أصبح الذّكاء الاصطناعي التّوليدي (Generative artificial intelligence) من الكلمات السّائدة هذا العام، فقد استحوذ على خيال الجمهور وأثار سباقًا بين "مايكروسوفت" (Microsoft) و"ألفابت" (Alphabet) مالكة "غوغل" (Google) لإطلاق منتجات بتقنيّة يعتقدون أنّها ستغير طبيعة العمل عبر العالم، بحسب تقرير لوكالة رويترز(Reuters)
يتعلّم الذّكاء الاصطناعي التّوليدي كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات السّابقة، وينشئ محتوى جديدًا تمامًا، سواء كان نصًا أم صورةً وحتّى شفرة برمجيّة؛ وذلك بناءً على هذا التّدريب بدلًا من مجرد تصنيف أو تحديد البيانات، مثل الذّكاء الاصطناعي العادي.
ومن أشهر تطبيقات الذّكاء الاصطناعي التّوليديّة برنامج "شات جي بي تي" (ChatGPT) وهو روبوت محادثة أطلقته شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) في أواخر العام الماضي، وتدعمه مايكروسوفت.
يُعرف الذّكاء الاصطناعي الذي يدعم هذه التقنيّة بنموذج اللّغة الكبير (large language model) لأنه يأخذ أمرًا نصيًّا، ومنه يكتب استجابة لهذا الأمر بنصوص مكتوبة بأسلوب شبيه بأسلوب الإنسان.
إذ يُعدّ "جي بي تي- 4" (GPT-4) أحدث نسخة من تطبيقات الذّكاء الاصطناعي التّوليديّة التي أعلنت عنها شركة "أوبن إيه آي" هذا الأسبوع. والمميّز، في هذه النسخة، أنّها "متعدّدة الوسائط"؛ حيث يمكنها استيعاب النّص والصّور أيضًا.
بغض النظر عن الاعتراضات التي تثور حول استخدامات الذّكاء الاصطناعي، فإنّ الشّركات تستثمره فعلا في العمل، وبخاصة الذّكاء الاصطناعي التّوليدي. فهذه التقنية مفيدة في إنشاء مسوّدة أولى لنسخة تسويقيّة، على سبيل المثال، على الرغم من أنّها قد تتطّلب تنقيحًا. وأحد الأمثلة على هذا جرى في شركة كارمكاس (CarMax) التي استخدمت نسخة من تقنية "أوبن إيه آي" لفرز آراء آلاف العملاء ومساعدة المتسوّقين على تحديد السّيارة المناسبة للشراء.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي التّوليدي، أيضًا، تدوين الملاحظات خلال اجتماع افتراضي، كما يمكنه صياغة رسائل البريد الإلكتروني، وكذلك إنشاء عروض تقديميّة. وقد ظهرت هذه الميزات في منتجات "مايكروسوفت" و"غوغل" التي أعلنت عنها هذا الأسبوع.
هناك مخاوف بشأن إساءة استخدام هذه التّكنولوجيا المحتملة، فقد شعرت المدارس والجامعات بالقلق من استعانة الطلاب بتقنية الذّكاء الاصطناعي لإنجاز بحوثهم وواجباتهم المدرسيّة، ما يقوض الجهد المطلوب منهم بذله للتعلم. كما أعرب باحثون في الأمن السّيبراني، أيضًا، عن قلقهم من أن الذّكاء الاصطناعي التّوليدي يمكن أن يشجع إنتاج المعلومات المضللة، وتزييف الحقائق.
هذا، بالإضافة إلى "مايكروسوفت" و"غوغل" تعمل شركات تكنولوجيا أخرى مثل "سالس فورس" (Salesforce) و"آديبت إيه آي لابس" (Adept AI Labs) إما على إنشاء تقنية الذّكاء الاصطناعي المنافسة الخاصة بها، أو استخدام التكنولوجيا التي أنتجتها الشّركات الأخرى لمنح المستخدمين ميزات جديدة من خلال برامجها.
المصدر : رويترز
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال