"نيورالينك" تستعد لغرز شرائح إلكترونيّة في أدمغة البشر.. هل ينتظرنا الأخطر؟

الهدف على المدى الطويل يتمثّل في جعل هذه الغرسات آمنة وموثوقًا بها وبسيطة، لدرجة أنّها ستندرج في إطار الجراحات الاختياريّة (بقصد الرفاه).

حصلت "نيورالينك" (Neuralink)، الشركة الناشئة في مجال التقنية العصبيّة - يملكها "إيلون ماسك"- الأسبوع الماضي على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة (FDA) لإجراء أوّل دراسة سريريّة لاختبار غرسات الدماغ على البشر.

تعمل "نيورالينك" على بناء شريحة إلكترونيّة أو (غرسة دماغيّة) تسمى "لينك" (Link)، تهدف إلى مساعدة المرضى الذين يعانون الشّلل الشديد على التحكّم في الأجهزة الإلكترونية الخارجية باستخدام الإشارات العصبيّة فقط.

يُفترض -بحسب تقرير للفرنسيّة- أن تُستخدم هذه التقنية في مرحلة أولى لمساعدة الأشخاص المصابين بالشّلل أو الذين يعانون أمراضًا عصبيّة. لكن الهدف على المدى الطويل يتمثّل في جعل هذه الغرسات آمنة وموثوقًا بها وبسيطة، لدرجة أنّها ستندرج في إطار الجراحات الاختياريّة (بقصد الرفاه).

إذ سيتمكّن الأشخاص عندها من دفع بضعة آلاف من الدولارات لتزويد دماغهم بقدرات معلوماتيّة. وقالت نيورالينك -في تغريدة الخميس الماضي- من دون الكشف عن تفاصيل الدراسة المخطط لها، إنّ موافقة إدارة الغذاء والدواء "تمثل خطوة أولى مهمّة ستسمح لتقنيتنا في يوم من الأيام بمساعدة كثير من الناس". وأضافت أنّ مزيدا من التفاصيل ستكون متاحة قريبّا.

وقال تقرير لوكالة رويترز إنّ إدارة الغذاء والدواء سمحت -في بيان لها- لشركة نيورالينك باستخدام غرسة دماغيّة وروبوت جراحي لإجراء تجارب على المرضى، لكنّها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل.

يأتي هذا الإنجاز لـــ"نيورالينك" في الوقت الذي تواجه فيه الشّركة تدقيقًا فدراليًا بعد تقارير لرويترز عن تجارب لشركة على الحيوانات. وقال موظفو نيورالينك -لوكالة رويترز- العام الماضي إنّ الشركة كانت تنفّذ عمليات جراحية على القردة والخنازير والأغنام، ما أدى إلى نفوق حيوانات أكثر من اللازم، في وقت ضغط فيه "إيلون ماسك" على الموظفين للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء.

وقالت المصادر إنّ التجارب على الحيوانات أنتجت بيانات تهدف إلى دعم تطبيق الشركة للتجارب البشريّة. وذكر تقرير لرويترز أنّ "فيكتور كراوثامر"، وهو أستاذ الهندسة الطبيّة الحيويّة المساعد الذي قضى 3 عقود في إدارة الغذاء والدواء الأميركيةّ، بما في ذلك مهمة الإشراف على المكتب الذي يراجع طلبات التجارب البشريّة لزراعة الدماغ، قال إنّ إدارة الغذاء والدواء لا تقوم عادة بفحص المرافق الخاصة بالعملياّت كجزء من مراجعتها لتطبيقات التجارب السريريّة.

يُشار إلى أن نيورالينك تُعدّ جزءا من صناعة ناشئة تُعرف بـ "الواجهة الحاسوبية للدماغ"، وهو نظام يفك شفرة إشارات الدماغ ويترجمها إلى أوامر للأجهزة الخارجية.

إذ ربما تكون "نيورالينك" أكثر الأسماء شهرةً في هذا المجال بفضل "إيلون ماسك"، والذي يشغل أيضًا منصب المدير التنفيذي لشركة صناعة السّيارات الكهربائية "تسلا" (Tesla)، وشركة صناعات الفضاء "سبيس إكس" (Space X)، وغيرهما. وتعمل شركات أخرى على تكنولوجيا التحكم بأجهزة الحاسوب عن طريق التفكير ومنها "سينكرون" التي أعلنت يوليو/تموز 2022 زرعها أول "أداة تواصل بين الدماغ والحاسوب" في الولايات المتحدة.

من ناحيته، قال مؤسس هذه الشّركة الناشئة ورئيسها "توماس أوكسلي"، في مقطع فيديو عبر موقعه الإلكتروني، "نحن نبني تقنية يمكنها بثّ أفكار الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الحركة أو الكلام جرّاء مرض أو إصابة".

وكان "ماسك" قد توقع -في 4 مناسبات على الأقل منذ العام 2019- أن تبدأ شركة نيورالينك التجارب البشريّة، لكن مع هذه التصريحات المتفائلة لم تقم الشركة بطلب موافقة إدارة الغذاء والدواء إلا في أوائل العام 2022 فقط، ورفضت الوكالة حينها الطلب، حسبما ذكرت رويترز مارس/آذار الماضي.

وأفادت رويترز بأن إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة أشارت إلى عديد من المخاوف المتعلقة بالسلامة لشركة نيورالينك في تقرير الرفض تجب معالجتها قبل السّماح بالتجارب على البشر.

وتضمنت بعض المشكلات بطارية الليثيوم للجهاز، وإمكانية تحرك أسلاك الزرع داخل الدماغ، والتحدي الأكبر المتمثل في استخراج الجهاز بأمان من دون إتلاف أنسجة المخ.