أطفال أردنيون يبدعون في تصميم روبوتات لذوي الإعاقة البصريّة

أطفال أردنيون يبدعون في تصميم روبوتات لذوي الإعاقة البصريّة

حقّق الطلبة جملة من الجوائز

سعى "جاسر الحراسيس" (28 عاما) لتعليم الأجيال الشّابة علمَ الروبوت والذكاء الاصطناعي وترسيخ مهارات التفكير الإبداعي وعلوم المستقبل، فأطلق مبادرته الأولى في أثناء دراسته الجامعيّة، في العام 2013، مستهدفًا عددًا من طلبة المدارس الحكوميّة في محافظة الطفيلة، جنوبي الأردن، ومن دون مقابل مالي، يعاونه زميله في الجامعة "مهنّد اللّبداوي" (27 عاما).

بعد تخرّجهما الجامعي، في العام 2016، ترسّخت لديهما فكرة "استدامة مبادرة الذكاء الاصطناعي"، إذ يقول "الحراسيس" إنّه من خلال: "تأسيس شركة روبوتنا الرياديّة التكنولوجيّة ذات الطابع الاجتماعي وغير الربحيّة نقدّم منتجات وخدمات تكنولوجيّة تعليميّة".

الطلبة الأقل حظًا

لتأمين تمويل مالي لتدريب الطلبة في المناطق الأقل حظًا، انطلق الفريق لتدريب طلبة المدارس الخاصّة في العاصمة عمّان والمدن الكبرى في إربد والزرقاء على علوم المستقبل، برسوم ماليّة تؤمن للفريق دخلًا يسمح لهم بتدريب الطلبة الأقل حظًا.

انتقل فريق التدريب بعد ذلك لاستهداف شريحة جديدة من طلبة الجامعات وخريجي التخصّصات الهندسيّة لتدريبهم على تكنولوجيا مهارات التفكير الإبداعي والذكاء الاصطناعي والروبوتات؛ وذلك لمساعدتهم في إيجاد فرص عمل أفضل، وتطوير قدراتهم التكنولوجيّة.

كلّ ذلك من منطلق حرص "الحراسيس" وفريقه على: "دعم الأفكار والمشاريع المبتكرة في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي والروبوت لتسريع التحوّل الرقمي، وتشجيع الشّباب واليافعين على تبني روح المبادرة والإبداع من أجل إحداث التغيير الإيجابي"، على حد قوله. فتمكّنوا من تدريب نحو 12 ألف طالب وطالبة على مدى 9 أعوام، وقام بتوفير فرص عمل لعدد من هؤلاء المتدربين في مجالات التدريب والعمل في قطاع الذكاء الاصطناعي والروبوت.

نظارة للمكفوفين

قدّم المتدربون مشاريع وتصاميم رائدة في خدمة المجتمع وذوي الإعاقة، أبرز تلك المشاريع:

1-    الطالبة زينة نوفل (17 عاما)، إذ تمكّنت من تصميم نظارة طبيّة مزوّدة بكاميرا وسمّاعة أذن، تساعد المكفوفين على السّير بشكل أسهل على الطريق العام.
2-    الطالبة لين الفتياني (17 عاما) تمكّنت من تصميم مشروع ثلاجة ذكيّة تساعد المكفوفين على معرفة ما يمسكونه من أغراض في ثلاجة منازلهم، وتاريخ إنتاج تلك الأغذية، ومدى صلاحيتها للأكل، وذلك حماية لهم من التسمّم.
جدير بالذكر أنّ مشاريع "الفتياني" و"نوفل" حقّقت المركز الأوّل في مسابقة "كأس العرب للبرمجة والذكاء الاصطناعي" ضمن فعاليّات المسابقة التي نُظّمت بمشاركة 3500 طالب من أعمار بين 8 و16 عاما من 9 دول عربيّة، إلى جانب مشروعين آخرين للطلبة "قيس عودة" و"عبد الله الكرنز".
3-    تمكّن المتدرب صلاح الشبيلات (13 عاما) من ابتكار تطبيق يسمح للمرضى المصابين بأمراض جلديّة بمعرفة نوعيّة المرض الذي يصيبهم؛ وذلك من خلال تصوير أعراض المرض الجلدي بكاميرا، وإدخال الصّور في جهاز الحاسوب الذي يتعرّف إلى نوعيّة المرض عبر هذه الصّور، ثمّ يقدّم التشخيص الطبي.
4-    الطالبة ملك صالح (15 عاما) صمّمت ساعة ذكيّة للمصابين بإعاقة سمعيّة، تعتمد على الاهتزاز والوميض، وساعة ثانية للمكفوفين ناطقة تخبرهم بالوقت والمواعيد المثبتة عليها.

