أُم تعرض أطفالها أمام الكاميرا ورجل يرقص واضعاً مكياج!.. لعنة السوشيال ميديا لأجل الشهرة والمال!

أُم تعرض أطفالها أمام الكاميرا ورجل يرقص واضعاً مكياج!.. لعنة السوشيال ميديا لأجل الشهرة والمال!

لو طُلب منك أن تُقدّم الآن عرضاً حيّاً، لأي شيءٍ تُفضله، سواء كان حديثاً عادياً أو غناءً أو رقصاً أو تمثيلاً، فقط أن تفعل أي شيءٍ تراه مُناسباً لك، أمام كاميرا مُسلّطة عليك مباشرةً، وفي مقابل ذلك، إن كان عرضك جذّاباً بما يكفي، ستحصل على المال!


فما الذي ستختار أن تقوم به؟

وماذا ستفعل إن راقني فعلاً ذلك العرض، وأردت منك أن تقوم بواحدٍ جديدٍ أفضل، ومن بعده واحد أفضل وأفضل، ووعدتك بأنّ المال سيتضاعف كلما كان عرضك مُرضياً لي، وبأنّ وجهك سيصبح شهيراً على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، وكل ما أطلبه منك هو فقط أن تجعلني أنبهر بما سأراه في الدقائق القليلة القادمة؟ فهل تستطيع فعلها؟

مع العلم.. بأنه لا يهم أبداً أن يكون عرضك عرضاً جميلاً أو راقياً أو أخلاقياً حتى..

لا يهم أبداً ذلك، بل ربما أنصحك -سراً- بعكس ذلك..

الشرط الوحيد.. هو ألا يكون هذا العرض مُملاً بأي حالٍ من الأحوال..

إذا شممتُ رائحة الملل في الثواني الأولى من أيٍ مما ستقدمه، سأُدير لك ظهري على الفور..

كل ما أُريده منك هو أن تجعلني أنظر إلى الشاشة لأطول وقتٍ ممكن..

أريدك أن تجعلني أنبهر، حتى ولو كان انبهاراً من مدى التقزز أو الدناءة أو الإباحية.. لا يهم..

أنت تعرف الآن أنّ إرضائي يُساوى شهرةً واسعة ومالاً كثيراً، فإلى أي مدى يُمكنك أن تصل في سبيل إرضائي؟

إلى أي مدى يُمكنك أن تتخلى عن مبادئك وقيمك وربما إنسانيتك في سبيل ذلك يا تُرى؟

ذلك بالضبط ما تعرضه عليك منصّات مقاطع الفيديو الشهيرة مثل Youtube ، Instagram ، TikToK وغيرها.. فهل وقعت في شباك إغراءاتهم بعد؟


لعنة الترند 

في اليوم الواحد، يوجد مليار شخص على مستوى العالم يُشاهدون مقاطع فيديو على موقع Youtube، وأنه يوجد حالياً حوالي 500 ساعة من الفيديوهات، يتم تحميلها على Youtube في الدقيقة الواحدة يومياً. 

حجمٌ مهولٌ فعلاً، يجعل من اليوتيوب المنصة الثانية من منصات التواصل الاجتماعي، الأكثر استخداماً في العالم بعد الفيس بوك في عامنا هذا.

كان اليوتيوب هو البداية في عام 2005، من بعدها ظهرت العديد من المنصات، التي تعتمد على الفكرة نفسها، عليك أن تصنع فيديو يجذب أكبر قدر من المشاهدات، حتى تجني مالاً، وكلما زادت المشاهدات، كانت فرصتك أكبر في وجود الإعلانات، والتي هي باب الثراء السريع بحق.

حسناً كل ذلك جميل.. أين المشكلة؟ 

المشكلة فيما قد يفعله الناس، من أجل حلم الثراء والشهرة الذي يبدو كضربة حظ، ينتظرون أن تنفجر تحت أقدامهم في أية لحظة..

المشكلة في "الترند" الذي صار بعض الناس عبيداً له، يُقدمون أنفسهم كقرابين له، لعله يرضى عنهم، ويصيرون من المحظوظين..

إنها لعنة السوشيال ميديا، ولعنة المشاهدات، ولعنة المال والشهرة، الذي ما نجا منها على الأرض إلا قليل..


بعيداً عن مجتمعنا العربي، ماذا يفعل العالم على السوشيال ميديا؟

الأمر لا يختلف كثيراً هناك،  فلعنة المشاهدات بدأت عندهم قبل أن تصلنا من الأساس، ولكن من أغرب الفيديوهات التي بدأت من كوريا وانتشرت إلى العالم أجمع هي فيديوهات الـ Mukbang أو Eating show بالإنجليزية. وفيها يجلس شخص يأكل بشراهة كميات مهولة من الطعام، وهناك من يتعمد أن يأكل بطريقة مقززة حقاً، حتى يجلب مشاهدات أكثر وأكثر..

فيديو اليوتيوبر الإنجليزية jordan cheyenne الذي عًُرض بالخطأ قبل أن تقوم بعمل المونتاج له، على اليوتيوب في العام الماضي، والتي ظهرت فيه وهي تطلب من ابنها ذي العشر سنوات أن يتظاهر بالبكاء حزناً على كلبه المريض، وهو الطفل الذي كان يبدو متألماً بالفعل، إلا أنّ والدته أرادت منه أن يُظهر حزناً أكبر ودموعاً زائفة أمام الكاميرا..

انتشر الفيديو سريعاً حول العالم كله، وصدرت ردود فعل عنيفة على جوردان، ما اضطرها للاعتذار، ولكنه للأسف كان اعتذاراً مؤسفاً، لأنها بدت وكأنها نادمة على ظهور تلك اللقطة نتيجة لإهمالها، بأكثر مما بدت آسفة لاستغلالها العاطفي لطفلها.


أخيراً نسأل، ما الذي يدور حقاً وراء هذه الكاميرات؟ خاصة تلك التي تخص القنوات العائلية، ما الذي يفعله الآباء بأطفالهم وماذا يُعلمونهم؟

 

 

 

المصدر: عربي بوست

 

مواضيع مرتبطة

دعوى جماعية ضد آبل بتهمة "الإعلان المضلل"

تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل

مصر.. الكشف عن 14 مليون حساب وهمي على "فيسبوك"

بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية

المفوضية الأوروبية تغرّم ميتا 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق