"غوغل" تدخل سباق الذكاء الاصطناعي، وتطلق روبوت Bard لمنافسة ChatGPT

بعد النجاح الذي حقّقه ChatGPT، خلال مطلع العام 2023، وإطلاق شركة "غوغل بوت الدردشة "بارد Bard"، يبدو أنّها ستسير على خيطٍ رفيع مع Bard، إذ يجب عليها أن تقدّم للمستخدمين تجربةً تنافس دردشة متصفّح بينغ Bing وChatGPT، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من دون التضحيّة بتجارة محرّكات البحث المربحة للغاية في الوقت نفسه.

 

1- تحديات "غوغل" والذكاء الاصطناعي

بحسب موقع "The Guardian" البريطاني، يتعيّن على "غوغل" الانتقال لاستخدام الذكاء الاصطناعي في خضم الانتقادات التي ستتعرّض لها خلال هذه المدة، والتي بإمكان المنافسين الناشئين تجنّبها بخلاف الشّركات الكبرى.

هذا الأمر سيثير نوعًا من الحماس، خاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي صمّمته ثالث أكبر شركات العالم، فيما ستعثر الشّركة على بيان إخلاء المسؤوليّة التالي أسفل كلّ محادثة تجريها مع Bard: "قد يعرّض Bard معلومات غير دقيقة أو مسيئة لا تمثل وجهات نظر غوغل".

قد يؤدي ذلك إلى تراجع الطموحات، خصوصًا بالنسبة إلى شركة مثل "غوغل" كانت تتربّع على مجال البرمجيّات، وخاصةً عندما وصفت رؤيتها قائلة إنّها تتمحور حول "تنظيم معلومات العالم وجعلها في المتناول، ومفيدةً للجميع حول العالم".

من الممكن أن يكون ذلك هو السّبب في استغراق شركة "غوغل" وقتاً طويلا قبل أن تطرح Bard إلى السّوق، فدائمًا ما كانت الشّركة تجري الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تصميم ChatGPT بشكلٍ أساسي، بناءً على نتائج الأبحاث التي جرت في معامل غوغل.

2- غوغل ما بين العجز والاختراع

بحسب المصدر نفسه، يرمز حرف T الموجود في اسم ChatGPT إلى كلمة "Transformer"، وتعني في مجال الذكاء الاصطناعي الشّبكات العصبيّة غير الترتيبيّة، هذه التقنيّة المبتكرة من شركة غوغل.

إلاّ أنّ هذه الأخيرة كانت عاجزة عن إنشاء نسخة من "نموذج لغوي كبير"، خاصّةً أنّه غير منحاز لمشكل معين، هذا المشكل شكّل مخاوف حيال ردود الأفعال السّلبيّة في حال إصدار النّظام العام، غير أنّ الصدى الذي شكّله "شات جي بي تي" أجبر "غوغل" على إطلاق نسختها تحت اسم "بارد".

في هذا الصّدد؛ تقول "غوغل" إنّها صمّمت Bard مع التركيز على الانحياز، حتى تضمن تصرّف "بوت الدردشة" بشكلٍ آمن. لكنّ طبيعة التقنيّة تزيد صعوبة ضمان ذلك. وستواجه الشّركة صعوبةً في إلقاء اللوم على أي شخصٍ آخر، إذا حدثت أي أضرار نتيجة أخطاء "بوت الدردشة"، بعكس نتائج البحث السّيئة.

3- سبب إصدار "غوغل" لــــ"بارد Bard"

بعد النجاح والضجة التي حقّقها كلّ من ChatGPT  و Bing Chat، والتي وصلت إلى ذروتها،  بدأ المستخدمون في التحوّل إلى ربوتات الدردشة من أجل بعض الاستفسارات، وقد لا يعودون إلى محرّكات البحث مطلقاً.

لهذا من الأفضل أن تقدّم الشّركة "بوت الدردشة" الخاص بها، وتغري المستخدمين للعودة إلى أسلوب البحث التقليدي عندما يكون ذلك أفضل. ومن هنا؛ سنجد أنّ كلّ محادثات Bard تحتوي على زرٍ واضح يُتيح لك طلب بحث على غوغل.

لذلك؛ من المستبعد أن تواجه غوغل أي كارثةٍ فوريّة، بعد أن استمتعت بشهر إضافي من التحضيرات، وحصلت على أدلة من محاولة مايكروسوفت الكارثيّة المبكرة للتحكّم في دردشة بينغ، لكن يتعيّن على "غوغل" أن تحذر ممّا ترجوه. فمّما لا شك فيه أنّ العالم الذي يتحوّل فيه ملايين المستخدمين من محرك "بحث غوغل" إلى "غوغل بارد" سيكون أفضل بقليل من خسارة المستخدمين بالكامل لصالح "بينغ".

 

 

المصدر: عربي بوست