هذا، وحقّقت شركة "روبوتنا" عددًا من المشاريع الرياديّة المبتكرة من الطلبة المتدربين، أبرزها أفضل مبادرة تكنولوجيّة لبرنامج الأمم المتّحدة للمتطوعين 2017، وأفضل 10 مشاريع إنسانيّة في الوطن العربي من الهيئة العامّة للشّباب في الكويت، وأفضل 20 مشروعًا اجتماعيًا في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفضل 7 مبادرات عربية بتأهيل من ملتقى الإعلام العربي، وغيرها.

الدّور الريادي المجتمعي لــــــ"الحراسيس" وشركة "روبوتنا" لم ينحصر في الأردن فقط؛ بل قدّمت الشّركة منحًا للطلاب العرب الأقل حظًا واللاجئين، بواقع 200 منحة توزّعت على 3 دول، هي: السّودان وسوريا وفلسطين وغزة، للمشاركة في البطولة العالميّة للذكاء الاصطناعي المعروفة بـ"كود أفور" (Codeavour) 2021.
كما تشمل المنحة تعليم الطلاب وتدريبهم ودفع رسوم مشاركاتهم في المسابقة العالميّة، ودعمهم في جميع مراحل المسابقة، وصولاً إلى تقديم مشروع التّصميم، وذلك لفتح الفرص أمامهم لإظهار إبداعاتهم وتفوّقهم أمام العالم.

نظير جهده في الريادة المجتمعيّة، رشّحت المنظّمة الدوليّة للشّباب "الحراسيس" ليكون عضوًا في اللّجنة الشّبابيّة في البنك الدّولي، كما اختاروه ممثلًا للشّباب العربي في هذا اللّجنة ضمن 17 شابًا مختارين من العالم، حيث تتولّى اللّجنة مهمّة تصميم برامج البنك الدّولي للحدّ من مشكلة البطالة في دول العالم.

أمّا على صعيد الجوائز، فقد حقّق الطلبة جملة من الجوائز، أبرزها ذهبيّة أفضل فيديو مقدّم في البطولة العالميّة الافتراضيّة للروبوت، وبطل العرب في كأس العرب للبرمجة والذكاء الاصطناعي، وذهبيّة التصميم والإستراتيجيّة في البطولة الوطنيّة للروبوت، والمركز الثاني على العالم في البطولة العالميّة للبرمجة والذكاء الاصطناعي.

المصدر: الجزيرة نت

مواضيع مرتبطة

مزرعة «حبيبة»: طفلة فلسطينية تحول منزلها في الضفة إلى مصدر دخل للعائلة

تلعب حبيبة مع بعض الخراف في المزرعة وتطلق على كل واحد منها اسما خاصا

خديجة حباشنة.. شتات الطفولة الفلسطينية

كيف يعيش الأطفال الفلسطينيون منذ أكثر من سبعة عقود تحت وطأة الاحتلال وفي مخيمات اللجوء؟

«لعبة الحبّار» و«دولينغو»: تعزيز اللغة الكورية؟

صُممت الدروس لتقديم أكثر من 40 كلمة وعبارة

كلمات مفتاحية

تكنولوجيا