"الأطفال يتقدّمون على الآباء بخطوة واحدة هذه الأيام. كنّا نظنّ أنّ لعبة روبلوكس بريئة تمامًا، وبدائيّة للغاية. إنّه عالم كامل موجود في لعبة روبلوكس التي لم نكن نعرف عنها شيئا."

 

أنفقت فتاة صغيرة، تبلغ من العمر 10 سنوات، أكثر من 2500 جنيه إسترليني على موقع ألعاب روبلوكس الإلكتروني بعد تغيير كلمة المرور الخاصّة بجهاز الأسرة اللّوحي، من دون أن تدرك أمها ذلك. لذلك نبّهت الأم "جورجينا مونداي" الآباء الآخرين إلى توخي الحذر.

هذا، وقد رفض مصرف "تيسكو" في البداية ردّ الأموال، لكنّه أعاد النظر في الأمر واعتذر، بعد أن تناولت محطة راديو "4 في بي بي سي" القضيّة. وقالت شركة "روبلوكس" إنّها تتّبع "سياسة قويّة" بشأن المدفوعات غير المصرحّ بها، بينما قالت "شركة أبل" إنّها تنصح الآباء والأمّهات باستخدام تنبيهات الشّراء المسبق لمنع ذلك.

كما تسمح "روبلوكس" للمستخدمين بإنشاء ألعابهم الخاصة، لكنّها توفّر أيضًا إمكان الشّراء داخل التطبيق لترقية الصورة الرمزيّة للمستخدم، بأشياء مثل الملابس أو الملحقات، كما يوفّر بعض الألعاب المدفوعة.  

قالت "جورجينا مونداي"، والبالغة 44 عامًا، إنّ ابنتها المصابة بالتوحّد قد أخذت تلعب على جهازها اللّوحي لمدة أطول في، الآونة الأخيرة بعد تركها المدرسة بسبب معاناتها في مدارس التّعليم العادي. فقد ظنّت في البداية أنّ شخصًا ما قد يكون اخترق حساب ابنتها، لكن سرعان ما اتضح لها أن ابنتها البالغة من العمر 10 أعوام تمكّنت من تغيير كلمة المرور للسّماح لها بدفع ما تريده.

أضافت "جورجينا": "رأينا للتوّ مئات المعاملات، وتأكيدات الدفع، ثم بدأ الذعر يساورنا". واستطاعت ابنتها إنفاق أكثر من 2500 جنيه إسترليني على الموقع، وكانت معظمها معاملات صغيرة بنحو 20 جنيهًا إسترلينيًا كلّ مرة.

ظلّت "جورجينا"، وهي ممرضة، على اتّصال مباشر مع "شركة أبل" وبنكها الخاص، "تيسكو"، لمدة أسبوع تقريبًا، في محاولة لاسترداد المبلغ، لكنّهما رفضا، فقالت إنّه كان "وقتا مروّعًا". كما قالت: "كان وقتًا مرهقًا فعلاً. أنا لا أعمل في الوقت الحالي، إذ إنّني أعتني بابنتي. كانت الأشهر القليلة الماضية مرهقة للغاية، لذلك ربما نكون قد غفلنا عنها. واعتقدت أنّني قد أضطر إلى تسديد المبلغ بالتقسيط على مدى السّنوات القليلة المقبلة".

أضافت: "اتصلت ببنك تيسكو، وقالوا لي إنّهم لا يستطيعون فعل أي شيء، لأنّها ابنتي. ولذلك حاولت مع شركة أبل مرة أخرى، والتي قرأت لي الشروط والأحكام الخاصة بها". وقالت: "عندما اتصلت بي بي سي، وأجريت مقابلة بشأن ما حدث. اتصل بي بنك تيسكو ليخبرني أنه سيعيد المبلغ بالكامل". فأضافت: "بكيت - فقد ارتحت بعد أن أزيح عبء ثقيل عن كاهلي."

وقالت "أبل" إنّ هناك طرائق يمكن من خلالها إعداد الحسابات لتنبيه أحد الوالدين قبل أن يرغب الطّفل في إتمام شراء أي شيء. وأضافت أنّه يجب على الآباء والأوصياء عدم الكشف عن كلمات المرور، أو تمكين خاصيّة التعرّف إلى الوجه وخاصية اللّمس ببصمة الإصبع لأطفالهم، ويجب إعداد خاصيّة "اسأل قبل أن تشتري"؛ حتى تفعّل خطوة الموافقة على الشّراء قبل تنفيذه.

كما لفتت أم الطفلة إلى أنّ تشغيل خاصيّة المدّة المسموح بها من الوقت سيمكّن الآباء، أيضًا، من وقف عمليات الشّراء داخل التطبيق. وأضافت: "عرفت ما كانت تفعله، وغيّرت كلمة المرور، لكني لا أعتقد أنّها فهمت فداحة ما حدث." وأضافت "جورجينا" إنّ على الآباء "توخي اليقظة" ومعرفة ما يلعبه أطفالهم".

وأضافت: "الأطفال يتقدّمون على الآباء بخطوة واحدة هذه الأيام. كنّا نظنّ أنّ لعبة روبلوكس بريئة تمامًا، وبدائيّة للغاية. إنّه عالم كامل موجود في لعبة روبلوكس التي لم نكن نعرف عنها شيئا."

بينما قالت "روبلوكس" إنّ لديها "سياسة صارمة لمعالجة طلبات استرداد الأموال، عندما تكون هناك مدفوعات غير مصرّح بها من حساب شخص ما"، و"هذه العملية مفصلة في الجزء الخاص بالمساعدة". و"يمكن للوالدين أيضا استخدام مجموعة من أدوات الرقابة الأبويّة لتحديد المبلغ الذي يمكن لأطفالهم إنفاقه، وتعيين إشعارات الإنفاق لزيادة وضوح إنفاق أطفالهم على روبلوكس".

 

 

المصدر: موقع BBC