تُعرَف الفوبيا أو الرّهاب (بالإنجليزية: Phobia) بالمصطلح الذي يُطلَق على جميع حالات الخوف القويّة ومفرطة الشّعور، وغير المعقولة والدّائمة التي تستمرّ لمراحلٍ طويلة، فيشعر الطفل بالخوف كلما تعرّض للموقف نفسه، ما يجعله يتصرّف بعصبيّة وغضب وانفعال. ومن المُحتمَل دخوله في نوبة هلع شديدة أحيانًا، إذ تختلف الفوبيا عن حالات الخوف الطّبيعية التي يواجهها معظم الأطفال.
للفوبيا أشكالٌ وأنواعٌ مختلفة، ومن هذه الأنواع ما يلي توضيحه على النحو الآتي:
هو الخوف الذي يتّصف فيه الطفل بالقلق والاضطراب الشّديد عند التّعرّض إلى شيء أو موقفٍ معيّن. ونتيجة لذلك يميل الطفل إلى الابتعاد عن هذه الأشياء أو المواقف. وفي بعض الحالات؛ فإنّ التّعرّض إلى هذه المواقف أو الأمور يؤثر في الطفل، فتظهر عليه علامات الخوف ويعبّر عن عدم ارتياحه. وقد يؤثر هذا الخوف في النّشاطات اليوميّة له، ومن أنواع الفوبيا المحدّدة الخوف من المرتفعات، أو الخوف من الحيوانات، أو الخوف من الحشرات وغيرها.
تحدث فوبيا الهلع الناتجة عن المرور بمرحلة خوفٍ شديدة وغير متوقّعة، تستمرّ حتى 10 دقائق على الأقلّ، والتي تتمثّل بأعراضٍ جسمانيّة، مثل: ضيق التنفس وصعوبته، أو الشعور بالدوار وثقلٍ في الرأس، أو الدوخة، أو ارتعاش في الجسم، أو فقدان توازن الجسم، وتسارعٌ في عدد ضربات القلب.
هو عبارة عن الشّعور بالخوف من الأماكن المفتوحة أو العامّة، ومن الوجود خارج المنزل، أو البقاء في الخارج، وهي من أكثر أنواع الفوبيا التي تسبب نوبات الهلع.
هو من الاضطرابات الشّائعة بين الأطفال والمراهقين، والذي يتمثّل بالخوف والتوتر الزائدين من الوقوف أمام أشخاصٍ جدد، أو الدّخول والمشاركة في المواقف والمناسبات الاجتماعيّة التي يكونون فيها ضمن حلقة التركيز.
هو الحال النّفسية التي يشعر خلالها الطفل بالقلق أو الخوف غير الاعتيادي من الانفصال عن الأشخاص الذين يقدّمون الرعاية له وتربطهم به علاقة عاطفيّة قويّة، مثل: الوالدين أو الأشقاء أو الأجداد. وهو من أنواع الفوبيا الشّائعة خلال السنّ المبكّرة من عمر الطفل، والذي قد يتلاشى قبل تجاوزه سن الأربع سنوات.
هو أحد أنواع الفوبيا الذي يرفض الطفل فيه التحدث مع أشخاص معيّنين، أو في مواقف محدّدة، فيشعر بالقلق وعدم الارتياح ويُفضّل الالتزام بالصّمت عندما يُطلَب منه التحدّث، بينما يتحدّث فقط ضمن حدود المنزل والعائلة.
يمكن أن يُصاب الأطفال بالفوبيا نتيجة وجود أحد الأسباب الأتية:
يحتوي الدماغ على مواد كيميائيّة معروفة باسم النّاقلات العصبيّة، وهي المسؤولة عن نقل الرّسائل من الدّماغ وإليه للسيطرة على مشاعر الإنسان. ويُعدّ كلّ من السّيروتونين والدوبامين من أهمّ النواقل العصبيّة المسؤولة عن الفرح والسّعادة عند الإنسان، والتي بنقصانها ينتج شعور الخوف والتوتر وعدم الرّاحة.
