدف تطوير نماذج ذكية تستطيع التعرف على الأنماط والتوقعات، واتخاذ القرارات الذكية والتفاعل مع البيئة المحيطة بها بشكل ذاتي.
وتتضمن تطبيقات الذكاء الصناعي العديد من المجالات مثل التعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتعرف على الصوت والصورة، والذكاء الروبوتي، والذكاء الاصطناعي المالي، وغيرها الكثير. وتتطلب هذه التطبيقات استخدام تقنيات الحوسبة العالية والبيانات الضخمة لتمكين الأنظمة الذكية من التفاعل مع بيئتها بشكل فعال ومرن.
لا يمكن مقارنة الذكاء الصناعي بالإنسان بشكل عام، فكل منهما يتمتع بمزايا وعيوب مختلفة. لكن يمكن للذكاء الصناعي القيام بمهام محددة بشكل أسرع وأكثر دقة من الإنسان، كما يمكنه تحليل كميات هائلة من البيانات والمعلومات بشكل أفضل وأكثر فعالية.
من ناحية أخرى، يتميّز الإنسان بالقدرة على التعلم العميق والتأقلم مع الأوضاع المختلفة بشكل أفضل من الذكاء الصناعي. يمكن للإنسان التفكير بصورة أكثر إبداعية وإيجاد حلول جديدة ومختلفة للمشاكل.
وبشكل عام، يعتمد الأمر على نوع المهمة أو النشاط المطلوب، ولكن في العديد من الحالات يمكن تحقيق أفضل النتائج عندما يعمل الإنسان والذكاء الصناعي سويًا لتحقيق الأهداف المشتركة.
دون الغفلة عن التقدم الكبير والإنجازات الضخمة التي قدمتها تطبيقات الذكاء الصناعي للبشرية إلا أنه يبرز بشكل واضح التحذيرات الكبيرة من مخاطر الذكاء الصناعي من قبل الخبراء والمختصين والرواد في هذا المجال.
فنجد على سبيل المثال ايلون ماسك في العام 2018 وهو مالك شركة "تويتر" ومؤسس منظمة "الذكاء الصناعي المفتوح" التي أطلقت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 برنامج الذكاء الصناعي ChatGPT يقول "سجل عليّ كلامي سيكون الذكاء الصناعي أخطر بكثير من الأسلحة النووية"، وكان ايلون ماسك قد أصدر في العام 2017 تحذيرًا صارخًا بشأن الذكاء الاصطناعي، ووصفه بأنه تهديد أكبر من كوريا الشمالية.
وفي عام 2018، أشار ماسك إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤثر على الأطفال على المدى الطويل، محذرًا من أنها قد تتحكم في سلوك الأطفال وتؤثر على شخصياتهم، وقد أوصى بعدم إطلاق مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تستهدف الأطفال دون إجراء دراسات متعمقة حول تأثيراتها عليهم.
وفي عام 2020، شارك ماسك تغريدة على "تويتر" تحذر من خطورة الذكاء الاصطناعي، حيث قال: "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون خطرًا على مستقبل الحضارة إذا لم يتم التعامل معه بحرص، ونحن بالفعل على مسار خاطئ".
وكان قد سبقه في التحذير البروفوسير الإنكليزي "ستيفن هوكينج" قائلاً "إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقضي على البشرية"، موضحًا في الوقت عينه "أن الأشكال البدائية للذكاء الاصطناعي التي تم تطويرها حتى الآن أثبتت بالفعل أنها مفيدة للغاية"، لكنه أعرب عن خشيته من إنشاء شيء يمكن أن يضاهي البشر أو يتفوق عليهم، محذرًا من أن الآلة الذكية "ستنطلق من تلقاء نفسها، وتعيد تصميم نفسها بمعدل متزايد باستمرار".
لذلك نرى يمكن أن يكون للذكاء الصناعي عدة مخاطر، ومن أهمها:
1. الاستبداد: يمكن أن يؤدي تطور الذكاء الصناعي إلى استبداده بالبشر وتحكمه في حياتهم.
2. إنعدام التحكم: قد يتحكم الذكاء الصناعي بشكل غير متوقع في بعض الأحيان، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث أضرار بالنظام الذي يعمل به.
3. البطالة: قد يؤدي تطور الذكاء الصناعي إلى فقدان بعض الوظائف التي تعتمد على العمل اليدوي أو المهارات الأساسية.
4. الأخطاء: يمكن أن يحدث خطأ في برمجة الذكاء الصناعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على المجتمع.
5. الخصوصية: يمكن للذكاء الصناعي أن يتحكم في بيانات الأفراد بشكل غير مشروع وينتهك الخصوصية.
6. التمييز: يمكن للذكاء الصناعي أن يمارس التمييز الجنسي أو العرقي أو غيره، مما يؤثر سلباً على العدالة الاجتماعية.
المصدر: موقع العهد الاخباري -لبنان
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال