تطبيقات "ترند" هل تبتغي الرّبح أم أنّ هناك أمورًا مخفيّة وراءها؟

تطبيقات

ترند التطبيقات: "أهداف وخلفيات"

تطالعنا، بين الفينة والأخرى، تطبيقات تحدث "ترند" في مواقع التواصل الاجتماعي وتنتشر بين المتصّفحين كانتشار النّار في الهشيم، ما يطرح علامات استفهام حول الأهداف الحقيقيّة وراء هذه التطبيقات. فهل هي تطبيقات تبتغي الربح أم أنّها للتسلية فقط أم أنّ هناك أمورًا مخفيّة وراءها؟

سنتحدث في هذه المقالة عن أحد هذه البرامج، ونحاول تحليل بعض جوانبه وغاياته.

ممّا لا شك فيه أنّكم رأيتم أو سمعتم عن تطبيق FaceApp الذي انتشر في مرحلة سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يقوم الأشخاص بمشاركة صورهم، فيقوم التطبيق بعرض كيف سيبدون في سنّ الشّيخوخة. إنّ عملية مشاركة الصّور أو أكثر تطرح سؤالًا مشروعًا، وهو: هل يشكّل هذا التطبيق خطرًا على الأمن السّيبراني؟ وهل تتمّ مشاركة الصور فقط أم هناك أمورًا أخرى؟

إنّ هذا التطبيق يُعدّ من التطبيقات الأعلى تصنيفًا، في متجر تطبيقات iOS في أكثر من 100 دولة، حيث قام ملايين الأشخاص بتنزيله من متجرGoogle Play  وهو شكليًا يبدو نوعًا من أنواع برامج التسلية (Entertainment).

يعتمد التطبيق على الذكاء الاصطناعي لتحويل الصّور، فهو برنامج للتعرّف إلى الوجه مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، وهذا يعني أنّنا نغذي قاعدة بيانات عملاقة بصورنا، ما يسمح لها بالتعرّف إلى شكلنا المستقبلي من خلال الذكاء الاصطناعي.

هذا التطبيق مجاني؛ ما يعني أنّ المنتج هو ما نقدّمه لهم، أي بيانات شخصيّة وصور، فكيف يتوقّع مستخدمو التطبيق أن تقوم الشركة المنتجة بدفع جميع تكاليف البنية التحتيّة المتأتية من خلال إنشاء قاعدة بيانات لملايين الوجوه الحقيقيّة ومعالجتها؟

ممّا تقدّم؛ يصبح واجبًا علينا التركيز على ما يطلبه البرنامج من صلاحيات، فهو يطلب إمكان الوصول الى:
1.    مكانك (location)
2.    معلومات ماليّة (تاريخ مشترياتك)
3.    الصّور والفيديوهات
4.    هوية هاتف
5.    حركة التطبيق

بالنظر الى ما يطلبه التطبيق من صلاحيات؛ فإنّ المخاوف بشأن الأمن السّيبراني تجاهه تصبح عالية المستوى لعدة أمور:

1.  عندما نختار صورة لمشاركتها مع التطبيق؛ فهو يقوم بتحميل هذه الصّورة إلى خوادم التطبيق فيحطّم التأثيرات العمريّة بواسطة الذكاء الاصطناعي خارج جهازك. وهنا لا بدّ من الالتفات الى أنّ التطبيق لا يعلمك بتحميل صورتك على السحّابة الخاصّة بالشركة المنتجة، كما أنه لا يوضّح في اتفاقية المستخدم الخاصّة به ما إذا كانت الشرّكة تحتفظ بصورتك الأصليّة أو ما الذي يُسمح للشركة بفعله بها.

وإذا أحببنا أن نلقي نظرة سريعة الى بعض مقتطفات الشروط والأحكام المتعلّقة، على وجه التحديد، بمحتوى المستخدم الخاصّة بالتطبيق؛ فهو يخبرك بأنك:

أ‌-    تمنح FaceApp ترخيصًا فرعيًا دائمًا وغير قابل للإلغاء وغير حصري وخاليًا من حقوق الملكيّة وعالميًّا ومدفوعًا بالكامل، وقابلًا للتحويل لاستخدامه وإعادة إنتاجه وتعديله وتكييفه ونشره وترجمته وإنشاء أعمال مشتقّة منه، وتوزيعه وأدائه وعرضه علنًا.

ب‌-     أما من حيث صلته باستخدام المحتوى الذي يمنحه مستخدمو FaceApp فأنت: تمنح FaceApp  الموافقة على استخدام محتوى المستخدم، بغض النظر عمّا إذا كان يتضمن اسم الفرد أو صورته أو صوته أو شخصيّته، بما يكفي للإشارة إلى هويّة الفرد. فأنت توافق على جواز استخدام محتوى المستخدم لأغراض تجاريّة.

2.  من المحتمل استخدام صورة وجهك لتطوير خوارزميّات لاكتشاف الوجوه والتعرّف إليها، وربما حتى للتعرّف إليك شخصيًا، وهذا الأمر يجب أن يُذكر واضحًا في سياسات الشّركة. ولكن تخلّى عشرات الملايين من الأشخاص عن خصوصيتهم مقابل رؤية كيف سيبدون في غضون 20 عامًا.

3. أنت لا تمنح فقط بياناتك الشّخصيّة له؛ مثل مشاركة صورك؛ بل أيضًا تمنح التطبيق فرصة الوصول إلى بياناتك على الهاتف. وهذا الأمر يمثّل تهديدًا محتملًا. فعلى سبيل المثال؛ ما حاجة التطبيق الى معرفة مكانك أو تاريخ مشترياتك؟ فإذا أحسنا الظنّ سنقول إنّ سيقوم ببيع بياناتك الى شركات تسويق مختلفة يهمها معرفة ميولك الاستهلاكيّة، وإذا أسأنا الظنّ فنحتمل قيامه بالتجسّس عليك لغايات أمنيّة مختلفة.

إن عرضنا لتطبيق الـ FaceApp واحتماليّة مخاطره، رغم مرور بعض الوقت عليه، هو لتسليط الضوء على ظاهرة قد تحدث بين الفينة والأخرى. وما أخذُنا إياه إلاّ مثالًا لما يمكن أن يكون في المستقبل. فمخاطر التجسّس والخصوصيّة موجودة في أي تطبيق ممكن تنزيله، وما يُسقط من خلاصات على هذا التطبيق؛ يمكن إسقاطه على تطبيقات أخرى، فعلى المستخدم أن يكون أكثر حرصًا في ما يقوم بتنزيله على جهازه، وأن يكون أكثر وعيًا حول الصلاحيّات التي يمنحها للبرنامج.

 

المصدر: موقع العهد الإلكتروني/ نعمت الحمد

 

 



 

مواضيع مرتبطة

أسلوب شائع في المراسلة قد يجعلك أقل مصداقية

كشفت دراسة جديدة عن أسلوب شائع في كتابة الرسائل النصية قد يؤثر سلبًا على كيفية إدراك الناس لصدق المرسل.

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام،

65 % من العملاء يشعرون بأن الشركات تتعامل مع بياناتهم باستهتار وتهوّر

أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بالعام 2023 

كلمات مفتاحية

تصفح _آمن تطبيقات