إنّ الأطفال المولودين لآباءٍ يعانون الخوف والقلق والتوتر هم أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بالفوبيا. كما أنّ الآباء الذين يعانون الفوبيا تجاه شيء ما، ويظهرون ذلك بتصرّفات الخوف والتوتر أمام الأبناء، سيصبح أبناؤهم أكثر عرضةً للإصابة بالفوبيا، فمثلًا الأطفال المولودين لآباء يخافون من العناكب من المُحتمَل جدًا أن يعانوا نوع الفوبيا نفسه.
يؤدي تعرّض الطفل لظروفٍ معيّنة في حياته ذات تأثيرٍ عظيم، مثل: طلاق الوالدين أو موت أحدهما أو مشاكل كبيرة في المجتمع والمدرسة إلى الإصابة بأحد أنواع الفوبيا. فهذه الأمور من أكبر العوامل المهدّدة لإصابة الطفل باضطراب القلق والخوف.
تشتمل الأعراض والعلامات التي تظهر على الأطفال نتيجة حدوث الفوبيا على ما يلي:
1. تسارعٌ في دقات القلب.
2. التعرّق الشّديد.
3. ارتجافٌ أو ارتعاش الجسم.
4. صعوبة أو ضيق التنفس.
5. اضطراب المعدة.
6. الشّعور بالدوار أو الدوخة.
7. الخوف من الموت.
8. الشّعور بالوخز والتنميل في الأطراف.
9. الرغبة في الهروب من الموقف.
10. البكاء ونوبات من الغضب.
11. التّشبث بأشخاصٍ بالغين للخروج من المكان.
12. ألم أو شعور بعدم الارتياح في الصّدر.
13. الشّعور بعدم القدرة على التّوازن والتركيز.
14. الشعور بالهبّات السّاخنة في الجسم.
إنّ وجود أي من هذه الأعراض يستلزم مراجعة الطبيب، للوقوف على أسباب حدوثها عند الطفل.
يقوم الطبيب النفسي المُشرِف على الوضع باستخدام مجموعة من المعايير والاستراتيجيات موظفًا فيها الأعراض والعلامات التي تظهر على الطّفل، خلال مدةٍ زمنية لا تقلّ عن ستّة شهور، والتي يُظهِر الطفل من خلالها الخوف الشديد من مواقف معيّنة تؤثر سلبيًا في سير وطبيعة حياة الطفل وتطوّرها، إلى جانب مواجهة مشاكل في المدرسة أو العائلة أو المجتمع.
لعلاج الفوبيا والقلق عند الأطفال لا بدّ من الأخذ بالحسبان مجموعةً من العوامل؛ مثل الأعراض والعلامات التي تظهر على الطفل، وعمره، والوضع الصّحي العامّ للطفل، ومدى شدّة الأعراض وتأثيرها في حياته.
1- العلاج السلوكي والمعرفي: يعلّم الطفل أساليب وطرائقٍ معيّنة يمكنه اتّباعها للتغلب على حالات الخوف والقلق والذّعر في حال حدوثها.
2- العلاج الأسري: يقع هذا العلاج على عاتق الآباء، فهم يؤدون دورًا كبيرًا في التغلّب على الفوبيا والقلق عند الأطفال.
3- العلاج المدرسي: إنّ التقاء الأهل أو الطبيب المُشرِف على وضع طفل مريض، مع الطّاقم التدريسي في المدرسة، يزيد من سرعة الوصول للتشخيص فضلًا عن تسهيل العلاج وفعاليته.
4- العلاج الدوائي: يجد كثير من الأطفال تحسّنًا ملحوظًا عند استخدام العلاج الدوائي، بالأخصّ أولئك المعرّضين لنوبات الهلع والذعر، وفي حال استخدام الدواء فمن الأفضل استشارة الطبيب عن الدواء ومعرفة الآثار الجانبيّة له.
اسماء عنانزه/ موقع "صحّة نفسيّة"
يعمد العدو إلى وسائل تكنولوجية متطورة لاختراق أجهزتنا الذكية وصفحاتنا الاجتماعية ليترصّد أي معلومة قد تفيده
يعمد العدو إلى وسائل تكنولوجية متطورة لاختراق أجهزتنا الذكية وصفحاتنا الاجتماعية ليترصّد أي معلومة قد تفيده
لماذا نترك المنصّات العالمية لمواقع التواصل لاجتماعي تتحكّم بمنشوراتنا..ألا يمكننا في العالم العربي صنع منصاتنا الخاصة؟
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال